الحرب والرئاسة… الحزب وباسيل


خاص 16 آذار, 2024

يرتبط الاستحقاق الرئاسي في لبنان بحرب غزة بشكلٍ مباشر. لا رئاسة قبل البتّ بمصير الحرب، سلباً أو إيجاباً، وستبقى عربة المساعي معطّلة ما دامت آلة الحرب “شغّالة”

كتب زياد مكاوي لـ “هنا لبنان”:

كلمتان تتردّدان كثيراً، وتتلازمان: الحرب والرئاسة.
المعادلة بسيطة هنا، فإذا اندلعت الحرب طارت الرئاسة، وإذا حصلت الهدنة، تمهيداً للتسوية، ارتفعت حظوظ البتّ بالاستحقاق الرئاسي.

ما يُمكن أن يُقال اليوم عن احتمال نشوب الحرب الشاملة ضدّ لبنان هو نفسه ما كان يُقال منذ ٧ تشرين الأول الماضي، أي أنّ احتمال اندلاع الحرب قائم ولكنّه ليس حتميّاً. وعليه، ستبقى التهديدات الإسرائيليّة سيفاً مسلطاً على لبنان لأشهرٍ، على الأقلّ، خصوصاً أنّ المصادر الدبلوماسيّة ترجّح استمرار الحرب في غزة أشهراً عدّة.
ويرتبط الاستحقاق الرئاسي في لبنان بهذه الحرب بشكلٍ مباشر. لا رئاسة قبل البتّ بمصير الحرب، سلباً أو إيجاباً. ويعني ذلك أنّ مبادرة تكتّل الاعتدال ومسعى اللجنة الخماسيّة الذي سيُفعَّل في الأسبوع المقبل حركة بلا بركة، وستبقى عربة المساعي معطّلة ما دامت آلة الحرب “شغّالة”.
ويشير مصدر نيابي مواكب لحركة الاتصالات الداخليّة إلى أنّ التوصّل إلى تسوية سيترافق مع خطواتٍ عمليّة، من بينها الترسيم البرّي، ما سيسرّع حينها الحاجة الى انتخاب رئيسٍ للجمهوريّة بدفعٍ خارجي، “لأنّ التوافق على رئيسٍ مستحيل إلا عبر تسويةٍ جديدةٍ برعايةٍ خارجيّة شبيهة باتفاق الدوحة”.
وبالتوازي، ستكون سائر الملفات الداخليّة معلّقة بانتظار الانتهاء من الملفّ الإقليمي المتّصل بالحرب. علماً أنّ ذلك لم يمنع حزب الله من التحرّك باتّجاه الرئيس ميشال عون في خطوةٍ هدفها منع المزيد من التوتّر في العلاقة بين الجانبين، علماً أنّ عون كان مستمعاً في اللقاء أكثر منه متحدّثاً.
إلّا أنّ مصدراً مطّلعاً على هذه العلاقة يتحدّث عن تراجعٍ سيظهر تدريجيّاً في مواقف باسيل المنتقدة للحزب، بعد أن تلقّى رسالتين:
الأولى عبر وفد كتلة الوفاء للمقاومة الذي زار عون.
والثانية عبر إعلاميّين مقرّبين من الحزب انتقدوا باسيل وأعلنوا صراحةً أنّ أصوات حزب الله لن تصبّ في مصلحة “التيّار” في الانتخابات النيابيّة المقبلة، في رسالةٍ واضحةٍ بأنّ ذلك سيحرمه من عددٍ من النوّاب الذين لن يعوّضهم عبر إنهاء مفاعيل تفاهم مار مخايل.
وينصح المصدر بمراقبة جبهتَي غزة والجنوب، أمّا “الجبهات” السياسيّة الداخليّة مثل الملف الرئاسي والعلاقة بين “التيّار” و”الحزب” فهي لملء الفراغ، لا أكثر.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us

Skip to toolbar