المنطقة تتأهّب للتصعيد.. وجنوب لبنان “منطقة منكوبة” تحت عبء الخسائر!

لبنان 5 نيسان, 2024

فيما تتراوح العمليات العسكرية في جنوب لبنان ما بين التصعيد والهدوء النسبي، تترقّب الأوساط ما ستؤول إليه الأوضاع في المنطقة في ظلّ التأهب الإسرائيلي لردّ طهران المحتمل على الهجوم الذي استهدف القنصلية الإيرانية في دمشق.

إذ نقلت صحيفة “هآرتس” في هذا الإطار، عن مسؤول إسرائيلي تأكيده أن حالةً من الاستعداد واليقظة والتأهب من الخطر المحدق وبمستوى خطرٍ تسود المنظومة الأمنيّة، وذلك على خلفية التقديرات التي تُشير لإمكانية عمليّةٍ إيرانيّةٍ انتقاميّةٍ، تشمل الهجوم الإيرانيّ المباشِر ضدّ “إسرائيل”، أيْ قصف قواعد استراتيجيّة من إيران نفسها، أوْ قصف مكثّف من لبنان وسوريا.

فيما تستبعد مصادر دبلوماسية في بيروت، بحسب “الديار”، خروج الموقف عن السيطرة حتى لو حصل رد إيراني، يبدو أنه حتمي، لكنها تتحدث في المقابل عن اتصالات رفيعة المستوى تجري على أكثر من صعيد لاحتواء الموقف وعدم الذهاب في التصعيد إلى مواجهة واسعة النطاق لن تكون مفيدة لأي طرف، ولفتت إلى أنه لا داعي للهلع أقله في هذه المرحلة!

الجنوب.. منطقة منكوبة زراعيًا

من جهة أخرى، تفرض الخسائر الفادحة التي منيت بها القطاعات المختلفة في المناطق والقرى الحدوديّة نفسها على الأرض، من جراء القصف الإسرائيلي بالقنابل الفوسفورية، وما خلفه من أضرار يصعب على لبنان تعويضها، إلى الحدّ الذي دفع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، إلى الدعوة خلال جلسة مجلس الوزراء أمس، لـ “وجوب إعلان الجنوب منطقة منكوبة زراعيًا، نظرًا للأضرار الكبيرة في القطاع الزراعي”.

ميقاتي أوضح في هذا الإطار، أنّ “هناك 800 هكتار تضررت بشكل كامل، و340 ألف رأس ماشية نفقت وحوالي 75 في المئة من المزارعين فقدوا مصدر دخلهم النهائي. لذا ترى الحكومة وجوب إعلان منطقة الجنوب منكوبة زراعياً، خصوصاً أن هذه المشكلة ستنسحب على السنوات المقبلة”.

هذا الكلام تقاطع مع ما كشفه وزير الزراعة عباس الحاج حسن في حديث إلى صحيفة “نداء الوطن”، حول “استهداف إسرائيل للأمن الغذائي ونهضة الاقتصاد الوطني”، وأكّد أنّ “الخسائر الحقيقيّة لاستخدام قذائف تحتوي على الفوسفور الأبيض المحرم دوليًا، لا تقلّ عن 3 مليارات دولار”.

كما لفت الحاج حسن إلى أنّ “السلة الجنوبية من حجم التصدير تترواح عادةً ما بين 25 و30% من الناتج القومي الزراعي، ما يُفسّر ارتفاع الأسعار وتدني عملية الإنتاج في الجنوب لتُلامس الصفر”.

إلى ذلك، أوضحت مصادر وزارية لـ “اللواء” أن عرض الخسائر التي تسببت بها الحرب في الجنوب في السراي الحكومي أمام مسؤولين دوليين، هدف إلى تبيان حقائقها بالأرقام وعلى مرأى من ممثلي الدول، في الوقت الذي أعلن فيه ميقاتي منطقة الجنوب منكوبة زراعيا، مشيرة إلى أن هذه الحقيقة من شأنها أن تدفع إلى بذل المزيد من الجهود الدبلوماسية بهدف التهدئة.

عمليات “الحزب”

ميدانيًا، أعلن “حزب الله” في بيانين منفصلين، أنّه استهدف عند الساعة (12:50) من صباح اليوم، ‏تحركًا لجنود وآليات الجيش الإسرائيلي في موقع المالكية بقذائف المدفعية والأسلحة الصاروخية، وحقق ‏إصاباتٍ مؤكدة.

وفي الوقت نفسه أيضًا، استهدف “الحزب” آليةً ‏عسكرية عند بوابة موقع المطلة بصاروخ موجه، فأصابها إصابةً مباشرة وأدى إلى تدميرها وإيقاع ‏طاقمها بين قتيلٍ وجريح.

هذا وأدت الغارة الجوية الإسرائيلية التي استهدفت بلدة كفرحمام ليل أمس، إلى جرح سبعة مواطنين جروحهم بين متوسطة وخفيفة، وتدمير منزل المواطن سليم السبلاني بشكل كامل، وإلى أضرار مباشرة بالمنازل المجاورة.

كما تضررت شبكة الكهرباء، وعملت بلدية كفرحمام على إعادة فتح الطرق التي أقفلت بالحجارة المتطايرة من جراء الغارة.

في السياق، أشارت صحيفة “الشرق الأوسط” إلى أنّ عدد المقاتلين الذين قضوا في الحرب الدائرة في جنوب لبنان، تخطّى عدد مقاتلي “حزب الله” الذين قتلوا في حرب يوليو (تموز) 2006.

إذ ارتفع عدد المقاتلين الذي قتلوا في الجبهة اللبنانية، إلى 279 مقاتلاً قضوا في جنوب لبنان وشرقه من جراء ضربات إسرائيلية واستهدافات مباشرة وغير مباشرة. وقال الباحث في “الدولية للمعلومات” محمد شمس الدين لـ”الشرق الأوسط” إن هؤلاء ينقسمون إلى 260 مقاتلاً نعاهم “حزب الله”، و14 مقاتلاً نعتهم “حركة أمل”، و3 مقاتلين نعتهم “الجماعة الإسلامية”، ومقاتل نعاه “الحزب السوري القومي الاجتماعي”، فضلاً عن عسكري في الجيش اللبناني نعاه الجيش.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us