متى يتغيّر الرئيس؟


أخبار بارزة, خاص 30 آذار, 2021

كتب عمر موراني لـ”هنا لبنان”:

ليس من عادات رؤساء الجمهورية في لبنان، تحويل مكاتب الإعلام في رئاسة الجمهورية، إلى منصات لإطلاق الصواريخ على مرابض خصوم “العهد” وصهره النشيط.

وليس من تقاليد الرؤساء الدخول في سجالات، تجعلهم مثل سائر اللاعبين في السياسة، ما يعرّضهم لهتافات الجمهور الغاضب، فكيف إذا كان الجمهور ساخطاً وجائعاً وكافراً!

لا يذكر أحد أن الرئيس الياس سركيس، إستدعى صحافياً، كي يردّ على إساءات الدكتور سليم الحص، ونشر غسيل خلافهما على صنوبر بيروت وبيض الصحائف وسودها، ولا شكّل الرئيس السابق في القصر الجمهوري قوة إعلامية ضاربة. مع أن حدة التباين بين سركيس والحص، على القضايا الكبرى، بلغت حداً كبيراً.

الحكمة عند سركيس غلبت الإنفعال. ومصلحة الوطن غلبت المصالح الصغيرة.
الرئيس عون نموذج مختلف عن جميع من سبقوه.

مختلف في عناده. في مغامراته. في تقدير قوته. في تقويم تاريخه. في قراءته للدستور. في أداء دور الحًكَم. في تحوّلاته. وبخاصة في عثراته. كل عثرة رئاسية تتحول viral منذ أن بشّر مواطنيه بأنهم “رايحين على جهنم” في أيلول الماضي، واتهامه الحريري بالـ”كذب” في 11 كانون الثاني ودعوته الحريري بكلمة متلفزة الحريري” إلى قصر بعبدا من أجل التأليف الفوري للحكومة بالاتفاق معي، وفق الآلية والمعايير الدستورية المعتمدة في تأليف الحكومات من دون تحجج أو تأخير”. وأخيراً وليس آخراً مع إرساله نموذج إلى بيت الوسط، لتعبئته. درّاج أوصل المكتوب إلى رئيس الحكومة السابق. قمة الكياسة وحسن التصرّف.

كأن الرئيس ميشال عون يخوض اليوم آخر معاركه الخاسرة، من دون إغفال نجاحه المستحق في معارك نيابية ثلاث، يخوضها مباشرة بالإعلام، وليس بالواسطة، ففي آخر حديث للزميل عماد مرمل “أؤكّد انني لا اريد الثلث المعطّل، واتهام الحريري لي بأنني أسعى اليه هو باطل.” على اعتبار أن الطاشناق المدمج في “حصته”، مستقل عن تكتله، وأنه لم يخض معه كل مواجهاته من العام 2005 حتى يوم أمس، ولم ينصب خيمه قرب خيم التيار في وسط بيروت، ولم يصوّت معه في المجالس الوزارية، ولم يستقل وزيره ابراهيم دده يان العام 2011 مع وزراء التيار وحلفائه من حكومة سعد الحريري. ألف مرة تطابقت سياسة الطاشناق مع سياسة التيار والعهد مرة واحدة تمايز الطاشناق عن التيار بتسميته الحريري لرئاسة الحكومة وبالتالي أسقط عنه الرئيس صفة الحليف اللصيق الذائب هياماً وانسجاماً في تكتل لبنان القوي.

في المقابلة مع الزميل مرمل، قال الرئيس ـ الأب عن الحريري “أصبح أخيراً غريب الأطوار، وكأنني لا أعرفه، على الرغم من انني كنت قد احتضنته وتعاملت معه كوالده، وعندما سألته: ماذا جرى لك؟ أجابني: لقد تغيّرت”.

نعم تغيّر “رئيس الحكومة السابق”. تغيّر إلى الأحسن. فمتى يتغيّر رئيس الجمهورية؟ لا يزال الوقت أمامه، وليس أمامنا، متاحاً.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us