أي سحرٍ يحوِّل هزيمة “الحزب” إلى انتصار؟
علينا واجب جهادي، بأن نواجه “الحزب” بالحقيقة التي تحرر الجميع: لقد خسرتم الحرب ووضعتم لبنان في مصاف الدول المارقة، سلوككم قاتل ولن نقبل به بعد اليوم مهما كلّف الأمر.. عودوا إلى لبنان!
كتب بشارة خيرالله لـ”هنا لبنان”:
غدًا وبعد غدٍ أو بعد بعد غد، ذات يوم، ستنتهي الأعمال العسكرية وفقًا للأجندة الاسرائيلية وبتوقيت يختاره رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو.. ومع وقف إطلاق النار، سيخرج أمين عام “حزب الله” الشيخ نعيم قاسم حاملًا راية الانتصار، وكأنه سحق إسرائيل ودخل إلى الجليل.. إنه زمن العجائب..
إسرائيل دمّرت ما يفوق الـ80 بالمئة من سلاح “حزب الله”، لكنه في النهاية انتصر.
إسرائيل دمّرت غالبية القرى الجنوبية التي يتواجد فيها “حزب الله”، لكنه في النهاية انتصر.
إسرائيل أصابت حوالي 4000 عنصر في عملية الـ Pager التي أوقعت عناصر “حزب الله” بين قتيل وجريح، لكنه في النهاية انتصر.
إسرائيل اغتالت السيد حسن نصرالله في مركز قيادته (تحت تاسع أرض) ومنعت “حزب الله” من تشييعه، لكنه في النهاية انتصر .
إسرائيل اغتالت الأمين العام الثاني للحزب السيد هاشم صفي الدين ومنعت “حزب الله” من سحب جثمانه لمدة 20 يومًا، لكنه في النهاية انتصر.
إسرائيل فجّرت الأنفاق التي بناها “حزب الله” على مدى 18 عامًا، لكنه في النهاية انتصر.
إسرائيل دمرّت البيوت على رؤوس أصحابها وأسقطت المباني الشاهقة التابعة لـ”حزب الله”، لكنه في النهاية انتصر.
إسرائيل سحقت شعارات “حزب الله”، من الزحف نحو القدس مرورًا بدخول الجليل وصولًا إلى إيقافها على “إجر ونص” من قبل “حزب الله”، لكنه في النهاية انتصر.
إسرائيل ضربت هيبة “حزب الله” وفضحت سرديته المضللة وجعلته “أضحوكة مبكية”، لكنه في النهاية انتصر.
إسرائيل ضربت “بيت مال حزب الله” وفروع مؤسسة “القرض الحسن”، لكنه في النهاية انتصر.
إسرائيل وافقت على مبدأ تسوية تعطيها “حق التدخل” متى لزم الأمر وأجبرت “حزب الله” على التنازل عن كل عناوينه “البطولية”، لكنه في النهاية انتصر.
إسرائيل رصّت صفوف جماهير “حزب الله” الغفيرة على إيقاع تغريدات أفيخاي أدرعي وتوجيهاته، لكنه في النهاية انتصر.
أما “حزب الله” الذي أخذ لبنان إلى جهنم، ودمر أرضه وقتل شعبه وأرهق مؤسساته، فهو حتى اللحظة يلملم الانتصارات يمينًا وشمالًا، مع كل غارة إسرائيلية ينتصر، مع كل استهداف لمبنى ينتصر، مع كل توغل إسرائيلي في البلدات الجنوبية ينتصر، ومع كل إنزال إسرائيلي ينتصر.
لكن الأهم من كل ذلك، كيف يتعاطى الشعب اللبناني مع هذه “الانتصارات”، هل يُمكن أن نقبل بتسليم سيادة لبنان لصالح التدخل الإسرائيلي ساعة يشاء؟ وهل يُمكن أن نقبل بـ”حزب الله” كما كان في الماضي شاهرًا سلاحه واضعًا عراقيله في وجه اللبنانيين؟ وهل من المقبول التعاطي مع “حزب الله” كتنظيم مسلّح استجلب الويلات للشعب اللبناني المقيم والمغترب، وهل من المنطقي السماح بما كنا عليه قبل الثامن من تشرين؟
من واجب القوى الحيّة التكافل والتضامن والتلاقي على رفض أي سلاح خارج إطار الشرعية، ومن واجبها أيضًا قول “لا” عالية لبقاء هيمنة “الحزب” على القرار اللبناني، ومن واجبنا أيضًا وضع الحد النهائي لتدخل إيران في شؤوننا وشجوننا.
وأيضًا علينا واجب جهادي، بأن نواجه “حزب الله” بالحقيقة التي تحرر الجميع: لقد خسرتم الحرب ووضعتم لبنان في مصاف الدول المارقة، سلوككم قاتل ولن نقبل به بعد اليوم مهما كلّف الأمر.. عودوا إلى لبنان وللبحث صلة.
مواضيع مماثلة للكاتب:
ربط الساحات بدأ في إيران وانتهى في إسرائيل | أميركا تناور وإسرائيل تفعل ما تشاء | بشرى أميركية للبنان.. الحل آتٍ |