ميليشيات بدل الحكومات


خاص 5 نيسان, 2024

في زمنٍ عربيٍّ آفل، كان هناك قامات سياسية ووطنية تمثل تطلعات الدول العربية وخياراتها: أحمد بن بلّة، الحبيب بورقيبة، ياسر عرفات، جمال عبد الناصر، كميل شمعون، الملك فيصل… اليوم لا رجال دولة، بل زعماء ميليشيات، والرئيس بينهم غير عربي ويمثل دولة راعية للميليشيات العربية وللحركات المسلحة بالدين… وبالصواريخ وببلاغة الإنشاء

كتب عمر موراني لـ “هنا لبنان”:

ظهّرت فعالية “منبر القدس” التي ‏نظمتها “اللجنة ‏الدولية لإحياء يوم القدس العالمي” في قاعة “رسالات” في الغبيري وأربع دول، أنّ الممسكين بقرار ستّ دول عربية قادة ميليشيات خارجون على سلطة حكوماتهم.

بوجود حكومة عراقية كاملة الشرعية يرأسها محمد شياع السوداني، يمسك القرار في البلد الشقيق قادة ميليشيات يستمدّون شرعيتهم من الله مباشرة. فقبل فترة وجيزة أعلنت ميليشيات حزب الله العراقية عن استعدادها لتسليح 12 ألف من عناصر المقاومة الإسلامية في الأردن بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة والذخائر، وعلى منبر القدس أطل الأمين العام لمنظمة بدر العراقية (ميليشيا شيعية لها منجزات في مجال التطهير المذهبي) الجنرال الملتحي هادي العامري والأمين العام لحركة النجباء الشيخ أكرم الكعبي الذي كشف أنّ “المقاومة الإسلاميّة العراقية طالت قواعد الكيان الصهيوني في الجولان المحتل، وأهدافاً حيوية قرب البحر الميت، وأسدود، والمستعمرات في حيفا وأم الرشراش أو ما يسميها العدو بإيلات، وسنطال ما هو أهم وأخطر من ذلك”.

لا الكعبي استأذن وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي بضرب الكيان الغاصب ولا “الحزب” عندنا سامع بالعميد موريس سليم!

وفي اليمن يخوض السيد قائد ميليشيا أنصار الله عبد الملك الحوثي معركة إسناد بحري بضرب السفن المشبوهة العابرة باب المندب، إلى “القصف بالصواريخ البَالِسْتِيَّة والمُجَنَّحة إلى جنوب فلسطين المحتلة؛ لاستهداف أهداف تابعة للعدو الإسرائيلي” كما قال على منبر القدس، معلناً أنّ “الخيار الوحيد الناجح هو: الجهاد في سبيل الله تعالى، وهو الخيار الذي أثبت جدوائيته سابقاً في لبنان”. ولم يتطرق السيد الحوثي إلى “جدوائية” خياراته على صعيد تعزيز رفاهية الشعب اليمني وحرياته وأمنه واقتصاده وترسيخ الوحدة بين كل الأطياف السياسية.

ميليشيا السيد الحوثي “مُنتج” يمني بنكهة إيرانية أو ربما منتج إيراني بنكهة يمنية.

لا تعترف ميليشيا الحوثي بحكومة الدكتور أحمد عوض بن مبارك الشرعية. بعكس أمين عام “الحزب” في لبنان. فهو يعترف بحكومة الرئيس ميقاتي لكنه لا يحسب لها حساباً.

ميليشيات تتحكم في دولها، وتساهم في حكم دول أخرى. وزعماء ميليشيات ملتحون يعقدون قمماً، يستنهضون شعوباً ضد حكوماتهم، يدغدغون مشاعر، يقدمون انتصارات واهية ووعوداً أوهى.

في زمنٍ عربيٍّ آفل، كان هناك قامات سياسية ووطنية تمثل تطلعات الدول العربية وخياراتها: أحمد بن بلّة، الحبيب بورقيبة، ياسر عرفات، جمال عبد الناصر، كميل شمعون، الملك فيصل… اليوم لا رجال دولة، بل زعماء ميليشيات، والرئيس بينهم غير عربي ويمثل دولة راعية للميليشيات العربية وللحركات المسلحة بالدين… وبالصواريخ وببلاغة الإنشاء.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us

Skip to toolbar