ثلاثون عاماً على تفجير كنيسة سيدة النجاة… العدالة ستأخذ مجراها يوماً ما


خاص 27 شباط, 2024

في السابع والعشرين من شباط ١٩٩٤، تجسد الغدر في أيادٍ ملؤها الحقد والتخريب والدم، همها الوحيد إلصاق التهمة بالمناضلين ضد الاحتلال والهيمنة.. ثلاثون عاماً مرت ولا تزال الذكرى ماثلة لا تُمحى من الذاكرة بانتظار أن تأخذ العدالة مجراها يوماً ما

كتبت كارول سلوم لـ”هنا لبنان”:

لم يكن يوم الأحد في السابع والعشرين من شباط العام ١٩٩٤ في كنيسة سيدة النجاة في منطقة زوق مكايل يوماً كباقي الأيام، كان يوماً متشحاً بالسواد، يوم اغتيل المؤمنون المحتشدون للصلاة من أجل بلدهم الرازح حينها تحت وصاية الاحتلال السوري.

كان هذا اليوم فرصة للمتربصين شراً بلبنان لتنفيذ مخططهم الإجرامي باغتيال ١١ شهيداً بدم بارد كبرودة شباط، وبمجرد استرجاع ذكرى هؤلاء الشهداء مع ٥٦ جريحاً حتى تبدو السنوات الثلاثون على مرورها ثقيلة، ثقيلة على أحباب فقدوا وعلى شباب من عمر الورود ومواطنين لا حول لهم ولا قوة.

 امتدت يد الإجرام إلى مكان مقدس دون أن يرفّ أي جفن للقتلة، فانفجرت قنبلة تحت مذبح الكنيسة بينما كان المصلون يتناولون القربان من الأب أنطوان صفير، ولولا العناية الإلهية لكانت المتفجرات التي زرعها المجرمون قد قضت على باقي المصلين.

في السابع والعشرين من شباط ١٩٩٤، تجسد الغدر في أيادٍ ملؤها الحقد والتخريب والدم، همها الوحيد إلصاق التهمة بالمناضلين ضد الاحتلال والهيمنة.. من يُسأل عن هذه الذكرى الأليمة، يعود بالذاكرة إلى مشهد حزين، تتسابق فيه الغصات والدموع على رحيل أبرياء في زمن الصوم.

لن تنسى الأمهات الثكالى هذا التاريخ الدموي وليس بمقدورهن إلا المطالبة بعدالة السماء، بعدما خذلتهم عدالة الأرض..

في هذه الجريمة، رتبت وقائع مغلوطة وكاذبة لاتهام حزب القوات اللبنانية، كما يقول مناضلون قواتيون، فكان التلفيق والشهادات الكاذبة لتثبيت اتهام التفجير بحق الدكتور سمير جعجع، أما من يقف وراء ذلك فكان النظام الأمني اللبناني – السوري الذي مارس كل أنواع الضغوط بهدف التخلص من القوات، إلا أنّ الحقيقة ظهرت وعرف الجميع أن لا علاقة لهذا الحزب بالجريمة التي وقعت.

وفي هذه الذكرى يقول نائب كتلة الجمهورية القوية سعيد الأسمر في حديث لـ”هنا لبنان”: إنها ذكرى أليمة في تاريخ الكنيسة ذهب ضحيتها ١١ بريئاً من قبل من كان مولجاً بحماية هؤلاء الأبرياء حتى لو لم تثبت المحاكم تورطهم، إنما لا بد من أن تظهر الحقيقة ولو متأخرة. ويشير إلى أن الهدف قام على توريط فريق ناضل بوجه الاحتلال السوري والنظام الأمني اللبناني- السوري، ومعلوم أنّ معركة حزب القوات ضد هذا الاحتلال كانت قوية بكل ما للكلمة من معنى، وها هو اليوم يقف بوجه محور الممانعة وسلاحه والنظام السوري جزء منه”.

ويرى النائب الأسمر أنّ بصمات الممانعة في جميع التفجيرات والاغتيالات في البلد واضحة وهي البصمة نفسها التي وقفت وراء اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، إلّا أنّ حزب القوات سيظل يواجه كل من أراد الاستيلاء على سيادة لبنان بقوة السلاح، ولن يموت حق وراءه مطالب، معتبراً أنّ نظام الاحتلال السوري أراد وعبر أدواته في لبنان الإقدام على اغتيال سياسي لحزب القوات، لكنه لم ينجح وبقي الحزب بالتالي مناضلًا وسيبقى كذلك مهما جرى.

يستذكر الأسمر حادثة تفجير كنيسة سيدة النجاة بألم وغصة، هذه الكنيسة التي كانت تضم مصلين في زمن الصوم رفعوا الصلوات لإنقاذ بلدهم، ولم يكن لهم أي ذنب، إلا أنّ المجرمين اغتالوهم خلال تأديتهم الصلاة بخشوع، كما واصلوا محاولات إسكات الأصوات المنادية بالحرية والاستقلال والسيادة في لبنان وخارجه، وقد تمكنوا من تنفيذ مخططهم للأسف، قائلاً: رحمة الله على ضحايا الكنيسة ونتمنى أن تزول الأيام السوداء عن لبنان، فنراه كما يحلم به اللبنانيون دوماً.

ثلاثون عاماً مرت ولا تزال ذكرى حادثة تفجير الكنيسة ماثلة أمام أعين كثيرين وكي لا تمحى من الذاكرة وعلى الرغم من فظاعتها، هناك من يذكر بأنّ العدالة ستأخذ مجراها في يوم ما حتماً.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us