ريحان لـ”هنا لبنان”: التصعيد مرهون بقرار ترامب.. و”الحزب” أمام اختبار بين المصلحة الوطنية والولاء الإيديولوجي

في خضم التوترات الإقليمية والتصعيد الحاصل بين إسرائيل ومحور إيران، يبقى لبنان في عين العاصفة، وسط تساؤلات حول احتمالات الانزلاق إلى مواجهة أوسع.
وفي هذا السياق، قدّم الصحافي والمحلل السياسي إبراهيم ريحان في حديث خاص لـ”هنا لبنان” قراءة دقيقة لمسار التصعيد، مؤكداً أنّ لبنان ما زال حتى اللحظة خارج دائرة الخطر الفوري، لكن الأمور قد تتبدّل بناءً على تطورات عدة.
تجنّب المواجهة المباشرة… حتى الآن
قال ريحان: “إذا بقيت الحرب في إطارها الحالي، فلن يكون هناك تأثير كبير على لبنان. لكن في حال توسّعت الضربات لتطال المرشد الإيراني، الذي يُعدّ مرجعية دينية أكثر من كونه مرشد دولة، فقد يعتبر حزب الله نفسه معنياً من الناحية الإيديولوجية والدينية، ما قد يدفعه إلى التدخل”.
وأضاف: “إذا طلبت إيران من حزب الله أن يتصرّف بوصفه جزءاً من عباءة الولي الفقيه، فذلك سيزيد احتمالات تدخّله الفعلي في المعركة، ما سيعرّض لبنان لرد فعل إسرائيلي مباشر وواضح على أي تحرّك يُنسب للحزب أو لأي طرف آخر انطلاقاً من الأراضي اللبنانية”.
أوراق إيران.. والسيناريوهات المحتملة
يتوقّع ريحان أنّه “في حال تدخلت الولايات المتحدة مباشرةً في النزاع، فإنّ إيران ستلجأ إلى استخدام أوراقها الأقوى، مثل التهديد بإغلاق مضيق هرمز، أو تفعيل أذرعها العسكرية في العراق، لبنان، واليمن”.
لكنه يشير إلى نقطة مهمة: “حتى الآن، لا تزال أميركا بعيدة عن التدخل المباشر، ولم تتخطَّ الخطوط الحمراء الدينية، كما أنّ إيران لم توسّع نطاق المعركة ولم تطلب تدخل حزب الله عسكرياً”.
المصلحة الوطنية أم الإيديولوجيا؟
وتابع ريحان متسائلاً: “هل سيفكّر حزب الله بالمصلحة الوطنية ويتصرّف خارج الإطار الإيديولوجي؟ هذا الأمر يُطرح بغضّ النظر عمّا إذا كان الحزب قادراً على التدخل عسكرياً أم لا”.
واعتبر أنّ “الوضع حتى الساعة ما زال ضمن نطاق السيطرة، وإذا بقي كما هو، فنحن لا نزال بعيدين عن الانزلاق الكامل إلى الحرب”.
الفرق بين الساحة اللبنانية والعراقية
شرح ريحان الفرق بين ما قد يحصل في لبنان وما قد يحصل في العراق قائلاً: “العراق أقرب إلى إيران من لبنان، كما أنّ فيه وجوداً أميركياً أكبر، ومع ذلك لم يتدخل الحشد الشعبي بعد. فاستهداف القواعد الأميركية مختلف عن سيناريو حزب الله في لبنان”.
القرار لدى ترامب… والهدوء قد لا يطول
يؤكد ريحان أنّ “كل الاحتمالات اليوم مرهونة بقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب. البارحة مساءً، بدا أنه يتجه نحو التصعيد، لكنه لم يُقدم على توجيه الضربة. السؤال الآن: هل ينتظر لإعطاء فرصة للدبلوماسية؟ أم أنه يُحضّر للتدخل من دون إعلان مسبق؟”
إيران والحرب النفسية… ولكن بلا فاعلية
واختتم ريحان حديثه قائلاً: “من جهة أخرى، إيران تمارس حالياً حرباً نفسية أكثر منها عسكرية. أغلب التهديدات التي نراها على وسائل التواصل الاجتماعي تصدر عن صفحات ومواقع غير رسمية وغير دقيقة. كذلك، لم تُقدم طهران على إطلاق كثافة من الصواريخ كما فعلت في الأيام الأولى، بل تتبع استراتيجية استنزاف سياسي بهدف الضغط الداخلي، لكن هذا النهج غير فعّال لأن إسرائيل تخوض هذه المواجهة منذ عامين تقريباً في غزة ولبنان، وبالتالي لم يعد هذا الأسلوب ناجحاً معها”.
فهل حزب الله في صدد مراجعة موقعه ضمن هذا الصراع؟ وهل تظل المواجهة ضمن الإطار النفسي والسياسي؟ أم أنّ الأيام المقبلة تحمل تصعيداً يغيّر كل المعادلات؟
الجواب، بحسب ريحان، بيد ترامب… وبانتظار قراره، يبقى لبنان في حالة ترقّب.
مواضيع مماثلة للكاتب:
![]() ترامب: سقوط النظام الإيراني قد يحصل | ![]() رسالة باراك: لبنان يتحمّل مسؤولية إطلاق أي صاروخ من أراضيه | ![]() “أسرع من الصوت”… إيران تطلق صواريخ “فتاح” الفرط صوتية على إسرائيل |