ريمون غجر: تعا ولا تِجي


خاص 20 آب, 2021

كتب عمر موراني لـ”هنا لبنان” :

لافتاً كان غياب وزير الطاقة والمياه ريمون غجر عن الجلسة النيابية الأخيرة المخصصة لمناقشة رسالة رئيس الجمهورية إلى النواب الأكارم، والتي أراد منها “الحاكم المنفرد” تحميل حاكم مصرف لبنان منفرداً كل تداعيات قرار رفع الدعم عن المحروقات من جهة، وتبرئة ذمة فريقه السياسي من كل مسؤولية ناجمة عنه من جهة أخرى. رسالة الرئيس، وقد ضخّ فيها “المرشد” الدستوري في القصر أسانيد ومواد قانونية من مخزونه التراكمي، لا تعدو كونها محاولة بائسة لحرف الأنظارعن مسؤولية وزير الطاقة الحالي الشاب اللطيف ريمون غجر ومن سبقوه في الحكومات المتعاقبة، من آلان طابوريان، إلى جبران باسيل ( في حكومتين) إلى أرثيور نظاريان، وصولاُ إلى سيزار أبي خليل والوزيرة المستشارة المغرّدة ندى بستاني وآخر العنقود. مسؤولية غجر لا تعني براءة حكومة البروفسور حسّان دياب مجتمعة من تهمة التقصير والتأخير في قرار رفع الدعم ومكافحة التهريب وضبط الإحتكار.
ربما كان على رياض سلامة أن يلعب هذه الأدوار المنوطة بالحكومة وبوزرائها ـ الأدوات، ويرسل مراقبي الحاكمية للتحقق على الأرض من التخزين اللاشرعي للمحروقات، وكذلك كان عليه إرسال وحدات النخبة التابعة للبنك المركزي للقبض على المحتكرين وزجّهم في السجون، وكان على الحاكم ومجلسه المركزي أخذ قرار بنشر وحدات خاصة على طول الحدود لوقف التهريب إلى الشقيقة سورية، وكان على الحاكم الإستمرار بالدعم غير الرشيد، المخالف للقانون،حتى آخر دولار من مدّخرات اللبنانيين، إلى حين ولادة البطاقة التمويلية، وقد لا تولد في عهد الرئيس الحالي وإن وُلدت من رحم العجز،فستكون مشوّهة حتماً.
غاب ريمون غجر عن جلسة نيابية لم يناقش فيها السادة النوّاب سوى أمور متصلة بوزارته وبقطاع إستنزف مالية الدولة واحتياطها ولا يزال.قد يُقال أن لا حاجة لحضور البديل في وجود الأصيل المحاضر بالعفة المستدامة والمتهّم بإدارة العهد القوي وهو من التهمة براء. في القول بلا جدوى حضور غجر، شيء من المنطق، بيد أن وجوده في الجلسة، كان ليضفي عليها بعض الرونق والهدؤ والسلاسة والرقة. وقد يُستفاد من حضوره كضيف شرف على مقاعد الوزراء للإضاءة على المسألة المتعلقة بدخول رجال أعمال شيعة على خط استيراد النفط الإيراني، من دون إذن ولا دستور، ولربما امتلك صاحب المعالي إجابة توضح اللبس حول ما إذا كان سعر النفط الإيراني المنتظر بلهفة عاشق،مدعوماً من حاكمية القرض الحسن، أو من وزارة مالية السيد حسن. تعا ولا تجي وأكذب … “الكذبة مش خطيّة” كما كتب الأخوان رحباني في فيلم “بياع الخواتم”.
لا راح ولا جاء.لا سُئِل ولا أجاب.غاب ريمون ورئيس حكومته ذو الشعر الحالك المالس اللمّاع بفضل البلسم المغذي، عن جلسة تلاوة رسالة الرئيس، تاركَين لكبير فرسان التيارالبرتقالي،إعتلاء صهوة المنبر، بعد جلسة عاصفة ،لمصارحة اللبنانيين بارتكابات حاكم مصرف لبنان وجرائمه المروعة، التي تبدأ بضرب السياحة والإقتصاد والأمن وتصل إلى حد الإبادة الجماعية، غاب غجر عن جلسة مجلس النواب ولم يدرِ بما حصل، همّه في مكان آخر. وفي اليوم نفسه غاب سعادة الحاكم وتخلّف عن حضور جلسة تاريخية أمام سيف الدولة القاضية غادة عون. ويا شمس عمري غيبي…

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us