البطريرك الراعي ووفد كتلة الجمهورية القوية.. قوّة ضغطٍ لتأجيل تسريح قائد الجيش


خاص 21 تشرين الثانى, 2023

لطالما حيّا حزب القوات اللبنانية مواقف البطريرك الراعي الوطنية، فالفريقان يلتقيان عند مسلّمات أساسية، وقد أتت مقاربتهما الواحدة لملفّ التمديد لقائد الجيش الحالي العماد جوزف عون ورفض تعيين قائد جيش جديد في ظل غياب رئيس للجمهورية، لتعكس التقارب بينهما


كتبت كارول سلوم لـ “هنا لبنان”:

تحت عنوان “التلاقي من أجل المصلحة الوطنية العليا”، اجتمع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي مع وفد من كتلة الجمهورية القوية في بكركي. عبّر سيّد بكركي ونواب الكتلة في اللقاء عن الهواجس نفسها، وتطابقت وجهات النظر حيال المواضيع التي طُرحت.
فلطالما حيّا حزب القوات اللبنانية مواقف البطريرك الراعي الوطنية، وقد شكّل الاجتماع مناسبةً لتكرار هذا الموقف. فالفريقان اللذان يلتقيان عند مُسلّماتٍ أساسية، أتت مقاربتهما الواحدة لملف التمديد لقائد الجيش الحالي العماد جوزف عون ورفض تعيين قائد جيش جديد في ظل غياب رئيس للجمهورية، لتعكس هذا التقارب.
ورأت مصادر سياسية مطلعة أنّ المقاربة الواحدة لهما من شأنها أن تشكّل قوّة ضغطٍ في وجه من يقارب ملفّ التمديد من منظار شخصي وخاص، وتقول المصادر نفسها لـ “هنا لبنان” أنّ الاجتماع كان مثمراً وأنّ التواصل بين سيد بكركي ونوّاب الكتلة لم ينقطع وإنّ البطريرك الراعي أبدى تفهّمًا لما طُرح وأعاد التأكيد على الموقف الذي أطلقه في عظة الأحد لجهة عدم المساس بقيادة الجيش الحالية، ومعلومٌ أيضاً أنّ الكتلة تقوم بجولةٍ على القيادات من أجل شرح موقفها في ملف التمديد والتأكيد على ضرورة تأجيل التسريح للعماد جوزف عون لمدة عام مع الأسباب الموجبة لذلك.

ومن جهته، يقول النائب نزيه متى الذي كان ضمن وفد كتلة “الجمهورية القوية” في زيارة البطريرك الماروني لـ “هنا لبنان” أنّ النّقاش في الاجتماع تركّز على ثلاث نقاط أساسية: التمديد لقائد الجيش والانتخابات الرئاسية وأهمية الالتزام بالقرار ١٧٠١. لافتاً إلى أنّ الوضع الذي تمرّ به البلد في ظل وجود النازحين السوريين واللاجئين الفلسطينيين معرّض لهزّة في أيّ لحظة، وبالتالي التمديد للقائد الحالي أمرٌ لا بدّ منه، كما أنّ الحرب الدائرة في الجنوب ليس معروفاً إلى أين ستؤدّي، مشدّداً على أنّ الكتلة تؤكّد أهمية دور رئيس الجمهورية في تعيين قائد الجيش ومن هنا طرحنا تأجيل التسريح له لمدة عام، كما أنّ انتخاب رئيس جديد للبلاد من شأنه أن يُسقط التمديد حُكماً إذ سيُصار إلى إجراء تعيين جديد.
ويرى متى أنّ تعيين قائد جيش جديد وفق رغبة فريق من اللبنانيين يعني أنّ بإمكانه أن يختار من يريد لهذا المنصب وأن يفرضه على الرئيس الجديد للبلاد، فيكون بالتالي أداة بيد الفريق الذي سماه. كما أوضح أنّ البحث تناول ملف رئاسة الجمهورية الذي يُعدّ أولوية بالنسبة إلى الكتلة ولا سيّما أنّها حريصة على بناء المؤسسات وليس منطقيًّا الاعتياد على فكرة الشغور كما حصل سابقاً.
وفي ما يتعلّق بمسألة تحييد لبنان عما يجري في غزة، يؤكد متى ضرورة العمل على ذلك إذ أنّ لبنان لا يمكن أن يتحمّل تبعات انخراطه في الحرب وهو في الأصل يعيش وضعاً صعباً، معلناً أنّه بالإمكان التضامن مع غزة إنّما من الأهمية بمكان تطبيق القرار ١٧٠١ الذي التزمت به الحكومات المتعاقبة منذ العام ٢٠٠٦ كما أنّ حزب الله طالب به في حينه ووافق عليه.
وردًّا على سؤال، يلفت متى إلى أنّ الكتلة تنظر إلى مصلحة لبنان العليا وهذا هو منطلق تحرّكها، ويعتبر أنّ المواجهة بين القوات والتيار الوطني الحر في ملفّ التمديد هي مواجهة بين مشروع وطني ومشروع يعمل لمصالح خاصة صغرى.

إذاً من المرتقب أن يحرّك الاجتماع بين البطريرك الماروني وكتلة الجمهورية القوية ملفّ تأجيل تسريح قائد الجيش ويصوّب النقاش فيه، وربّما يساهم في العمل على جعل التمديد للعماد جوزف عون خياراً لا بدّ من السير به في هذا الظرف بالذات.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us