مبادرة الخماسية وحسابات الحزب


خاص 17 أيار, 2024

يشبه كلام سفراء الخماسية مبادرة الرئيس نبيه بري للحوار لمدة سبعة أيام على أن يذهب الجميع بعدها إذا لم ينجح التوافق نحو انتخاب رئيس للجمهورية، ولكن ومنذ أن أعلن الرئيس بري مبادرته في آب الماضي واندلاع الحرب في الجنوب اللبناني في تشرين الأول الماضي لم يحدث أي خرق في جدار الأزمة الرئاسية فهل تحقق دعوة السفراء هذه هذا الخرق لا سيما وأنها تحدثت عن تشاور وليس عن حوار؟

كتب بسام أبو زيد لـ”هنا لبنان”:

تقدمت دول اللجنة الخماسية التي تعنى بالوضع في لبنان وهي الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية وقطر خطوة إلى الأمام في ملف رئاسة الجمهورية ورمت الكرة في ملعب القوى السياسية اللبنانية، راسمة لهم خارطة طريق لانتخاب رئيس للجمهورية سريعاً ما يؤشر إلى أنّ هذه الدول وفي حال إفشال هذا المسار لن تتردّد في الإعلان عن المعرقلين ومعاقبتهم.

سفراء الخماسيّة دعوا لمشاورات محدودة النطاق والمدة بين الكتل السياسية وهي ضرورية لإنهاء الجمود السياسي و يجب أن تهدف فقط إلى تحديد مرشّح متفق عليه على نطاق واسع أو قائمة قصيرة من المرشحين للرئاسة على أن يذهب النواب بعد ذلك إلى جلسة انتخابية مفتوحة مع جولات متعددة حتى انتخاب رئيس جديد.

من حيث الشكل يشبه كلام سفراء الخماسية مبادرة الرئيس نبيه بري للحوار لمدة سبعة أيام على أن يذهب الجميع بعدها إذا لم ينجح التوافق نحو انتخاب رئيس للجمهورية، ولكن ومنذ أن أعلن الرئيس بري مبادرته في آب الماضي واندلاع الحرب في الجنوب اللبناني في تشرين الأول الماضي لم يحدث أي خرق في جدار الأزمة الرئاسية فهل تحقّق دعوة السفراء هذه هذا الخرق؟ لا سيما وأنها تحدثت عن تشاور وليس عن حوار.

سفراء الخماسية لم يقاربوا تفاصيل هذا التشاور التي يمكنها أن تنسف دعوتهم ففي البداية يفترض أن توافق الأطراف السياسية على التشاور وهو أمر كانت تدعو له المعارضة وفي مقدمها القوات اللبنانية بدلاً من الحوار الذي دعا إليه الرئيس بري فهل يوافق رئيس المجلس على تشاور بدل حوار؟ ويفترض أيضاً أن تتوافق هذه الأطراف على شكل وآلية هذا التشاور ومن سيديره إذا كان هناك من إدارة له، والأهم يفترض أن يكون هناك تعهد واضح وصريح بأنّ الجلسات المفتوحة التي ستعقد لانتخاب رئيس يجب أن تستمر بنصاب كامل لا يسمح بتعطيلها فهل يمكن بسحر ساحر أن تتّفق كلّ هذه الأطراف على كل هذه النقاط؟ وهل يمكن أن يتعهد رئيس المجلس نبيه بري بما لم تستطع الخماسية انتزاعه منه لجهة استمرار النصاب في كل الجلسات؟

وإضافة إلى هذه التفاصيل التي تكمن الشياطين فيها، يبرز الموقف السياسي لحزب الله الذي ومن خلال تمسّكه بترشيح تيار المردة الوزير والنائب السابق سليمان فرنجية، يرفض حتى الآن أن يكون في قصر بعبدا رئيس غيره وهو زاد من تمسكه بهذا المرشح بعد اندلاع حرب تشرين باعتبار أنه لا يريد في بعبدا رئيساً لا يأمن له ١٠٠%، كما أنّ الحزب يفضل التريث في انتخاب رئيس ليرى النتيجة التي سترسو عليها الحرب في غزة وفي جنوب لبنان لا سيما وأنّ مفاوضات سياسية ستعقبها ويفترض أن يكون لبنان على الطاولة مفاوضاً ومحور بحث، وهذا ما تسعى له دول الخماسية وهو الهدف الأول لها من إنهاء الشغور في قصر بعبدا.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us