“الغرب” يريد فصل لبنان عن غزّة


خاص 31 كانون الثاني, 2024

يسعى الموفدون العرب والأجانب ممّن زاروا ويزورون لبنان، إلى فصل لبنان عن حرب غزّة وعدم ربط الاستحقاق الرئاسي بالتطورات في المنطقة وانتظار الحل والتسوية الشاملة، لأنّ ذلك ليس في المنظور القريب إقليمياً


كتب فيليب أبي عقل لـ”هنا لبنان”:

خلافاً لما يسوّق له محور الممانعة بقرار إيراني أعلنه أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، وتبناه لبنان الرسمي على لسان رئيس حكومته نجيب ميقاتي في أكثر من مناسبة في لبنان وخارجه، في شأن ربط مصير لبنان عضوياً بمسار الحرب في غزة، يسعى الموفدون العرب والأجانب ممن زاروا ويزورون لبنان وبعضهم بعيداً من الأضواء، بفعل الطابع الأمني لمهمتهم، إلى فصل لبنان عن حرب غزة وعدم ربط الاستحقاق الرئاسي بالتطورات في المنطقة وانتظار الحل والتسوية الشاملة، لأن ذلك ليس في المنظور القريب إقليمياً، وإن كانت المساعي الدولية والإقليمية التي تبذل لوضع مسيرة الحل على السكة ناشطة مع بعض الإيجابيات، إلا أن عقبات وعراقيل كثيرة لا تزال تعترض الحل، أبرزها عدم اعتراف إسرائيل بحل الدولتين.

وفي معلومات تسربت من مسؤول أوروبي إلى سياسي لبناني “إنّ مبادرة أميركية – فرنسية نشأت في إطار التنسيق والتعاون لحل أزمة لبنان وانتخاب رئيس لانتظام عمل المؤسسات، وبالتالي فصل أزمة الجنوب عن حرب غزة لتحقيق ذلك. وتحاول باريس وفق المعلومات الإفادة من التقاطع السياسي الذي جدد لقائد الجيش العماد جوزف عون، لإنجاز الاستحقاق الرئاسي قريباً. وتكشف المعلومات عن تواصل أميركي-فرنسي جسدته لقاءات كبير مستشاري البيت الأبيض لشؤون الطاقة آموس هوكشتاين مع مسؤولين فرنسيين معنيين بملف لبنان أبان مروره في باريس في طريقه إلى بيروت، حيث تمّ البحث في إمكان إطلاق مبادرة مشتركة لوضع خريطة طريق لإنجاز الاستحقاق وتشكيل حكومة وبدء الإصلاحات، يتم عرضها على وزراء خماسية باريس في اجتماعهم المقبل في باريس أو الرياض. لذلك نشط السفيرالسعودي في لبنان وليد البخاري في الآونة الأخيرة من خلال اجتماعات عقدها مع سفراء دول خماسية باريس قبل اجتماعهم المرتقب للاتفاق على مسيرة الحل في لبنان، وقد تبين أنّ هناك اقتراحات وأفكاراً يتم التداول فيها في قطر بين أطراف الصراع لبلوغ خريطة طريق للحل.

