إنتصار شو؟


خاص 25 تشرين الثانى, 2023

لو نجحت حركة حركة حماس والجهاد الإسلامي غداً في تحرير كلّ الأسرى في السجون الإسرائيلية مقابل الضبّاط والجنود الإسرائيليين الذين خُطفوا في عملية طوفان الأقصى، وليس هناك أضعافهم مضاعفة تحت الركام لعُدّ تحرير المعتقلين انتصاراً

كتب عمر موراني لـ “هنا لبنان”:

لو تمّ تبادل الرهائن المدنيين، إسرائيلي مقابل ثلاثة فلسطينيين، من دون سقوط 13300 مدني فلسطيني، ثلثهم من الأطفال لعُدّ التبادلُ هذا انتصاراً مدوياً لكتائب عز الدين القسّام، ومجاهدي سرايا القدس.
لو نجحت حركة حركة حماس والجهاد الإسلامي غداً في تحرير كلّ الأسرى في السجون الإسرائيلية مقابل الضبّاط والجنود الإسرائيليين الذين خُطفوا في عملية طوفان الأقصى، وليس هناك أضعافهم مضاعفة تحت الركام لعُدّ تحرير المعتقلين انتصاراً.
لو كانت المساعدات الطبية والغذائية والوقود متّجهة إلى المستعمرات المحاذية لغزة وغلافها قبل أن تستأنف حماس دكّ حيفا والتوغّل في شوارع تل أبيب وتضييق الخناق على القدس الغربية لعُدَّ فتح معبر رفح انتصاراً.
لو كانت مشاهد الركام والدمار في أشدود موازية لما لحق بغزّة من دمار، قبل الهدنة الأولى لكانت معالم الإنتصار أشدّ سطوعاً من الكواكب مجتمعة.
لو كان عدد ضحايا عملية طوفان الأقصى، مدنيين وعسكريين، في الجهتين متقارباً لا بنسبة واحد إلى عشرة لحُقّ لشعبنا أن يحتفل بالإنتصار ولسبق أهل غزير أهل بير العبد بتوزيع البقلاوة.
لو استُثمرت التظاهرات في الغرب و”قُرّشت” على أرض الواقع لانتصرت حماس على إسرائيل وأمريكا والرايخ الألماني “بضهرن”.
لو شدّت الجمهورية الإسلامية الهمّة، وأوعزت إلى اسماعيل قاآني أن يضرب ضربته التي ستجعل كيان العدو أثراً بعد عين في دقائق، لجاء الإنتصار النهائي. مرّ خمسون يوماً يا سيادة اللواء.
على سيرة اللواء. جميل أيضاً لواء “متمترس” على جبهة إكس وفي صف الممانعة يعُدّ الإنتصارات ويعِدُ بالمزيد. ويرى كاستراتيجي أنّ استجابة العدوّ لشرط حماس هزيمة نكراء. وماذا بعد الهزيمة؟ أستكون غزة وفلسطين عموماً كما كانت قبل 7 أكتوبر أو ستكتفي بما حقّقته تحضيراً لانتصار آخر ومغامرة أخرى بحياة آلاف الأطفال؟
وفقدان الحزب في لبنان لثمانين من خيرة عناصره، عدا زملاء ومدنيين على الجبهة المساندة لغزة، وتهجير 50 ألف لبناني في حرب غزة مقابل خسائر كبرى في الجانب الإسرائيلي مراكمة لانتصارات “المقاومة الإسلامية” العاملة في لبنان.
لو بقي ثلاثة مجاهدين ملثّمين يتحركون من سرداب إلى سرداب، ويتنقّلون من نفق إلى نفق، يشاغلون جيش العدو ليلاً ويقلقونه نهاراً لطلع أبو عبيدة، من مكان ما رافعاً شارة النصر ومعلناً عن انتصار جديد. وعن انتصار نهائي وشيك. أبو عمار لم يفعلها. بربكم، دماء الأطفال الأطهار ودموع الآباء الحارقة تسأل: إنتصار شو؟ أقصى الممكن عودة الزمن إلى 6 تشرين الأول 2023.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us