إيراني باع أسرار “السيد” لإسرائيل


خاص 6 أيار, 2024

تشير معلومات إلى أنّ علي رضا عسكري الذي شغل مناصب مهمة في المنظومة العسكرية الإيرانية قبل أن يختفي في 2006، له دور بارز في إعطاء معلومات أدت إلى اغتيال عماد مغنية، فهل قدّم ما يكفي من أسرار حول “السيد” لإسرائيل؟

كتب أحمد عياش لـ “هنا لبنان”:

يطل الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله، يوم الإثنين ١٣ أيار في الذكرى الثامنة لمقتل مصطفى بدر الدين القيادي البارز في “الحزب” والذي لقي مصرعه في دمشق عام 2016. ويقول موقع “الجزيرة” الإلكتروني عن بدرالدين أنه من الأسماء المؤسسة لـ”الحزب”. وهو اتهم بتنفيذ تفجيرات في الكويت ولبنان، وأسس “حزب الله” العراقي، واتهم بالمشاركة في مقتل رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري”.

يأتي سرد هذه المعطيات المتعلقة ببدر الدين، مقدمة لتسليط الأضواء على معطيات خرجت إلى العلن قبل أيام تميط اللثام حول الاستهداف الاستخباراتي لـ”الحزب” على المستوى الغربي عموماً والأميركي والإسرائيلي خصوصاً. وقبل متابعة هذه المعطيات لا بد من الإشارة إلى أنّ بدر الدين الذي ولد عام 1961 اشتهر بلقب “ذو الفقار”، وهو شقيق زوجة القائد العسكري السابق لـ”حزب الله” عماد مغنية. وأعلن “الحزب” يوم الجمعة في 13 أيار 2016 عن مقتله بالقرب من مطار دمشق، وسط أنباء تحدثت أنه قتل قبل ذلك بثلاثة أيام. وحتى الآن، وبعد مرور 8 أعوام على الحادث لم تنشر معلومات توضح أسرار الاغتيال الذي وقع في منطقة يسيطر عليها تحالف يضم النظام السوري وروسيا وإيران.

والآن ماذا عن المعطيات الاستخباراتية التي ترسم صورة شاملة لما يجري في عالم الاغتيالات التي طاولت “الحزب” في العقود الأخيرة؟

في تقرير نشرته قبل أيام قناة “إيران إنترناشيونال” التابعة للمعارضة الإيرانية والتي تبث من لندن، وردت تفاصيل حول الفريق المتقاعد والقيادي السابق في الحرس الثوري الإيراني علي رضا عسكري. وتولى الأخير مناصب مهمة في المنظومة العسكرية الإيرانية قبل أن يختفي في 2006، لتدور حوله روايات متضاربة، ولفتت وسائل إعلام دولية منذ بداية اختفائه، نقلاً عن مصادر استخباراتية غربية، أنّ عسكري كان على تواصل مع جهاز الاستخبارات المركزية الأميركية، وأنه ذهب إلى الولايات المتحدة الأميركية بملء إرادته، أما المسؤولون في إيران فيدعون أنّ الموساد الإسرائيلي أو “سي آي إيه” الأميركية قد اختطفوا عسكري منذ ذلك الحين.

ويقول مسؤول عسكري إسرائيلي لصحيفة “التايمز” البريطانية: “إنه (علي رضا عسكري) مصدر ذهبي للأجهزة الاستخباراتية الغربية”. وأدت معلوماته، في أربع حالات على الأقل، إلى إجراءات فورية مع نتائج طويلة الأمد هي: المفاعل النووي السوري، وعماد مغنية، ومحسن فخري زاده العالم النووي الإيراني ، وبرنامج إيران النووي.

في ما يتعلق بمغنية، فهو قُتل في 12 شباط 2008 في انفجار سيارة مفخخة في دمشق. وفي التحقيق الذي أجرته صحيفة “واشنطن بوست” حول هذا الاغتيال، أشارت إلى تعاون وكالة المخابرات المركزية والموساد في قتله، مؤكدة على أنّ مكان اختبائه في دمشق كان معروفاً لدى وكالة المخابرات المركزية قبل عام من مقتله.

وأكد روبرت باور، أحد الضباط المسؤولين عن وكالة المخابرات المركزية في ذلك الوقت في بيروت، في تقرير، أنّ عسكري كان جهة الاتصال الإيرانية الرئيسية بعماد مغنية. ويعتقد أحد مصادر المعلومات الذي تحدث إلى “إيران إنترناشيونال” أنّ بعض الأدلة تشير إلى أنّ عسكري تعاون في الكشف عن مكان وجود مغنية.

 وكان علي رضا عسكري أول قائد للحرس الثوري الإيراني في لبنان، وبقي هناك لمدة 5 سنوات كاملة حتى خريف عام 1993، عندما تولى إسماعيل أحمدي مقدم مكانه في لبنان لمدة 5 سنوات أخرى.

ذهب علي رضا عسكري إلى لبنان خلال فترة حرجة. كانت الصراعات بين حركة “أمل” و”حزب الله” قد بدأت للتو. وبسبب دعم سوريا لحركة “أمل”، كانت إيران تشعر بالقلق من أنّ وجود “حزب الله” سيتعرض للخطر بسبب الموقف السوري من “الحزب”.

ولعب عسكري دوراً فعالاً في إنهاء هذه الصراعات، والأهم من ذلك، بحسب أحمدي مقدم، أنّ عسكري هو من أعاد تنظيم “حزب الله” إلى “حزب مكتمل الأركان من الناحية العسكرية والاستخباراتية والثقافية والسياسية”.

أثناء القيادة العسكرية لعسكري في لبنان، حدثت هناك 4 حالات احتجاز رهائن على الأقل. ثلاثة جنود أيرلنديين في خريف عام 1988، ومواطن بريطاني في حزيران1989، ومواطنين سويسريين في تشرين الثاني 1989، ومواطن فرنسي في أيلول 1991.

وأكد روبرت باور، أحد الضباط المسؤولين عن وكالة المخابرات المركزية آنذاك في بيروت، في مذكراته أنّ عسكري كان مسؤولاً عن اختطاف الغربيين خلال فترة وجوده كقائد للحرس الثوري الإسلامي في لبنان، وكان بمثابة المسؤول الرئيسي عن ذلك، كما أنه يعتبر حلقة الوصل الرئيسية بين عماد مغنية وحسن نصرالله.

كما كتب رضا كلبور، أحد أصدقاء علي رضا عسكري ، “أنّ علاقته الوثيقة جدًا بحسن نصر الله وعماد مغنية استمرت لسنوات”.

مما لا شك فيه أنّ ضلوع المسؤول الأمني الإيراني السابق في إعطاء معلومات أدت إلى اغتيال مغنية ، يؤكد أنه أفصح عما لديه من أسرار تتصل بزعيم “حزب الله” نصرالله. وقبل أيام صرح النائب اللواء أشرف ريفي قائلًا: “أفاخر بأنني عندما كنت في جهاز قوى الأمن الداخلي كان جهاز قوى الأمن الجهاز الأمني العربي الوحيد الذي فكك شبكات التجسس الإسرائيلية في لبنان، ولم يحصل مثل ذلك في أي دولة عربية ولا في إيران”. وفي السابق، كشف ريفي أنّ من بين هذه الشبكات واحدة كانت تعمل في المحيط الضيق لنصرالله.

هل من شك بعد كل هذه المعطيات، أنّ القيادي السابق في الحرس الثوري الإيراني علي رضا عسكري قدم ما يكفي من أسرار حول “السيد” لإسرائيل؟

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us