منحى تصاعدي جنوبًا.. هل تتجاوز إسرائيل “قواعد اللعبة” نحو الحرب الشاملة؟!

لبنان 10 أيار, 2024

يتواصل المنحى التصاعدي الذي تشهده الجبهة الجنوبيّة في لبنان، في ظلّ تعثّر الوصول إلى حلّ يوقف أصوات الاشتباكات والمدافع المستمرة منذ 8 تشرين الأول.

المستجدات الميدانيّة

ففي آخر التطورات الميدانيّة، استهدفت طائرة إسرائيلية مسيّرة بشكل مباشر فريقًا من عمال شركة “mtc” كان يقوم بأعمال الصيانة لإحدى محطات الإرسال في بلدة طيرحرفا، بمواكبة من الدفاع المدني في كشافة الرسالة الإسلامية، مما أدى إلى سقوط ضحيّتَين وعدد من الجرحى.

وقد أفادت “الوكالة الوطنية للإعلام”، بأنّ الضحيّتين هما عنصر من الدفاع المدني في كشافة الرسالة الإسلامية، وفني من شركة power tec المتعهدة بأعمال الصيانة في شركة mtc touch .

كما أشارت الوكالة إلى أنّ فريق العمال المشترك من شركتي “أوجيرو” و”تاتش” كان قد حصل على إذن مسبق من “اليونيفيل” للحضور إلى طيرحرفا وإجراء الصيانة لأعمدة الإرسال.

في وقت استهدف الجيش الإسرائيلي أيضًا بلدة العديسة بالقذائف الفسفورية، مما تسبب باندلاع حريق هائل امتد إلى ما بين المنازل في كفركلا وبساتين الزيتون، وتعذر وصول فرق الدفاع المدني إلى المكان بسبب القصف الإسرائيلي المستمر.

وصباحًا، أغار الطيران الحربي الإسرائيلي صباح اليوم، على بلدة كفركلا. في وقت أفادت وسائل إعلام إسرائيلية باندلاع حريق في الجليل الأعلى إثر إطلاق صواريخ مضادة للدروع من لبنان.

يأتي ذلك بعد أن كان الطيران الإسرائيلي قد استهدف قرابة منتصف الليل، منزلًا في بلدة علما الشعب، ما أدى إلى تدميره وإلحاق أضرار جسيمة في الممتلكات والمزروعات والمنازل المجاورة.

كما تعرضت أطراف بلدات مروحين والضهيرة وعيتا الشعب إلى قصف مدفعي متقطع بعد منتصف الليل الفائت.

وكان الجيش الإسرائيلي ألقى القنابل المضيئة فوق القرى الحدودية المتاخمة للخط الأزرق، وسط تحليق الطيران الاستطلاعي فوق قرى قضاء صور والساحل البحري.

وفجرًا، حلق الطيران الحربي الإسرائيلي فوق منطقة الجنوب.

بالمقابل، أعلن “حزب الله” أنّه وبعد رصدٍ وترقبٍ للجيش الإسرائيلي وعند وصول آلياته إلى موقع المالكية، استهدفها عناصره عند الساعة (00:50) من يوم الجمعة بقذائف المدفعية وحققوا إصاباتٍ مؤكدة.

ترقّب لبنانيّ!

تأتي هذه المستجدات على الأرض، في وقت يترقب اللبنانيون لقاء منتظرًا بين المبعوثين الرئاسيين الأميركي آموس هوكشتاين والفرنسي جان إيف لودريان، يهدف إلى التنسيق وتقريب وجهات النظر وتكامل المساعي الفرنسية الأميركية، للوصول إلى اتفاق حول جنوب لبنان يعيد الهدوء ويرسي قواعد اشتباك جديدة.

في هذا الإطار، يؤكد مصدر رسمي لبناني لـ “الجريدة” الكويتية، أن بيروت ترغب في دور أجنبي إلى جانب واشنطن، وفرنسا بحكم علاقتها الوجدانية مع لبنان يمكن أن تلعب هذا الدور، وأن أيّ حضور لباريس في المفاوضات سيسهم في إراحة الموقف اللبناني ومساعدته، مع تأكيده أن الجانب اللبناني اقترح بالفعل تعديلات على الورقة الفرنسية.

الحرب الشاملة؟!

في السياق أيضًا، حذر معهد بحوث الأمن القومي الإسرائيلي من مخاطر تدهور لا يمكن السيطرة عليها على الحدود الشمالية، بسبب تمسك “حزب الله” بالقتال إذا استمرت الحرب في قطاع غزة، أو بسبب خطوة إسرائيلية واسعة النطاق تتجاوز “قواعد اللعبة” مع الحزب.

ولفت المعهد إلى أنّ القتال المكثف والمستمر على الحدود الشمالية منذ 8 تشرين الأول يحمل طابع “حرب الاستنزاف”، لكنّ السؤال هو إذا كان يمكن أن يتحول إلى حرب شاملة. ورغم أن نطاقها اليوم محدود من حيث المناطق الجغرافية ووسائل الحرب، فثمة ديناميكية تصعيد في طبيعة وشدة الهجمات، وكذلك في حجم الأضرار التراكمية لكلا الجانبين.

تأجيل الحرب

هذا ونصح المعهد في توصياته بعدم التصعيد في مقابل الاستمرار في الإضرار بقدرات حزب الله، ما لم يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار، ولكن في الوقت نفسه يجب العمل على تحقيق تسوية سياسية بين “إسرائيل” ولبنان، من شأنها تحسين الوضع الأمني في هذه الساحة، وتمكين عودة المهجرين إلى ديارهم، مع تأجيل احتمال نشوب حرب واسعة النطاق إلى وقت مناسب في المستقبل.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us