“القوات” لا تريد رئيساً للجمهورية!


خاص 13 آذار, 2024

لا أبرع من الرئيس بري في قلب الوقائع لمصلحة فريقه الممانع، ووضع “المستقتل” على إجراء الإنتخابات الرئاسية، أي القوات (وحلفائها)، بموقع المتهمين بالتعطيل “ولا يريدون انتخاب رئيس للجمهورية”.. من يصدّق أنّ “القوات” لا تريد رئيساً؟

كتب عمر موراني لـ”هنا لبنان”:

بعد أقلّ من ثلاثة أسابيع على إطلاق مبادرة “الإعتدال” وقبل أن يعدّ الأستاذ وليد البعريني “موكبه” للتحرك استعداداً لجولة ثانية على رؤساء الكتل النيابية الأفاضل، فاجأ الرئيس نبيه بري الجميع بإعلان أبوّته للمبادرة وأنه كان وراءها ما يعني أنّ وليداً (البعريني) كان واجهة وأنّ سجيعاً وهادياً وأحمد ومحمد والصمد كانوا “عارفين ومطنشين”.

وكشف الأستاذ، أيضاً وأيضاً، أنّه هو من اقترح على كتلة الاعتدال استبدال كلمة “الحوار” التي تستفزّ معارضيه بالـ “تشاور” التي ترضي كافة الأذواق وليس الوليد. وهو من أبدى استعداده لترؤّس طاولة “التشاور” الحواري.. إذاً لا طاولة من دون رئيس يا وليد. ولا رئيس سوى عن “يد” الأستاذ. يا مسكين يا وليد.

ليس أبرع من الرئيس نبيه بري في حرق الوقت، وإنهاك الخصوم، وتدوير المحركات وإطفاء المحركات وإيهام المبعوثين أنه الأحرص على تطبيق الدستور وتعميم قيم الديموقراطية والجمال والحب… والحوار.

ولا ينافسه في تبني هذه القيم الأفلاطونية المرهفة سوى أمين مخازن السلاح، الحاج محمد رعد.

جميع اللبنانيين باتوا على بيّنة أنّ المقاومة الأسلامية بفرعيها العسكري والسياسي مع الحوار المنفتح، وهي ليست بوارد التخلّي عن مرشحها سليمان فرنجيه، الحوار المرجوّ إذاً حول فرنجيه أمس اليوم وغداً سواء كان الداعي وليداً أو نبيهاً. والرئيس بري أب مبادرة الإعتدال البيولوجي مع الحوار من دون شروط وفي باله عنوان واحد للتشاور: سليمان فرنجيه واقع ومرتجى. وإلّا عود إلى بدء..

ليس أبرع من الرئيس بري، المحامي الشاطر، في قلب الوقائع لمصلحة فريقه الممانع، ووضع “المستقتل” على إجراء الإنتخابات الرئاسية، أي القوات (وحلفائها)، بموقع المتهمين بالتعطيل “ولا يريدون انتخاب رئيس للجمهورية”. من يصدّق أنّ “القوات” لا تريد رئيساً؟

وليس أدهى من دولته في امتصاص الردود الحامية بتعليق ظريف وذكي. فعندما سُئل كيف يرد على بيان “مرتا” الشهير الصادر عن الدائرة الإعلامية في حزب القوات اللبنانية، قال أنّه “هلّأ ناطر العونيين”، أي بانتظار شيء مماثل.

في أواخر النصف الأول من القرن العشرين، زار سينمائيون شباب الكاتب الإيرلندي جورج برنارد شو في منزله في لندن، وعرضوا عليه إنتاج واحدة من مسرحياته سينمائياً كأول عمل لهم وأخبروه أنهم كناية عن مؤسسة صغيرة واعدة وغير قادرين على دفع مبلغ كبير ثمناً للنص المسرحي وأملوا أن يتفهّم وضعهم فكان ردّه: “عندما تكبر مؤسستكم عودوا إليّ.. سأكون مستعداً للتعاون معكم”،

ما علاقة “خبرية” الكاتب الساخر بالبرلماني الساخر؟

الجواب: جورج برنارد شو لم يكن مستعجلاً، وهو على مشارف التسعين، لعقد صفقة ليست في مصلحته، ولا بري اليوم مستعجل… لدى “دولته” متّسع من الوقت للّعب مطوّلاً على حافة الهاوية.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us

Skip to toolbar