عنتريات العم وبهلوانيات الصهر


خاص 18 تشرين الثانى, 2023
العم

عقب انتهاء ولاية العم، اعتبر جبران نفسه وصيّاً على العرش، وتتمة للعهد البائد، وبالتالي فله الكلمة الفصل في موضوع قيادة الجيش كموقع ماروني. من هنا تُفهم معارضته الشرسة للتمديد المخالف للدستور، أما تعيين قائد جديد للجيش اليوم أو تكليف الضابط الأعلى رتبة، صودف أنه عوني الهوى، مهام القائد فذلك من صلب الدستور


كتب عمر موراني لـ “هنا لبنان”:

لم يستقل الجنرال ميشال عون ولن يستقيل من لعب دور البطل الدونكيشوتي وإدهاش مشاهديه من التياريين، صغاراً وكباراً، ولو بلغ من العمر أرذله.
عنتريات وأوهام بلغت أوجها في آخر ثمانينات القرن الماضي، ذاك الزمن سجل الجنرال ملاحم وبطولات على خصومه المحليين والإقليميين، كسّر رأس حافظ الأسد وخلخل المسمار وامتشق سكين مطبخ (لتقطيع الروستو) دفاعاً عن الوطن..
آخر مشهد بطولي، الجنرال عون بثياب فرسان القرن الثامن عشر. شاهراً سيفه البتّار وعلى بعد 75 متراً وقف الجنرال عون (جوزاف) بكامل عتاده العسكري. خلف قائد الجيش الحالي ظهرت دبابات ومدافع وانتشر لواء مشاة. سمع القائد الحالي ما يشبه الحشرجة: على جثتي ما بيتمددلك. واجهني إن استطعت. ولكم أن تتخيّلوا تتمة المشهد.
“على جثتي ما بيتمدد لجوزاف عون”؟ كلام مخيف متى صدر عن بطل صنديد ومقدام وعن مقاتل أسطوري، أما أن يصدر عن ميشال عون فذلك يدعو إلى الشفقة.
إختبر اللبنانيون شجاعة عون في حروب ظلّ فيها في الصفوف الخلفية منذ أن كان قائداً للواء الثامن.
إختبروه في الهروب إلى السفارة الفرنسية، وقد قاست ملالة أحد معاونيه الطريق مراراً استعداداً للفرار بجلده.
إختبروه في التحرير.
إختبروه في التصدي للدويلة بعد عودته المظفّرة إلى بيروت في العام 2005 بدور شارل ديغول.
لو لعب “العم” كما يجب وعلى الأصول دور البطل، وقال لضابط الجيش السوري الغازي على مدخل قصر بعبدا في 13 تشرين الأول 1990: “على جثتي ما بتمرقوا” لحوّل استشهاد مدلج على البوابة حقيقة، ولكان اليوم تمثاله مزاراً إلى جانب تمثال فخر الدين. فظيعة كانت ميتة فخر الدين. قيل أنه دُقّ في جرن هرساً.
لا بطولات الجنرال الثمانيني تغني ولا بهلوانيات الصهر تسمن.
يعتبر رئيس التيّار الأورنجي، في قرارة نفسه، أنّ رئاسة الجمهورية آلت إلى عون بعدما سُرقت منه لسنوات، وستؤول إليه بصفته الماروني الأقوى الموافق على خيارات “الحرس الثوري/ فرع لبنان”.
لنعد 9 أعوام إلى الوراء، بعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان خاطب الصهر رئيس حكومة تصريف الأعمال تمام سلام في إحدى جلسات مجلس الوزراء بما معناه “نحن هنا نمثل رئيس الجمهورية”. وعقب انتهاء ولاية العم، اعتبر جبران نفسه وصيّاً على العرش، وتتمة للعهد البائد، وبالتالي فله الكلمة الفصل في موضوع قيادة الجيش كموقع ماروني.
من هنا تُفهم معارضته الشرسة للتمديد المخالف للدستور، أما تعيين قائد جديد للجيش اليوم أو تكليف الضابط الأعلى رتبة، صودف أنه عوني الهوى، مهام القائد فذلك من صلب الدستور.
سألتُ نائباً عونياً يعرف ميشال عون وصهره حلةً ونسباً، عن رأيه بطروحات باسيل بالنسبة إلى قيادة الجيش، أجاب: “هناك حلّان لا ثالث لهما أولهما تعيين رئيس للأركان يقترحه وزير الدفاع، وثانيهما تأخير تسريح قائد الجيش. أما ما يطرحه باسيل فهو مجرّد بهلوانيات. “أخطأ النائب السابق بالتوصيف. كان يقصد “سعدنات”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us