2024 مصيرية… بالفعل


خاص 30 كانون الأول, 2023

سنة 2024 ستكون استمرارًا لسنة 2023، فالأزمات الموجودة ليس من المقدر أن تجد حلولًا لها في السنة الجديدة، لأنها تحتاج إلى معجزة لحلِّها ولسنا في زمن معجزات

كتب جان الفغالي لـ “هنا لبنان”:

حتى المؤثِّرين في البلد، من أصحاب المناصب الفاعلة أمنيًا ونقديًا وديبلوماسيًا واقتصاديًا، لا يُخفون هلعهم من السنة الجديدة. يجلسون وراء مكاتبهم ، لكن الخوف مما هو آتٍ يتملكهم، يوهمون أنفسهم ويوهمون الناس بأنّ الأمور على ما يُرام، لكن عند ساعة الحقيقة ومراجعة الذات، يعرفون أنّ ما يقولونه ليس حقيقيًا، ليس لأنهم يُخفون الحقيقة، بل بكلّ بساطة لأنهم لا يعرفون الحقيقة، فالأداة لا تعرف إلا ما يريد المقرِّر أن تعرفه، لا أكثر ولا أقل، ولهذا فإنّ البلد يدخل إلى السنة الجديدة بيدين مرتعشتين وقلب يخفق بسرعة من شدة الخوف.
ليس هناك من مبالغة في ما سبق من وقائع، وسبب الهلع أن لا أحد من المسؤولين يملك جوابًا عن سؤال من بين ملايين الأسئلة المطروحة بشكلٍ يومي.
هل يعقل مثلًا، على سبيل المثال لا الحصر، أن لا يكون هناك مسؤول لديه جواب عن كل ما يُطرَح من أسئلة، ومنها:
متى سيتم إنتخاب رئيس للجمهورية؟ لا أحد يعرف.
هل ستندلع حربٌ انطلاقًا من الجنوب؟ أم يبقى الوضع مجرد تبادل قصف من دون الإنزلاق إلى حرب شاملة؟ لا أحد يعرف.
هل ستُقر الموازنة العامة للعام 2024، ضمن المهلة الدستورية؟ (حتى آخر كانون الثاني 2024)؟ أم تصدرها الحكومة في مرسوم؟ لا أحد يعرف.
ما هو مصير القطاع المصرفي؟ هل ستتم إعادة الهيكلة؟ لا أحد يعرف.
هل سيتم تعيين رئيس الأركان في الجيش اللبناني؟ لا أحد يعرف.
هل سيُستأنف التحقيق في تفجير مرفأ بيروت الذي وقع في الرابع من آب 2020؟ لا أحد يعرف.
هل سيعاوَد الاستكشاف والتنقيب عن الغاز في المياه الإقليمية اللبنانية؟ لا أحد يعرف.
هل ستتم إعادة النازحين السوريين إلى بلدهم؟ لا أحد يعرف.
هذه عينة عشوائية من الأسئلة الصعبة لأجوبة مستحيلة. وفي هذه الحال، كيف يؤتمَن بلدٌ لا يقدِّم أجوبة عن تساؤلات أبنائه، كما لا يقدِّم لهم أي خدمة في مقابل الضرائب التي يدفعونها.
بهذا المعنى، يدخل اللبنانيون إلى سنة 2024 باعتبار أنها سنة مصيرية على كل الصعد، فإما أن تقدِّم لهم الأجوبة عن تساؤلاتهم، وإما أن تتضاعف أسئلتهم، في غياب الأجوبة وفي غياب مَن يُجيبهم.
كل المؤشرات تدل على أن سنة 2024 ستكون استمرارًا لسنة 2023، فالأزمات الموجودة، وبعضها قبل 2023، ليس من المقدر أن تجد حلولًا لها في السنة الجديدة، لأن كل أزمة من هذه الأزمات تحتاج إلى معجزة لحلِّها، ولسنا في زمن معجزات.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us