لبنان صار ملحقاً بغزة؟


خاص 23 تشرين الثانى, 2023

طالما يصرّ الحزب على أنه لم يكن جزءاً من الإتفاق في غزة، وطالما يعتبر أنّ توقف القتال في غزة سينسحب على لبنان فلماذا يصرّ على الردّ من لبنان على أيّ تصعيد إسرائيلي في غزة؟


كتب محمد سلام لـ “هنا لبنان”:

غريب أمر حزب الإحتلال الفارسي، يقول مصدر مقرب منه لفضائية الجزيرة إنّ الحزب “لم يكن جزءاً من المفاوضات المتعلقة باتفاق الهدنة وتبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل” موضحاً أنّ “جنوب لبنان هو جبهة مساندة لقطاع غزة، وتوقف القتال هناك سينسحب على لبنان”.
وعلى الرغم ممّا سلف، يشدد المصدر على أنّ “أيّ تصعيد إسرائيلي في جنوب لبنان أو غزة خلال الهدنة سيقابله رد من الحزب”.
إذاً طالما يصرّ الحزب على أنه لم يكن جزءاً من الإتفاق في غزة، وطالما يعتبر أنّ توقف القتال في غزة سينسحب على لبنان فلماذا يصرّ على الردّ من لبنان على أيّ تصعيد إسرائيلي في غزة؟
هل لأنه يريد أن يحفظ دوره ضابطاً لإيقاع قواعد الإشتباك وفقاً لصيغة تحالف جبهات المساندة بعدما تبين أنّ من قتلتهم مسيرة إسرائيلية في سيارة مدنية بجنوب لبنان هو قائد عسكري لحماس وأربعة أشخاص كانوا برفقته، إثنان منهم من طرابلس وإثنان من الجنسية التركية ينتميان إلى تنظيم يعرف بـ “فوارس الأناضول”!
وقتل مصور قناة الميادين إبن طرابلس ربيع محمد فوزي معماري، في قصف إسرائيلي منفصل عن إغارة المسيّرة على آلية قائد حماس العسكري خليل حامد الخراز، وهو فلسطيني من مخيم الرشيدية في جنوب لبنان.
فما الذي يجري في لبنان، وبشكل خاص في المدن السنية الكبرى الثلاث، بيروت وطرابلس وصيدا؟ حيث اندثر الحضور السني الوطني لا سيما في بيروت وتفرعنت عصابات تضم مروجي مخدرات ومهربي بشر وممنوعات وفاسدي جمعيات تزعم تقديم مساعدات فيما هي تعمل لصالح النظامين الأسدي والصفوي أو لصالح مبيضي الأموال ممن سبق وسجنهم (لم يحتجزهم بل سجنهم) سمو ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان كما من المبعدين من بعض الدول كالذين طردتهم أستراليا فاستقروا في طرابلس بتغطية من حزب الإحتلال الفارسي وخالفوا قوانين البناء في بلدة كفرقاهل الكورانية واتّهموا من حاول وقف مخالفاتهم لرخصة البناء بأنه “صليبي” أو من مصدري الخردة من مرفأ صيدا مع ما تضمنته صادراتهم من مسروقات وممنوعات وسط تخلّف قبيح عن إتمام خطة تطوير مرفاً صيدا التي لم ينفّذ منها أكثر من 17% إضافة إلى فضائح معمل النفايات.
وما الذي يجري في البيئة الشيعية؟ حيث تكشف مصادر عليمة عن “تمايز في المواقف” بين رئيس حركة أفواج المقاومة اللبنانية (أمل)-رئيس المجلس النيابي نبيه بري، من جهة، وتحالف حزب الإحتلال الفارسي والتيار العوني برئاسة جبران باسيل، من جهة أخرى حيال مسألة تمديد ولاية قائد الجيش العماد جوزاف عون في ظل شغور موقع رئاسة الأركان وشغور كرسي رئاسة الجمهورية لأكثر من سنة.
فحزب الإحتلال الصفوي يؤيد تحالف باسيل-وزير الدفاع في رفض التمديد لقائد الجيش في بلدٍ لا يحول دون إعلان وفاته سوى وجود مؤسسة عسكرية تدير أجهزة إبقائه حياً في غرفة العناية المركزة. ولكنّ تمايز موقف بري عن حزب الإحتلال الفارسي لم يتخذ مستوى خلاف، حتى الآن، ومع ذلك أثار في أوساط حركة أمل ذكريات الحرب بين الحزب والحركة في ثمانينات القرن الماضي عندما تسرب الحزب إلى جنوب لبنان الذي كانت أمل تديره بالكامل واحتلّ مكاتب الحركة ومدينة النبطية بكاملها في 5 نيسان عام 1988 لكن قائد أمل في المنطقة، الحاج محمود فقيه رحمه الله، تمكن من استعادة النبطية بعد ثلاثة أيام وطاردت قواته عناصر حزب الإحتلال الصفوي في مدافن النبطية وتمكن في 8 نيسان من تحرير النبطية بكاملها وتوجه اهتمامه إلى مدرسة راهبات الحبل بلا دنس التي أراد تفقدها للإطمئنان إلى وضعها.
دخلت معه، رحمه الله، إلى مدرسة الراهبات وكان يوم جمعة، وتناولنا طعام الغذاء قاطع مع الراهبات الصائمات، وأكلنا كبة بلا لحم محشية بسبانخ وحمص وقدمت الراهبات لمرافقي الحاج محمود طعامهم في صينية لأنهم بقوا لحراسة السيارة في الملعب.
تفقد الحاج محمود جدار المدرسة الذي أصيب ببعض الفجوات من الجهة الشرقية وسأل عن الإصابات المحتملة وطمأنته “الريسىة أنّ الرب حمى الراهبات”.
غادرنا المدرسة معاً وبقيت على تواصل مع الحاج محمود فقيه إلى أن اغتالته يد الغدر مع الصديقين داوود داوود وحسن سبيتي بإطلاق أكثر من 30 رصاصة على سيارتهم في منطقة الأوزاعي عند المدخل الجنوبي لمدينة بيروت في 22 أيلول 1988.
وما زال السؤال مطروحاً: من قتل قادة أمل الذين منعوا حزب الإحتلال الصفوي من السيطرة على الجنوب بعد أقل من 5 أشهر على إنتصارهم؟ ومن الذي قتل الملازم أول في الجيش اللبناني طلال قانصو والمعاون أول سعد قانصو ما أشعل حرب حزب الإحتلال الصفوي على حركة أمل؟
ومن التساؤلات التي ما زالت من دون إجابات منذ أكثر من 35 سنة، يصرخ سؤال حالي: هل صار لبنان ملحقاً بدولة الملثّم المسمى أبو عبيدة بعدما ضربته عاصفة حماس الآتية من غزة؟

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us

Skip to toolbar