ميقاتي يدخل لبنان دوامة “الحرب”.. ونائب مقرّب منه: “لا تقرأوا موقفه على قاعدة (لا إله)!

لبنان 18 كانون الثاني, 2024

أثارت تصريحات رئيس حكومة تصريف الأعمال في “دافوس”، الامتعاض، إن لجهة قوله إنّ “حزب الله يتمتع بعقلانية وأترك هذا الحكم بعد 100 يوم من الحرب، فلا يزال حزب الله ضمن هذا التصرف، وهو قال إنه يضع المصلحة اللبنانية فوق أيّ مصلحة أخرى، وهو يحاول أن يتفادى أيّ كأس يؤدي للمزيد من الاضطراب في لبنان”.

أو لناحية تأكيده أنّ “إنّ قرار الحرب جاء من حزب الله وهو يردّ على الاستفزازات الإسرائيلية”.

وفي ردّ على هذه التصريحات، استنكر رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع، قيام الحكومة اللبنانيّة بـ”تجيير القرار الاستراتيجي، أي العسكري والأمني، إلى حزب الله، وبالتالي وضع الشعب اللبناني ومصالح لبنان العليا في مهبّ رياح المنطقة والصراعات المفتوحة بين أطرافها كافّة”.

وقال جعجع، في بيان: “في الوقت الذي تنأى كل الدول العربيّة بنفسها عن الصراع الدائر حالياً في غزة والشرق الأوسط، لا نفهم بأي منطق يجري إقحام لبنان في هذه الحرب»، معتبراً أن «القوى السياسيّة المكوّنة لهذه الحكومة، وتحديداً محور الممانعة والتيار الوطني الحرّ وبعض المستقلّين، وبغضّ النظر عن (خنفشارياتهم) الداخليّة وخلافاتهم المصلحيّة، يتحمّلون جميعهم مسؤوليّة ما يمكن أن تؤول إليه الأوضاع في لبنان، في حال استمرّت حكومة تصريف الأعمال في عدم تحمّل مسؤوليّاتها من خلال تبنّيها موقف محور الممانعة لجهة الحروب الدائرة في الشرق الأوسط”.

ورأت عضو كتلة “الجمهورية القوية” النائب غادة أيوب، في حديث لـ”الشرق الأوسط” أنّ ميقاتي يستكمل المسار نفسه الذي انتهجه منذ إقراره مع انطلاق الحرب بأن قرار الحرب ليس بيد الحكومة، وهو مسار الإذعان لقرارات الحزب.

إلى ذلك اعتبرت “اللواء” أنّ” رئيس الحكومة أسقط بموقفه هذا، سياسة النأي بالنفس التي ارست سياسات الحكومات السابقة، بتفاهم اكثرية اللبنانيين، والتي جنبت لبنان، الكثير من الهزات والتداعيات السلبية، وشكلت غطاء لحمايته من الانضمام للاحلاف الاقليمية،بالرغم من جنوح حزب الله وحلفائه لتجاوز هذه السياسة وتفردهم بخيارات وممارسات تخالف هذه السياسة، على حساب استقرار لبنان ومصالح اللبنانيين”.

في السياق نفسه، كتب الصحفي منير الربيع في “المدن”، معلقاً على كلام ميقاتي، فجاء في مقالته: “إنّها المرة الأولى التي تتخذ فيها الدولة اللبنانية بكاملها، وبشكل رسمي، موقفاً تتماهى فيه مع خيار “المقاومة”. وقد ربط مصير كل الاستحقاقات في لبنان بمصير الحرب على قطاع غزة. وهذه الأخيرة قد تستمر لسنوات. والربط بمصير غزة يمكن أن يقود إلى ربط لبنان بمصير الحوثيين أو بمصير العراق. وكأن ميقاتي يقول للحزب إن اللبنانيين منذ خمسين سنة، ومنذ اتفاق القاهرة يمانعون سيطرة طرف على خيار الدولة، ويصرون على عدم جره إلى صراعات المحاور، فيما الآن أصبح لبنان الرسمي مطواع يدي الحزب”.

وأضاف: “هذا لم يكن قد حصل في السابق. فلطالما كان في لبنان سياسة رسمية متبعة للحفاظ على الحدود، وأن سياسته تتوقف عند حدوده، مع عدم التورط رسمياً بحروب إقليمية. علماً ان ميقاتي كان صاحب نظرية النأي بالنفس مع اندلاع الثورة السورية.

خطورة كلامه المستجد وتداعياته، هو أنه تسليم كامل، وبالمعنى الرسمي، بأن لبنان أصبح خاضعاً لسيطرة حزب الله. فمثلاً، في حال اندلع إشكال بين الحزب والأميركيين في سوريا أو اليمن، سيكون لبنان ملزماً بالوقوف إلى جانب الحزب بمطالبة الأميركيين بوقف حربهم هناك، ليلتزم لبنان بوقف أي هجوم أو أي ربط لمصيره بمصير هذه الأحداث والتطورات”.

في المقابل، شدد عضو تكتل الاعتدال الوطني النائب أحمد الخير، تعليقًا على مواقف رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بشأن الحرب على غزة وتداعياتها على لبنان، على أنه “لا يمكن قراءة موقف ميقاتي على قاعدة (لا إله) من دون أن نكمل (إلا الله)، وذلك بالاستناد إلى كل مواقفه السابقة واللاحقة التي تشدد على مرجعية الدولة في قرار الحرب والسلم، والتزام لبنان بالقرار 1701، والحرص الرسمي على النأي بلبنان عن مخاطر توسع الحرب في سياق ملاقاة جهود كل الدول العربية والغربية في هذا الإطار”.

واشار في تصريح لـ”الشرق الأوسط”، إلى أنه “لا يمكن وضع موقف ميقاتي في خانة تبني موقف حزب الله على الإطلاق، إنما في خانة مقاربة الأمور بواقعية ومسؤولية، من منطلق إنساني ووطني وعروبي، يُجمع على تحميل العدو الإسرائيلي مسؤولية استمرار الحرب بفعل الإبادة التي يرتكبها بحق أهلنا في غزة، ومسؤولية أي احتمال لتوسع الحرب بفعل الاعتداءات الموصوفة التي يرتكبها بحق السيادة اللبنانية، التي يخرق من خلالها القرار 1701 بشكل خطير جداً، من دون أي رادع، ومن دون أن يقيم أي وزن لأي اتفاقات أو قرارات دولية”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us