“بوتوكس” و”فيلر” على يد “طبيبَين مزعومَين”


خاص 30 آذار, 2024

بعد أن تسجّل العديد من الشبان في دورة تدريبية لحقن البوتوكس والفيلر، تبيّن لاحقاً لوزارة الصحة أنّ المنظمين لا يحوزان شهادة طبيب ولا يحملان حتى أي ترخيص لإدارة مركز تجميلي

كتبت سمر يموت لـ”هنا لبنان”:

انتحل شاب وامرأة صفة طبيبين ونظّما دورة تدريبية في إحدى فنادق العاصمة بيروت. كانت الدورة تقتضي بدفع مبلغ 450 دولارًا أميركي يتمّ خلالها تدريب المشاركين على حقن إبر “البوتوكس” والفيلر” وغيرها من أعمال التجميل، على أن ينال المتدرّب أو المتدرّبة عند نهاية الدورة على شهادة من مديرية التعليم المهني والتقني.

تسجّل العديد من الشابات والشبان في تلك الدورة التي روّجت لها إحدى صفحات التواصل الاجتماعي، ليتبيّن لاحقاً لوزارة الصحة التي دقّقت في هوية “الطبيبين” وحقيقة حيازتهما على شهادة طبيب أنهما لا يحوزان عليها ولا يحملان حتى أي ترخيص لإدارة مركز تجميلي.

على الفور، وبناء على كتاب وزير الصحة العامة، بوشرت التحقيقات من قبل المديرية العامة لأمن الدولة بشأن “انتحال صفة طبيب وتنظيم دورة تدريبية غير مرخّصة”، وبالتحقيق الأوليّ تبيّن أنّ المدعوين “هـ.س”(47 عاماً) و”م.ب”(40 عاماً) أنشآ صفحة على مواقع التواصل باسم “Beirut beauty lounge” يعلنان فيها عن تنظيم دورة تدريبية لحقن حج”البوتوكس” و”الفيلر”9 وغيرها من نشاطات الطب التجميلي وذلك في 22 و23 و24 آب 2022، في إحدى فنادق العاصمة بيروت، تتضمّن التدريب على خيوط شدّ الوجه ورفع الأنف مع تمرين عملي، مع وعد بمنح المشاركين شهادات مُصدّقة من المديرية العامة للتعليم المهني والتقني في لبنان، مقابل مبلغ /450/ دولار أميركي يُسدّدها كلّ مشترك.

وقد عرّف الموقع عن المدعى عليهما أنهما طبيبان في حين أنّ أيّ منهما غير منتسب الى نقابة الأطباء في لبنان ولا يحوز إذن مزاولة المهنة، كما تبيّن أنّ المدعى عليهما لا يحوزان ترخيصاً لإدارة أو تشغيل أيّ مركز تجميلي.

وبيّنت التحقيقات أنّ الشهادة التي كان المدعى عليهما ينويان منحها. للمشاركين صادرة عنهما شخصيّاً وليس عن أيّ مرجع رسمي في لبنان.

بناء على تلك المعلومات تمّ توقيف “هـ.س” و”م.ب” والادعاء عليهما أمام الجهات القضائية المختصة، وإحالتهما أمام قاضي التحقيق فريد عجيب الذي تولى استجوابهما، فنفيا 5

 

َأممارستهم أي أعمال طبيّة، وأشارا أنّ الموقع الإلكتروني يديره شخص موجود في تركيا، وأنه هو الذي ذكر أنّ الشهادة التي ستمنح للمشاركين ستكون صادرة عن مرجع رسمي وذلك ليتم التسويق للصفحة بشكل أفضل. وفي حين أفاد “م.ب” أنه حائز على شهادة طب من جامعة دمشق، وأفادت المدعى عليها “هـ.س” أنها مدربة عالمية على تقنيات التجميل العلاجية وحائزة على شهادة من تركيا وبريطانيا. وتبيّن من تقرير المحققين لدى وزارة الصحة وبعد مراقبة قاموا بها لمدة يومين، أن المدعى عليهما قاما بمخالفة القوانين والأنظمة خلال الدورة التدريبية من خلال حقن إبر “البوتوكس” و”الفيلر” والتدريب على أعمال الطب التجميلي فتمّ إيقاف الدورة على الفور.

القاضي عجيب اعتبر في حيثيات قراره الظني أنّ المدعى عليهما أقدما على انتحال صفة طبيب وممارسة مهنة الطب وإدارة مركز تجميلي من دون ترخيص والاستيلاء على أموال الغير احتيالاً من خلال إيهام المنتسبين للدورة بأنّهم سيحصلون على شهادة مصدّقة من المديرية العامة للتعليم المهني والتقني في لبنان وحملهم على تسديد رسوم اشتراك لها، وخلص الى اعتبار أفعالهم منطبقة على المواد 24/3 من قانون تنظيم مهنة الطب والمادتين 393 و655 من قانون العقوبات والمادة 9 من القانون رقم 30/2017 والتي تصل عقوبتها الى السجن حتى ثلاث سنوات طالباً محاكمتهما أمام القاضي المنفرد الجزائي في بيروت.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us