لبنان يتخبّط في “نفق الفوضى”.. والملف الرئاسيّ تائه في “زحمة الانشغالات”!

لبنان 8 أيار, 2024

تراجع الملف الرئاسي عن سلّم أولويات الساحة المحليّة والمساعي الدوليّة خلال الأيام الأخيرة، في ظلّ تقدّم عدد من الموضوعات إلى واجهة الأحداث، لا سيما تلك المتعلقة بالتطورات الميدانيّة على الجبهة الجنوبيّة، وملف النزوح السوري الذي أخذ حيزًا واسعًا من الجدل بعد هبة المليار يورو الأوروبيّة.

وبعد الحديث عن تأخير زيارته إلى لبنان إفساحًا في المجال أمام مساعي سفراء دول اللجنة الخماسيّة، لكسر الجمود الرئاسي ومحاولة إيجاد فسحة مشتركة بين الفرقاء اللبنانيّين وصولًا إلى انتخاب رئيس للجمهوريّة، حطّ المبعوث الرئاسي الفرنسي إلى لبنان جان إيف لودريان، أمس في القاهرة، حيث التقى وزير الخارجية المصري سامح شكري.

فلم يغب لبنان عن اجتماع القاهرة، حيث دعا شكري خلال اجتماعه مع لودريان إلى “ضرورة تكثيف الجهود المشتركة لتخطي أزمة الشغور الرئاسي اللبناني”، مؤكدًا “أن الأزمة الإقليمية تدفع بالاهتمام بإنهاء الفراغ الرئاسي سريعًا حتى يستطيع لبنان مواجهة التحديات المتزايدة الناجمة عن تلك الأزمة”.

في السياق الرئاسي كذلك، رأى عضو كتلة “التغيير” النائب ياسين ياسين، أنه “ما بين الحرب على غزة واشتعال جنوب لبنان تحت عنوان وحدة الساحات، وما بين الورقة الفرنسية وارتباطها بمفاوضات القاهرة في محاولة من “الإليزيه” لحجز مقعده في التسوية المرتقبة، وما بين اشتعال ملف النازحين السوريين والرشوة الأوروبية، ضاع الاستحقاق الرئاسي في زحمة الانشغالات لدى القيمين على تطبيق الدستور”.

ياسين اعتبر في حديث إلى “الأنباء” الكويتية، أن “منظومة السلطة أسقطت الانتخابات الرئاسية عن سلم أولوياتها، علمًا أن مفتاح الحل لسائر الأزمات الراهنة يكمن في انتخاب الرئيس وعودة الانتظام العام إلى المؤسسات الدستورية”.

كما لفت ياسين “إلى أن السلطة في لبنان ربطت قرار انتخاب الرئيس من عدمه بالتطورات الإقليمية، وتركت بالتالي لنتائج الحرب في غزة تحديد الهوية السياسية لمن سيشغل قصر بعبدا، علمًا أن أكثر ما لبنان بحاجة إليه اليوم قبل الغد، وجود رئيس يواكب التطورات الإقليمية عمومًا والجنوبية خصوصًا، ويكون الحاضر الأبرز على الطاولتين الإقليمية والدولية لمنع التسوية المقبلة من أن تأتي على حساب لبنان واللبنانيين، إلا أن المصالح الخاصة والحزبية لدى البعض، تقضي بتوظيف الفراغ الرئاسي في تعزيز أوراقهم وشروطهم وطموحاتهم خلال مرحلة ما بعد الحرب على غزة، وتحول بالتالي دون تطبيق الدستور وانتخاب الرئيس”.

وختم ياسين مؤكدًا “أن لا أمل بخروج لبنان من نفق الفوضى إلا بانتخاب رئيس للجمهورية يعيد للبنان وجوده ودوره في المحافل الدولية، وبتشكيل حكومة أصيلة فاعلة قادرة على التعاطي مع التطورات كافة بحسم غير مسبوق، على أن تكون أولى أولوياتها تطبيق القرار الدولي 1701، وإجراء انتخابات بلدية تسهم إلى جانب القوى الأمنية في تنظيم الوجود السوري، وبالتالي ترحيل غير الشرعي منه”.

وفي الملف الرئاسي أيضًا، لفت المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب نبيه بري النائب علي حسن خليل، إلى أن “أنّ المجموعة الخماسية العربية الدولية تبقى صيغة للمساعدة في حل أزمة الرئاسة فكل دولة فيها تحجز دورها وموقعها، لكن في النهاية لا بد للملف الرئاسي أن يتحرك من مكان ما أو من طرف مؤثر”.

فيما أكد “أنّ الموفد الأميركي آموس هوكشتاين لا يتعاطى بملف الرئاسة وقد عبّر بنفسه عن هذا الأمر”.

خليل أشار إلى أنّ مرشح الثنائي الشيعي كان ولا يزال رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، مشيرًا إلى أن “الأهم الذي يجب التركيز عليه هو الدور الذي سيؤديه الرئيس في المرحلة المقبلة وقدرته على وضع البلاد على سكة الحل، وهذه السكة تستوجب انتخاب رئيس قادر على التسامح والانفتاح على الآخر في الداخل والخارج، وأن يكون على علاقة طيبة مع الدول العربية وأن لا تكون لديه أي عقدة في التعاطي مع أيّ شقيق عربي ومع أي صديق للبنان لأننا في مرحلة نحتاج فيها إلى العمل، ولأنّ معالجة الأزمة تفرض تحقيق النمو في الاقتصاد ولا يراهنّن أحد على أنّ البعض جاهز لوضع مال في خزينتنا، وفي أحسن الحالات فإنّ الدول ستتحدث معنا في الاستثمار، ولن ينتظرنا أحد في أجواء المتغيّرات التي تحصل في المنطقة، ومسؤوليتنا يجب أن تكون كيف نعيد وضع لبنان على سكة أولويات الدول الشقيقة والصديقة”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us