“الحزب” في وضع لا يحسد عليه.. الجيش الإسرائيلي ينوي شنّ هجوم عنيف على لبنان

لبنان 4 أيار, 2024

تحذيرات من حرب لا تعمد عقباها تنتقل من غزة إلى رفح وصولاً إلى جنوب لبنان، وذلك في ظلّ إصرار إسرائيل على اجتياح رفح في وقت تعمل به الأطراف على إرساء هدنة في غزة.

في هذا السياق، يبدو أنّ هدنة غزة لن تؤدي إلى نزع فتيل الحرب، إذ يصر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على أن الجيش الإسرائيلي سيقتحم رفح بغض النظر عما إذا تم التوصل إلى اتفاق أم لا.

إلى ذلك أوضح وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أنّ حركة حماس هي “العقبة الوحيدة بين شعب غزة ووقف لإطلاق النار” مع إسرائيل، محذراً من أن الهجوم الإسرائيلي على رفح سوف يؤدي لوقوع خسائر لا يمكن قبولها.

وأضاف بلينكن في منتدى سيدونا الذي ينظمه معهد ماكين في ولاية أريزونا: “نحن ننتظر لنرى ما إذا كان بإمكانهم فعلا قبول الإجابة بـ”نعم” بشأن وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن”.

يأتي ذلك في وقت أعلنت فيه حركة حماس أنّ وفداً من الحركة سيتوجه، اليوم السبت، إلى القاهرة بروح إيجابية وعزم على إنضاج اتفاق يحقق مطالب حماس، وذلك بعد أن منحت إسرائيل الحركة الفلسطينية أسبوعاً بدءاً من أمس الجمعة للموافقة على مقترح الهدنة، وإلا اجتاحت القوات الإسرائيلية رفح.

وفي تعليق على هذه التهديدات، حذّر المدير العام لـ”منظمة الصحة العالمية” يوم أمس الجمعة من أنّ هجوماً عسكريّاً إسرائيليّاً على مدينة رفح في جنوب قطاع غزة “قد يؤدي إلى حمام دم”، داعياً إلى وقف إطلاق النار.

وقال تيدروس أدهانوم غيبرييسوس عبر منصة إكس “تشعر منظمة الصحة العالمية بقلق عميق من أنّ عملية عسكرية واسعة النطاق في رفح بغزة قد تؤدي إلى حمام دم وتزيد من إضعاف النظام الصحي المعطوب أصلاً”.

جبهة رفح لن تنفصل عن لبنان

وعلى ما يبدو فإنّ الجيش الإسرائيلي ينوي فتح جبهة رفح وتوسيع جبهة الجنوب، إذ أكدت مصادر مطلعة لـ”الأنباء” عن توافر معلومات ديبلوماسية عن نية الجيش الإسرائيلي شنّ هجوم عنيف على لبنان في حال قرر اجتياح رفح في غزة.

وربطت المصادر بين الهجوم على رفح واستكماله بالجنوب، مشيرة إلى انه “متوقف على نتائج المفاوضات بين حماس وإسرائيل والتي تتولاها بعض الدول العربية الشقيقة”. وشددت على “وجود جهوزية كاملة للتصدي لأي هجوم على لبنان، وقد اتخذت الدولة اللبنانية والجمعيات الأهلية والمدنية جميع الاحتياطات اللوجستية والأمنية والغذائية، وأعدت خطة لأي نزوح من الجنوب إلى مناطق آمنة”.

وجزمت المصادر ان “الجيش اللبناني ومصرف لبنان هما ضمانة أي اهتزاز أمني قد يحدث خارج التوقعات. وهناك دعم دولي للجيش اللبناني وللمصرف المركزي للحفاظ على الاستقرار الامني والنقدي”.

وشددت على ان اللجنة الخماسية مستمرة في أداء دورها “لاستكمال مهمتها بانتخاب رئيس جامع للبنان رغم كل المعوقات الداخلية لسير عملها. وهي أي الخماسية تتطلع إلى إعادة الأمور إلى نصابها في لبنان، ولن تتخلى عن دورها إلا بنهاية سعيدة للبنانيين”.

اسرائيل تبحث عن منطقة عازلة

إلى ذلك، أشار أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأميركية، الدكتور هلال خشان لـ”الشرق الأوسط” عن وجود “قرار إسرائيلي نهائي بإقامة منطقة عازلة في جنوب لبنان، وتل أبيب لا تهول حين تقول لحزب الله: تنسحبون بالدبلوماسية أو نخرجكم بالقوة”، لافتاً إلى أن |حديث الورقة الفرنسية عن إعادة انتشار لعناصر حزب الله يعني عملياً انسحابهم، وهذا الأمر سيضعف الحزب ويحجمه، سواء انسحب مسافة 8 أو 10 أو 12 كيلومتراً، فهذا سيكون هزيمة له ولجمهوره”.

ويهزأ خشان من الطرح الذي يطالب بأن تكون هناك منطقة عازلة مماثلة من جهة إسرائيل، مؤكداً أن “الإسرائيليين لا يمكن أن يقبلوا بصيغة كهذه للحل، لأن شروط اللعبة يحددها توازن القوى، ويبدو واضحاً تماماً أنه لمصلحة إسرائيل”. ويضيف: “حزب الله في وضع لا يُحسد عليه على الإطلاق. فالانسحاب لإقامة منطقة عازلة سينعكس سلباً عليه شعبياً وفي وضعيته في الداخل اللبناني، كما أنه إذا أصرّ على عدم التجاوب مع الجهود الدبلوماسية فسيضطر للانسحاب بالقوة، مع ترجيح خيار الاجتياح البري”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us