أحيطت المحادثات التي أجراها هوكشتاين في لبنان خلال الساعات التي أمضاها بالكتمان، وهو اجتمع مع
رئيسي المجلس النيابي نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي، وقائد الجيش العماد جوزف عون، ومدير عام الأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري.
ميقاتي أكد في حديث تلفزيوني خلال مشاركته في مؤتمر دافوس “وجود مبادرة اميركية لم تعلن شروطها، لكن نقلت إلينا ونحن على استعداد للاستمرار في التفاوض للوصول إلى حل دبلوماسي عبر تطبيق القرار 1701”. وقال “لا يمكني الإفصاح عن تفاصيل المبادرة”، في حين التزم الرئيس بري الصمت حيالها. وكشفت أوساط الثنائي أنه اطّلع على مضمون المبادرة وسيناقشها مع حزب الله.
ورغم السرية التي اعتمدها هوكشتاين لضمان نجاح مبادرته، تمكنت جهات سياسية مطلعة من تسريب بعض عناوينها ومنها “وقف التصعيد في جبهة الجنوب بالتزامن مع تقليص عمليات إسرائيل في غزة مقدمة لوقف النار”. على أن يتزامن ذلك مع وقف التصعيد جنوباً مع إجراءات لتطبيق القرار 1701 وأن يكون على مراحل، بمعنى أن يكون عمق المنطقة العازلة 7 كيلومتر، لا سلاح ولا مسلحين فيها كمرحلة أولى. يتولى الجيش واليونيفيل ضبط الأمن فيها على ان يبدأ البحث في تثبيت النقاط المتنازع عليها اعتباراً من نقطة B1 في الناقورة وصولاً إلى مزارع شبعا وكفرشوبا حيت يتم نشر قوات دولية حتى بت هويتها بين لبنان وسوريا.
وتكشف المصادر أن هوكشتاين فضل الاهتمام بالقرار 1701 وليس بالقرار 242 الذي تقع شبعا في نطاقه. في حين شدّد كل من الرئيسين بري وميقاتي على عدم إرجاء البت بمزارع شبعا، وأن تشمل مهمته كامل الحدود مع إسرائيل خشية أن تعتبر إسرائيل المؤقت دائماً.
وفي سياق متصل بدا لافتاً ما نقلته صحيفة “يديعوت أحرونوت” أمس من معلومات مفادها، أن “قادة عسكريين إسرائيليين يقترحون هدنة 48 ساعة في شمال إسرائيل بالتنسيق مع واشنطن”.

بعد زيارة هوكشتاين والتقاطع السياسي للتجديد لقائد الجيش، اقترحت قيادة في المعارضة على الرئيس بري، بأن ينسحب التقاطع على الاستحقاق الرئاسي. فرد بري بالقول “أن سليمان فرنجية هو المرشح الوحيد القادر على إدارة الملف بعد غزة. وهو لا يطعن المقاومة في الظهر”.
وتقول أوساط مراقبة أن الموقف اعتبر رسالة إلى الخارج أكثر منه إلى الداخل. وفي رأي أوساط سياسية قريبة من فرنجية أنّ حظوظه بعد الحرب على غزة باتت مرتفعة، لذلك قرر أن يوسّع دائرة حركته في الداخل والخارج، رغم أنّ المعلومات الواردة من باريس ومن دول الخماسية، تشير إلى أنّ البحث يدور حول مرشح ثالث توافقي ولا مكان لمرشح التحدي. لذلك ينتظر المسؤولون عودة لودريان المرتقبة مطلع شباط بعد اجتماع الخماسية ووضع تصور لخريطة طريق حل تعمل فرنسا على تسويقه بين أعضاء الخماسية.
وفي المعلومات المواكبة لزيارة هوكشتاين “أن قوى محورالممانعة أي الثنائي الشيعي وإيران لم ترفض العرض الأميركي الذي نقله هوكشتاين غير أن البحث يدور حول تحسين الشروط، وهذا ما أشار إليه الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله في اطلالاته الأخيرة عندما أعاد الفضل في تحرير كل شبر من الأراضي المحتلة إلى المقاومة، فهذا الموقف يعزز حضوره في الداخل كما يقوي موقعه ودوره في الخارج، في تثبيت الاستقرار والمحافظة على الأمن وضمان سلامة أبناء الجنوب وشمال إسرائيل من خلال ترسيم الحدود البرية وحسم الخلاف حولها مع اسرائيل. عندها يتولى الجيش واليونيفل مسؤولية تطبيق القرار 1701 في أجواء مستقرة لضمان الأمن في الجنوب بفضل دور المقاومة التي تسعى لتثبيت الاستقرار وحفظ الأمن من خلال صيغة “سرايا الحدود، وهو أمر لا إجماع وطنياً حوله”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us