وهم الرئيس القوي


أخبار بارزة, خاص 13 تشرين الثانى, 2021

كتب عمر موراني لـ “هنا لبنان” :

أسقط السيد رئيس الجمهورية بنفسه وبأسلوب حكمه وإدارته للبلاد فكرة الرئيس القوي، فبدا أضعف الرؤساء في بلدٍ متحرّرٍ، مبدئياً، من أيّ وصاية.

في كلّ يومٍ نشهد فصولاً متتاليةً عن ضعف الرئيس، وعجزه الكامل في التصدّي لأبسط المشاكل وأكثرها تعقيداً. أمس استوقفني قول السيد الرئيس خلال استقباله نائب رئيسة المفوضية الأوروبية مارغاريتس شيناس: “ثمّة من يعمل لإبقاء اللاجئين السوريين في لبنان”، منتقداً عدم مساعدة المجتمع الدولي لبلاده في القضية.

أولاً ماذا فعل الرئيس القوي وفريقه لمعالجة أزمة النازحين طيلة خمسة أعوامٍ ونيّف؟

ثانياً: ماذا فعل موفدو الرئيس والتيار السريين والعلنيين إلى نظام الأسد مع الجانب السوري لتسهيل العودة؟

ثالثاً: ماذا فعل جميع وزراء شؤون النازحين، المنتمين إلى تكتل الرئيس؟

رابعاً: هل اتصل الرئيس اللبناني مرةً بأخيه الدكتور بشار الأسد لسؤاله عن التدابير المتخذة لاستعادة أبنائه والتعرّف إلى المواليد الجدد بينهم؟

خامساً: هل استُدعي السفير السوري علي عبد الكريم علي مرة إلى وزارة الخارجية، من عهد باسيل إلى عهد بو حبيب للإستماع إلى الموانع التي تحول دون عودة مبايعي الأسد في لبنان إلى بلدهم الأم؟

لم يفعل الرئيس القوي في خمسة أعوام سوى تحميل مسؤولية بقاء السوريين للمجتمع الدولي ومتابعة رحلات العودة الطوعية “المتواضعة” عددياً التي نظّمها الأمن العام.

كلّ يوم يسقط أكثر وهم الرئيس القوي العاجز عن وقف التدهور، والعاجز عن القيام بمبادرة، والعاجز عن انتقاد ممارسات الدويلة، والعاجز عن حماية القضاء، والعاجز عن الإيفاء بوعد إصلاحي، والعاجز عن لعب دور الحكم والعاجز عن جمع حكومته الحديثة الولادة. هو بنفسه من اختار ثلث أعضائها (وأكثر) لفريقه ووافق على الثلثين بعد مرور البعض أمام الفاحص جبران.

ما الذي يمنع الرئيس القوي، الإتصال بوزير الإعلام جورج قرداحي وطلب حضوره إلى بعبدا، وإفهامه ما لا يريد أن يفهمه؟

ما الذي يمنع دعوة الرئيس القوي رئيس مجلس النوّاب نبيه بري، بدلاً من التغريد والتنقير، إلى جلسة مصارحة في بعبدا؟

ما الذي يمنع اتصال الرئيس القوي بسماحة المرشد الأعلى لسؤاله مثلاً عن المائة ألف مقاتل ومستوى جاهزيتهم أو لإبلاغه ملاحظاته على سلوك “الحزب” وتصعيده؟

ماذا يفعل الرئيس القوي بالتحديد في دولة بات المجتمع الدولي يحار في تصنيفها: أدولة فاشلة هي؟ أو دولة منهارة؟ أو دولة مفلسة؟ وما هي علائم قوة الرئيس غير المكتشفة بعد؟ وكيف ترجم قوته سوى بمحاولة بائسة للإستقواء على سمير جعجع، “ضب زعرانك” قال له في اتصال وبنبرة قوية!

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us