فرصة استعادة وطن الميثاق والعيش المشترك تتراجع


خاص 10 أيار, 2024

إنّ الفرصة المتاحة أمام المسيحيين واللبنانيين الراغبين فعلاً في استعادة دولة ووطن بني على الميثاق والعيش المشترك أصبحت متراجعة ولا يحمل هؤلاء مسؤولية هذا التراجع، بل إنّ المسؤولية تقع على عاتق من يعتمد منطق التفرد والأحادية حتى ولو سقط الهيكل على الجميع 

كتب بسام أبو زيد لـ”هنا لبنان”:

تؤجل الاستحقاقات الإنتخابية في لبنان أو تعطل وهذا ما حصل ويحصل في الإنتخابات الرئاسية والإنتخابات البلدية والإختيارية. ولأنّ كل شيء وارد في لبنان فقد يكون تأجيل الإنتخابات النيابية في أيار من العام ٢٠٢٦ وارداً وقد نكون أمام تمديد لمجلس النواب الراهن على الرغم مما يصفه البعض بتوازن التعطيل الذي هو فيه.

إنّ عدم الوصول إلى هذا الخيار السيّئ يستلزم بداية إنتخاب رئيس للجمهورية وعودة الهدوء إلى الجنوب اللبناني، والمفتاح في هاتين العمليتين هو في يد حزب الله المتمكن حتى الساعة من إدارة المعركة العسكرية والسياسية وهو الذي بإمكانه أن يحدّد التاريخ الفعلي لإنتخاب الرئيس والتاريخ الفعلي لعودة الإستقرار جنوباً.

وفي هذا السياق لا يبدو أنّ هناك استعجالاً لدى فرقاء مسلمين آخرين في لبنان للبتّ في الإنتخابات الرئاسية والاستقرار في الجنوب، فهم في البداية لا يريدون إثارة غضب حزب الله من خلال معارضته ومحاولة الضغط عليه، كما أنّهم لا يرغبون في أن يحقّق المسيحيون على صعيد الرئاسة وعلى صعيد وقف الحرب أيّ إنجاز كي لا يصبح هؤلاء في موقع قوة يحاولون من خلاله العودة للعب دور على مستوى القرار الأساسي في الدولة وفي مقدمة هذا القرار مسألة الحرب والسلم وعدم تحويل لبنان إلى ساحة مستمرة للصراعات الخارجية وإصلاح النظام الإداري والمالي في البلاد.

إنّ ما تقدم هو جزء من المشكلة ولكن الجزء الآخر والأهم هو أنّ المسيحيين وغالبيتهم يعلن أو يمارس معارضة ضدّ الحرب والتعطيل لم ترقَ بعد إلى معارضة تحرك الشارع في هذا الإتجاه وتخرج من عقدة الخوف من جهة والمصالح من جهة ثانية لتصل إلى موقف استراتيجي موحّد قائم على حماية الوجود المسيحي في لبنان انطلاقاً من الحفاظ على مناصفة فعلية ولا سيما في اتخاذ القرار وعدم السماح بشغور أيّ موقع مسيحي والضغط باتجاه حياد فعلي وكلّ ذلك في سياق دولة مركزية قوية لا شريك لها في تطبيق القانون والدستور ولا تتهاون في حماية سيادتها وحدودها، والأهمّ أن يتساوى مواطنوها في الحقوق والواجبات، وإن لم يحصل ذلك فلا حرج على المسيحيين في تبني أي طرح إنفصالي يحاط بتبنٍّ وحماية دولية.

إنَّ الفرصة المتاحة أمام المسيحيين واللبنانيين الراغبين فعلاً في استعادة دولة ووطن بني على الميثاق والعيش المشترك أصبحت متراجعة ولا يحمل هؤلاء مسؤولية هذا التراجع، بل إنّ المسؤولية تقع على عاتق من يعتمد منطق التفرد والأحادية حتى ولو سقط الهيكل على الجميع.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us