مطمر “الكوستا برافا”: أزمة نفايات محتملة والحلول ترقيعية


خاص 22 كانون الثاني, 2024

ثماني سنوات مرت على أزمة النفايات، وحتى اليوم لم يجرِ العمل على حلٍّ جذري لتجنيب لبنان كارثة بيئية محتملة، أقله على مستوى البلديات سيما وأن إدارة الملف تستنزف 75% من ميزانيتها


كتبت ناديا الحلاق لـ”هنا لبنان”:

في كل عام تفوح رائحة النفايات الكريهة لتذكرنا بفشل دولتنا التي لم تتحرك لوضع حدًّ لهذه الآفة القديمة -الجديدة، فلا تزال قضية النفايات تشغل بال اللبنانيين وتقلقهم من مشهدية التكدس في الشوارع مع إعلان اتحاد بلديات الضاحية إغلاق مطمر “الكوستا برافا”، أمام نفايات الشوف وعاليه. فهل سيكون العام 2024 نسخة عن العام 2015 حين تراكمت النفايات على الطرقات؟

8 سنوات مرت على أزمة النفايات التي حركت الشارع اللبناني ورفعوا شعارات “طلعت ريحتكم” في العام 2015، وحتى اليوم لم يجرِ العمل على حلّ جذري لتجنيب لبنان كارثة بيئية محتملة، أقله على مستوى البلديات لا سيما وأن إدارة الملف تستنزف 75% من ميزانيتها.

عضو مجلس بلدية حارة حريك المهندس علي محمد الحركة يقول لـ “هنا لبنان”: “أزمة النفايات متجذرة في لبنان، فيما تحظى طرق المعالجة بمكانة ثانوية مشيراً إلى أن الأزمة الاقتصادية وتدهور سعر صرف العملة الوطنية مقابل الدولار زاد من تكاليف إدارة الملف على عاتق البلديات”.

ويتابع: “خلال ستة أشهر سيصل مكب الكوستا برافا إلى سقف القدرة الإستيعابية ما قد يؤدي إلى إقفاله أمام استقبال النفايات، خصوصاً وأن إنشاء المطمر كان لاستيعاب نفايات البلديات المنضوية تحت اتحاد الضاحية ونفايات مدينة الشويفات”.

ويقول الحركة: “الاتصالات السياسية أفضت إلى الإبقاء على استقبال نفايات الشوف وعاليه إلى حين إيجاد البديل لهما، وعلى الرغم من تصريحات وزير البيئة ناصر ياسين بالوصول إلى اتفاق على خطة عمل مع بلديات بعبدا وعاليه والشوف، إلا أن معالم هذه الخطة بحسب الحركة ليست واضحة ويعتبرها حلاً مؤقتاً” .

ويتابع: “يتم التدوال بأنه تقنياً وفنياً قد يتم توسيع مكب الكوستا برافا ولكن لا قرار رسمي في هذا الإطار، مشيراً إلى أن لا أزمة نفايات تهدد اللبنانيين في الوقت الراهن حيث أن المكب يستطيع استيعاب النفايات حتى حزيران المقبل، وستبقى النفايات تصب في مكب الكوستابرافا الذي يستقبل 1100 طن يومياً بما فيها نفايات الشوف وعاليه حتى إيجاد مكبات بديلة لها”.

كما يشير الحركة إلى أن “غياب عمليات الفرز بسبب توقف معمل الفرز عن العمل منذ سنوات، حيث يحتاج إلى أعمال صيانة وتأهيل ما قد يؤدي إلى زيادة في حجم النفايات المتوجهة إلى المطمر ويزيد من التكلفة المالية الإجمالية التي تدفعها البلديات إلى الشركة التي تتولى أعمال الكنس والجمع والطمر”.

ويشدد على “ضرورة إيجاد مطمر صحي جديد بديل عن مطمر الكوستا برافا وتوسيعه، وإعادة تلزيم وتشغيل معمل فرز النفايات في العمروسية وتطويره، مع إستكمال أعمال وتفعيل معمل التسبيغ في الكوستا برافا”.

أزمة النفايات التي تؤثر على الكثير من المناطق اللبنانية هي تعبير واضح عن الخلل السياسي في البلاد وأي خطة يضعها المعنيون ما هي إلا حلول مؤقتة، إذ تؤكد الخبيرة البيئية فيفي كلاب أن المشكلة ستستمر في حال لم يتم رأب الخلافات السياسية، مشيرة إلى أن الحلول من قبل الدولة كانت دائماً ناقصة لأن قانون النفايات المنزلية الصلبة ليس هو القانون المثالي في لبنان حيث يسوده العديد من الثغرات”.

وتقول كلاب باستياء: “وكأن المسؤولين يتعمدون إبقاء الملف عالقاً من أجل تركيع وإذلال المواطنين لإبقائهم تحت رحمتهم”.

وتختم قائلة: “لن تحلّ مشكلة النفايات نهائياً، والسيناريو الذي حصل في مطمر الناعمة سيتكرر في مطامر الكوستا برافا وصيدا وطرابلس بسبب عدم تنفيذ دفتر الشروط المعتمد على أساسه. فأزمة النفايات تحتاج إلى خطّة شاملة ومتكاملة، بعيدًا عن القرارات المجتزأة، والحل لن يكون إلا بيد الدولة المسؤولة عن إدارة الملف”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us