مساعٍ سعودية في كافة الإتجاهات لوقف الحرب على غزّة.. وزيارة عبد اللهيان تأتي في إطار فرملة “الحزب”


أخبار بارزة, خاص 16 تشرين الأول, 2023
السعودية

المملكة تلعب دور الوسيط والمهدئ مع كافة الأطراف لكن على الجميع عدم تحميل السعودية وحدها فشل الجهود في حال لم يتم التوصل إلى أي حل.

كتبت شهير إدريس لـ “هنا لبنان”:

مساعٍ متسارعة ومتعددة لوقف الحرب الإسرائيلية على غزة تقوم بها معظم الدول العربية المعنية بالقضية الفلسطينية وأبرزها المملكة العربية السعودية التي أعلنت عن تعليق محادثات التطبيع مع إسرائيل على خلفية إستمرار العملية العسكرية وتطورها في قطاع غزة نظراً للقلق الذي تشعر به إزاء التصعيد الحاصل وقد أبلغت الأمر للمسؤولين الأميركيين لأنها ترى أنه من الضروري وقف الحرب وتحقيق وقف إطلاق النار.

ولهذه الغاية تبذل السعودية جهوداً ديبلوماسية من أجل التوصل إلى حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية، وبحسب مصادر دبلوماسية سعودية لموقع “هنا لبنان” فإن نظرة المملكة واسعة وقادرة على القيام بدور مهم في إيجاد حلول عملية قد تؤتي ثمارها بالطرق السلمية لهذه القضية، إذ أثبتت في مراحل معينة قوة موقفها أمام المجتمع الدولي نظراً لعلاقاتها التاريخية وصداقاتها مع بعض الدول الغربية والعربية. ورأت هذه المصادر أنّ وقف عملية التطبيع سيساعد بشكل إيجابي وقد يكون مفتاح الوصول إلى حل للفلسطينيين والإسرائيليين معاً لا سيما في مسألة الرهائن المدنيين والعسكريين بشكل خاص.

وفي ظلّ الإتصال الأخير من قبل الرئيس الإيراني بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أشارت المصادر السعودية إلى أن الإيرانيين لهم دور فاعل في هذه الأزمة لا سيما مع حركة حماس، والمملكة تلعب دور الوسيط والمهدئ مع كافة الأطراف لكن على الجميع عدم تحميل السعودية وحدها فشل الجهود في حال لم يتم التوصل إلى أي حل لأن الدعم لمطالب المملكة عليه أن يقترن بإستجابة المجتمع الدولي والدول التي تربطها بها علاقات وثيقة. واعتبرت المصادر أن الأميركيين قادرون على وقف العمليات العسكرية لكن الرئيس الأميركي يحتاج إلى حرب مع قرب الإنتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة. وقد أكد وزير خارجية إيران حسين أمير عبد اللهيان من لبنان “أنّ طهران والرياض متفقتان على دعم فلسطين وإدانة جرائم الحرب التي يرتكبها الكيان الصهيوني ضد النساء والأطفال والمدنيين مشيراً إلى أن لا السعودية ولا أيًّا من قادة العالم العربيّ والإسلاميّ أخرجوا القضية الفلسطينية من جدول أعمالهم ولن يقوموا بذلك في المستقبل”.

وقللت المصادر السعودية من اتّساع حجم الأزمة لتطال الحرب لبنان، مشيرة إلى أنّه لن يحصل حرب بنسبة 90% وما يجري في غزة هو بمثابة إنذار قوي لما قد يحصل في لبنان في حال توحيد الجبهات، ولفتت إلى أن إيران ليس لديها أي إستعداد للدخول في متاهات مع الولايات المتحدة لأنها تريد دوراً كشريك فاعل في عملية السلام وكذلك في مسألة الإستحقاق الرئاسي في لبنان وتشكيل الحكومة وإنقاذ البلد، وزيارة عبد اللهيان إلى لبنان وبغداد ودمشق تأتي في إطار التضامن وضرورة فرملة حزب الله عن القيام بأي خطوة قد تؤدي إلى توسع نطاق الحرب وإلى دمار لبنان، إذ ترك عبد اللهيان الأبواب مفتوحة لأي حل سياسي قد ينطلق من إجتماع منظمة المؤتمر الإسلامي الذي يتم التحضير له.

وترى المصادر السعودية أن المؤتمر سيتركز على جملة نقاط أبرزها: تحقيق الهدنة ورفع الحصار، وإيجاد حل لقضية الرهائن، وتقديم دعم مادي ومعنوي للفلسطينيين وإيصال المساعدات الطبية والغذائية الملحة مع رفض دعوات التهجير القسري للشعب الفلسطيني.

وحول إمكانية بدء إسرائيل بعملية برية على قطاع غزة أكدت مصادر سياسية متابعة للأوضاع لموقع “هنا لبنان” أن معلومات مؤكدة تشير إلى أن الإسرائيليين والأميركيين دخلوا إلى غزة فعلياً عبر البحر من دون الإعلان لا سيما لعناصر من أجهزة المخابرات وربطت ذلك بما يحصل من اغتيالات لقادة كبار في حماس كان آخرهم مراد أبو مراد قائد العمليات الجوية والطائرات الشراعية التي استخدمتها حماس في ضربتها في 7 تشرين في ظل الفوضى الحاصلة، ومن شأن ذلك بحسب المصادر ضرب قاعدة حماس من الداخل وتصفيتها وتصفية القضية الفلسطينية عبر فتح معبر رفح والبدء بتهجير الفلسطينيين إلى سيناء وغيرها من البلدان والتي تصطدم بعقبات جدية ويرفضها معظم الدول العربية التي قامت بالضغط على الولايات المتحدة ليعلن وزير خارجيتها أنطوني بلينكن من السعودية عن رفض بلاده للتهجير القسري للشعب الفلسطيني، وهو ما ترفضه مصر التي تؤكد على فتح معبر رفح في إطار إتفاق شامل يشمل إدخال المساعدات مما يخفف من وطأة المعاناة الإنسانية في قطاع غزة وعدم فتحه فقط لمن يحملون جوازات سفر أميركية أو رعايا أميركيين وأجانب.

الكاتب والصحافي قاسم قصير أكد لموقعنا أن الأمور ليست سهلة ولن تنتهي بسهولة، معتبراً أن مسألة وقف التطبيع من قبل السعودية تشير إلى أن المملكة لن تتخلى عن القضية المركزية أي قضية فلسطين وهي رسالة قوية وواضحة للأميركيين والإسرائيليين معاً.

وأوضح قصير أن وزير خارجية إيران أرسل رسالة قوية بأنّ المحور الذي ينتمي إليه جاهز للتصعيد لكنه في نفس الوقت فتح باباً للتفاوض السياسي مبدياً استعداد بلاده لذلك عندما قال: “ما زالت هناك فرصة سياسية للحيلولة دون اتساع الأزمة في المنطقة”. ولفت إلى أن الاتصالات المصرية بالإيرانيين واللبنانيين لم تفلح حتى الآن بإقناعهم بالحياد وما يزال القرار نفسه بأن الحرب على غزة تعني فتح كل الجبهات، مشيراً إلى أن التدخل الأميركي يعني تعريض القوات الاميركية في سوريا والعراق للخطر، وكشف قصير عن اتصالات تجري بين المصريين والقطريين والأتراك من أجل إيجاد حل لقضية الرهائن مقابل وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية وأن هناك مفاوضات تقوم بها قطر مع الأردن ومصر والسعودية وإيران من أجل إيجاد حل للأزمة الراهنة”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us