التصعيد “سيد الموقف”.. صوت الميدان الجنوبي يعلو على حساب التهدئة
لا يزال التصعيد سيد الموقف على الجبهة الجنوبيّة اللبنانية، منذ صباح الرابع عشر من شباط، عندما تعرّضت قاعدة عسكرية في صفد شمال إسرائيل إلى قصف صاروخي، أدى إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف الجيش الإسرائيلي، في هجوم وصفته وسائل إعلام إسرائيلية بأنّه “الأخطر” منذ بدء القصف المتبادل مع “حزب الله”، فيما لجأ مسؤولون إسرائيليون إلى إعلاء نبرة التهديد والوعيد.
وفي آخر التطورات الميدانية التي شهدتها جبهة جنوب لبنان، أغار الطيران الحربي الإسرائيلي بعد منتصف الليل على منازل في بلدات الناقورة وجبل اللبونة وعلما الشعب وطيرحرفا ويارين في القطاع الغربي، أدت إلى أضرار جسيمة في الممتلكات والمزروعات.
كما أغار فجرًا على على دير سريان – الطيبة، وبين القنطرة وقبريخا ومحيط وادي السلوقي، وأدت الغارة على منزل في بلدة القنطرة إلى مقتل ثلاثة شبان، حيث عملت فرق الدفاع المدني التابع لجمعية كشافة الرسالة الإسلامية والهيئة الصحية الإسلامية على سحب الجثث ونقلها إلى المستشفيات في المنطقة.
في هذا الإطار، نعت حركة “أمل” فجر اليوم الشبان الثلاثة، الذين سقطوا في الغارة على منزل في القنطرة. وهم: علي حسن عيسى (فلاح) من بلدة جبشيت (مواليد 1971)، محمد حسين سعيد (أبو مريم) من بلدة القصيبة (مواليد 1995)، قاسم نزار برو (مصطفى) من بلدة الشرقية (مواليد 1996).
بدوره، نعى حزب الله محمد علي درويش “مهدي” مواليد عام 1995 من بلدة صربين في جنوب لبنان، ومصطفى خضر قصير “حيدر الكرار” مواليد عام 1991 من بلدة دير قانون النهر في جنوب لبنان.
كما تعرضت أطراف بلدة عيتا الشعب مساء، إلى قصف مدفعي مباشر.
وحتى صباح اليوم حلق الطيران الاستطلاعي المعادي فوق قرى القطاعين الغربي والأوسط وصولًا حتى نهر الليطاني، واستمر الجيش الإسرائيلي بإطلاق القنابل المضيئة فوق القرى الحدودية المتاخمة للخط الأزرق.
مع الإشارة إلى أنّ القصف الإسرائيلي يهدف في الفترة الأخيرة على قطع الطرق التي تربط البلدات ببعضها.
إلى ذلك، تمكنت فرق الدفاع المدني من انتشال جثماني الشهيدتين فاطمة برجاوي وابنتها غدير ترحيني، من تحت ركام المبنى الذي تعرض للغارة الإسرائيلية في النبطية، ليل الأربعاء. وبذلك تكون الحصيلة النهائية للشهداء 7 بعد انتهاء أعمال رفع الأنقاض.
وعلى وقع التصعيد الذي تشهده الجبهة الجنوبيّة منذ فجر 14 شباط، وصف الناطق الرسمي باسم قوات “اليونيفيل” أندريا تيننتي، ما يحصل لجهة طريقة تبادل إطلاق النار، واستهداف مناطق بعيدة عن الخط الأزرق، بأنّه “تحول مثير للقلق” في مسار المعركة القائمة منذ 8 تشرين الأول.
وناشد تيننتي جميع الأطراف المعنية وقف الأعمال العدائية على الفور لمنع مزيد من التصعيد، مشيرًا إلى أنّه “يجب تكثيف الجهود الدبلوماسية لاستعادة الاستقرار والحفاظ على سلامة المدنيين المقيمين بالقرب من الخط الأزرق”.
هذا وشهد يوم أمس أيضًا، تصعيدًا لوتيرة التهديدات الإسرائيلية للبنان، حيث أبلغ وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، نظيره الأميركي لويد أوستن، الخميس، بأن لا تهاون في الرد على هجمات حزب الله.
وقال غالانت: “طائراتنا في سماء بيروت تحمل قنابل ثقيلة وقادرة على ضرب أهداف بعيدة”، معتبرًا أن “التصعيد الراهن ضد حزب الله ليس سوى عُشر ما نستطيع القيام به”.
وأضاف: “يمكننا الهجوم حتى عمق 50 كلم في بيروت وأي مكان آخر”.
مواضيع ذات صلة :
إنزال جوي في دبل! | نيران الغارات تُشعل الجنوب اللبنانيّ.. و”الحزب” يُواصل عملياته ويكشف: “قدراتنا بخير”! | الجيش الإسرائيلي يعترض مسيّرتين آتيتين من سوريا |