يشكر قاسم على هذا الوضوح


خاص 3 كانون الثاني, 2024

ليس سراً أنّ غرفة العمليات المشتركة، تدير حرب مساندة حركة حماس، في الجنوب والعراق والبحر الأحمر، بوتيرة ترتفع إلى درجة لا تصطدم بالخطوط الحمر الأميركية


كتب أسعدبشارة لـ “هنا لبنان”:

يُشكر نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، على الوضوح في إعلان استراتيجية إيران التي ينفذها حزب الله من لبنان. لم يكن قاسم بحاجة إلى هذا الكم من الصراحة، حين قال أنّ وقف مواجهة إسرائيل في الجنوب، مرتبط بوقف الحرب في غزة، فالعملية التي نفذها حزب الله في مزارع شبعا في 8 أكتوبر، والتي افتتح فيها ما سماه مساندة غزة، تترجم وحدة الساحات، وإن على طريقة الحزب، وبوتيرة لا تؤدي إلى إشراك إيران في الحرب.

ليس سراً أنّ غرفة العمليات المشتركة، تدير حرب مساندة حركة حماس، في الجنوب والعراق والبحر الأحمر، بوتيرة ترتفع إلى درجة لا تصطدم بالخطوط الحمر الأميركية، وحرب الإشغال هذه سببها اقتراب حماس، من أن تتراجع أمام عنف العملية البرية الاسرائيلية، وهي حرب تهدف في الوقت نفسه، إلى منع هزيمة الحركة في غزة، لكن تحاذر في آن الذهاب إلى حرب مع إسرائيل وأميركا.

هي حرب تتموضع في حافة الهاوية، لكن في المقابل، تبدو إسرائيل متجهة إلى دفن هذه المعادلة الإيرانية، والانتقال إلى توجيه ضربات كبرى في لبنان وربما في سوريا.

على هامش كلام قاسم، أصبح لا بد من تصويب الخطاب الداخلي، بما يتجاوز اللغة الخشبية التي يسوقها الحزب، والمقربون منه، والتي تطلق سردية تناقض نفسها بنفسها، وهي سردية “العدو الجاهز دائماً للاعتداء”، فهذه السردية تناقض عملية مزارع شبعا، كما تناقض كلام قاسم نفسه، وهي السردية التي جعلت من الحدود مع إسرائيل، ساحة لحرب وحدة الساحات، فيما كان بالإمكان تصور وضع الحدود الهادئة، تماماً كما حدود مصر والأردن مع إسرائيل، وكذلك حدود الجولان المحتل التي بقيت على هدوئها النسبي، لأن إيران قررت أن تريح نظام الأسد من عبء المواجهة، وتحيده عنها.

لقد كان بالإمكان تحييد لبنان عن هذا الصراع، عبر إبقائه ضمن خانة الاستقرار، الذي يبدأ بتطبيق القرار 1701، وترسيم ما تبقى من حدود برية، ونشر الجيش واليونيفيل على الحدود، وهذا كان كفيلاً بالتخفف من أعباء حرب لا بدّ ستندلع، إذا ما استمر التوتر على هذه النسبة من التصاعد.

لا تزال هذه الفرصة سانحة، وهي تلاقي دعماً ومساندة عربيين ودوليين، ومن المتوقع أن يشدد موفد الرئيس الأميركي هوكشتاين في زيارته المقبلة لبيروت، على تلازم الترسيم وتطبيق القرار 1701، وهو ما يشكل مصلحة لبنانية صافية، لا تجد من يسعى إلى تحقيقها، لا عبر الحكومة الفاقدة لقرار السلم والحرب، ولا عبر الكلام الذي يتضمن الكثير من التذاكي، الذي أطلقه رئيس مجلس النواب نبيه بري، حول القرار 1701 ومهمة اليونيفل.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us