لا حكومة قبل “النيابيّة” ولا حلّ قبل “الرئاسيّة”

كتبت إليونور اسطفان لـ “هنا لبنان”:

يبدو واضحاً أن لا حكومة في المستقبل القريب، فقد فشلت حتى الآن جميع المبادرات الداخليّة والخارجيّة، ونخشى ألا تولد حكومة قبل الانتخابات النيابية المقرّرة في أيّار المقبل. علماً أنّ الفترة الممتدة بين موعد الانتخابات وإعلان النتائج وإجراء الاستشارات لتكليف رئيس حكومة جديد وبين موعد الانتخابات الرئاسيّة محدودة جدّاً. ويعني ذلك أن ما من حلول أو حتى بداية حلول إلا بعد انتخاب رئيس جديد وتشكيل حكومة بعده.

وهنا يبرز خوفنا على تطيير الاستحقاقات الدستوريّة، أي الانتخابات النيابيّة ثم الرئاسيّة، وإدخال البلد في فراغٍ كبير للدفع نحو مؤتمر تأسيسي.

العوائق أمام تشكيل الحكومة داخليّة ولكن يمكن أن تُزال بتدخل خارجي. أيّ حكومة ستشكّل اليوم ستكون مرغمة على القيام بإصلاحات موجعة يطلبها صندوق النقد الدولي، من بينها رفع الدعم، وهذه الإصلاحات لن تكون شعبيّة، وقد تؤدّي الى انفجار شعبي في مواجهة الحكومة وهذا ما لا يريده لا رئيس الحكومة المكلّف ولا رئيس الجمهورية وفريقه السياسي، خصوصاً قبل أشهر من موعد الانتخابات النيابيّة.

من هنا، ليس سعد الحريري في وارد الاعتذار قريباً، ولن يكون بمقدوره تشكيل حكومة، ويعني ذلك أنّ حالة المراوحة السياسية مستمرّة في ظلّ انهيارٍ ماليّ متزايد.

والاعتماد اليوم هو فقط على تسوية خارجيّة، ربما تنتج عن مفاوضات فيينا، لإعادة ترتيب البيت اللبناني لأنّنا للأسف لا ننتظر شيئاً إيجابيّاً من السلطة السياسيّة اللبنانيّة التي أثبتت فشلها وتسبّبت بجوع فئة كبيرة من اللبنانيّين.

بالأمس توفّيت عائلة كاملة في حادث سير تسبّبت به الزحمة على محطة بنزين. هذه مأساة جديدة تُضاف الى مآسٍ كثيرة يعيشها اللبنانيّون الذين يضطر بعضهم للسفر الى خارج لبنان من أجل رواتب قليلة، نتيجة الوضع الاقتصادي. كما أنّ مدارس وجامعات ومستشفيات لبنان تعاني، وهذه قطاعات كانت تميّز لبنان عن محيطه.

ومن ناحية أخرى، اقتربنا من ذكرى مرور سنة على انفجار المرفأ بينما التحقيقات لم تصل حتى الآن الى نتيجة، وهذه أمور تدفع اللبنانيّين نحو اليأس، وهي كلّها حوافز لإعادة إحياء ثورة 17 تشرين من جديد.

ولعلّ هذه الثورة يجب أن تنطلق ولا يتمّ الاعتماد فقط على خوض الانتخابات النيابيّة لأنّ هذه السلطة تحتاج الى ما هو أكبر من الانتخابات لكي يتمّ تغييرها.

مواضيع مماثلة للكاتب:

ليلى عبد اللطيف وحسان دياب في أفريقيا!

جوزيف عون.. قائد بحجم الوطن!

جويل أبو حيدر.. القاضية الساهرة على أمن الأطفال!