الدرب الصحيح


خاص 10 شباط, 2024

حيال تعنت نتياهو، وإصراره على تمديد الحرب، وعدم التفاته إلى مساعي بايدن، لا تجد واشنطن مهرباً من الاستعانة بكل ما ومن يساهم في تحقيق حل الدولتين لتشكيل قوة ضغط دولي توصل إلى ذلك

كتب راشد فايد لـ”هنا لبنان”:

شهد منتصف الأسبوع الفائت اجتماعاً تشاورياً في العاصمة السعودية الرياض لبحث التطورات في غزة، وشدد على أهمية اتخاذ خطوات “لا رجعة فيها” في هذا المجال، والرفض القاطع لعمليات التهجير القسري للفلسطينيين، وشارك في الاجتماع وزراء خارجية قطر ومصر والأردن والإمارات والسعودية، إضافة إلى أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ.
ترافق الاجتماع مع مباحثات ترعاها مصر وقطر والولايات المتحدة، للتوصل إلى صفقة بين إسرائيل وحركة حماس لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة.
وفي سياق موازٍ، قالت وكالة الأنباء السعودية إن وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان تلقى اتصالاً هاتفياً من نظيره الأميركي أنتوني بلينكن بحثا خلاله المستجدات في غزة وجهود التعامل مع تداعياتها.
والاجتماع منبثق عن القمة العربية والإسلامية التي عقدت في تشرين الثاني الماضي، وكلف وزير الخارجية السعودي و5 وزراء خارجية لجولة زيارات لدول مجلس الأمن ودول أخرى لإبداء الموقف الواضح والصريح مما تشهده غزة. وتزامن الإجتماع مع زيارة أنتوني بلينكن للرياض، لم تخرج منها معلومات، كما لم يخرج بلينكن من اجتماعه مع نتنياهو بأي جديد، واليوم بعد اجتماع الرياض يستطيع العرب القول أنّ الدول الخمس تشكل نواة متماسكة بدأت تتحرك ككتلة واحدة تستطيع أن تؤثر في المعادلات الدولية، وتحديداً الإقليمية، في هذا الملف. فمعادلات الشرق الوسط تغيرت بعد 7 تشرين الأول فإسرائيل تشهد تخبطاً سياسياً وشعبياً، والانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الأميركية، آتية في تشرين الثاني المقبل، عدا أنّ أحوال العالم سياسياً واقتصادياً باتت مركبة ومعقدة، والصراعات السياسية غير المعلنة ليست أقل مما هو معلن. ولكن، وقد بدأت هذه الدول الخمس تتحرك ككتلة سياسية واحدة، فإنّ في ذلك ما يؤشر إلى أنّ العرب يرمون كرة الأزمة في أحضان المجتمع الدولي، بعدما فتحت أحداث غزة، إنطلاقاً من 7 أكتوبر، الباب للبحث جدياً وبشكل حاسم في حل الدولتين، والذي يبدو أنّ الولايات المتحدة الأميركية تحتاج إلى دعم قوي لإجبار إسرائيل على الأخذ به ووقف الابتزاز السياسي الذي يمارسه نتنياهو وشركاؤه السياسيون، تدميراً وفتكاً بالحجر والبشر، ويخلطون بين مصالحهم السياسية – الإنتخابية الضيقة، وبين مسؤوليتهم كقيادات يفترض أن تكون استشرافية.
يعزز هذا المشهد بيان السعودية الأخير والذي أعاد إلى ضوء الاهتمام قرارات قمة بيروت التي شددت في العام 2004 على الأرض مقابل السلام، وأن لا حل من دون قيام دولة فلسطينية وفق ما أكدته المقررات الأممية، وعاصمتها القدس الشرقية، وعودة الفلسطينيين إلى ديارهم لا سيما في الضفة الغربية، ووقف تهجيرهم من أراضيهم.
حيال تعنت نتياهو، وإصراره على تمديد الحرب، وعدم التفاته إلى مساعي بايدن، لا تجد واشنطن مهرباً من الاستعانة بكل ما ومن يساهم في تحقيق حل الدولتين لتشكيل قوة ضغط دولي توصل إلى ذلك، وقد يكون بيان وزارة الخارجية السعودية أبلغ رسالة عربية في هذا الصدد إذ أعلنت منتصف الأسبوع الفائت أنّ المملكة لن تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل ما لم يتم الاعتراف بالدولة الفلسطينية ووقف العدوان الإسرائيلي على غزة وانسحاب الاحتلال منها.
وقالت الخارجية السعودية إن المملكة أبلغت موقفها الثابت للإدارة الأميركية وهو أنه “لن تكون هناك علاقات دبلوماسية مع إسرائيل ما لم يتم الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وإيقاف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وانسحاب كافة أفراد قوات الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة”.
إنه الدرب الصحيح.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us

Skip to toolbar