توتر واحتكاكات مع “اليونيفيل” جنوبًا: إدانات رسمية ودعوات لضبط النفس!

شهدت بعض بلدات جنوب لبنان خلال الساعات الماضية توتّرًا ملحوظًا بين عددٍ من المواطنين المحليين وقوات الطوارئ الدولية العاملة في الجنوب (اليونيفيل)، أثناء تنفيذ الأخيرة لدوريات ميدانية في مناطق تقع ضمن نطاق عملياتها. وقد تطوّر هذا التوتر إلى احتكاكاتٍ مباشرةٍ في بعض المواقع، ما استدعى تدخل الجيش اللبناني لاحتواء الموقف. وقد أثارت هذه الأحداث موجةً من الإدانات والاستنكارات من قبل قوات اليونيفيل والفعّاليات المحلية، في ظلّ دعوات لضبط النفس واحترام المهام الدولية.
وفي التفاصيل، فقد أقدم البعض على الاعتداء على آليات “اليونيفيل” في منطقة دير قانون النهر مرةً ثانيةً في يوم واحد. وكان إشكال حصل بين عددٍ من الشبّان ودوريةٍ تابعة لقوات “اليونيفيل” أثناء قيامها بأعمال بحث في منطقة الفوار، الواقعة بين بلدتي دير قانون النهر والحلّوسية في قضاء صور.
وقد اعترض الشبان الدورية بسبب غياب مرافقة الجيش اللبناني لها، ما أدى إلى تلاسن وتطوّر الأمر إلى تضاربٍ بين الطرفين.
وعمد عددٌ من المواطنين إلى تحدّي قوات “اليونيفيل” في الجنوب، حتّى أنّ أحدهم اقترب وصفع عنصرًا من القوّة على وجهه.
وتدخلت عناصر من الجيش اللبناني لاحقًا، وعملت على تهدئة الوضع، ما دفع دورية “اليونيفيل” إلى مغادرة المكان والعودة من حيث أتت.
كما وقعت مواجهة في بلدة بدياس بين مواطن ودورية تابعة لقوات اليونيفيل، بعدما طالب المواطن عناصر الدورية بمغادرة المكان واستدعاء الجيش اللبناني، إلّا أن القوة لم تردّ على مطلبه.
إدانات واستنكارات
وعلى الفور صدر عن قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان “اليونيفيل” بيان أدانت فيه هذا التعرّض لليونيفيل، اليوم الثلاثاء، وجاء في التصريح الصحافي: “صباح هذا اليوم الثلاثاء، وبينما كان جنود حفظ سلام تابعين لليونيفيل يقومون بدوريةٍ مُخططٍ لها بالتنسيق مع الجيش اللبناني، جوبهوا من قبل مجموعة من الأفراد بملابس مدنية في محيط الحلّوسية التحتا، جنوب لبنان. وحاولت المجموعة عرقلة الدورية باستخدام وسائل عدوانية، بما في ذلك رشق جنود حفظ السلام بالحجارة. وتعرّض أحد جنود حفظ السلام للضرب، ولحسن الحظ، لم تُسجّل أي إصابات.
وردًّا على ذلك، استخدم عناصر اليونيفيل تدابير غير فتّاكة لضمان سلامة أفراد الدورية والمتواجدين فيها.
وبُلّغ الجيش اللبناني على الفور، ووصل إلى موقع الحادث بعد ذلك بوقت قصير. وتمّت السيطرة على الوضع بسرعة، وتمكّنت الدورية من مواصلة عملها”.
أضاف التصريح: “إن حريّة الحركة تعدّ شرطًا أساسيًا لتنفيذ ولاية اليونيفيل، ويشمل ذلك القدرة على العمل باستقلالية وحياديّة، كما هو مُبيّن في قرار مجلس الأمن الدولي 1701. ويُعدّ أي تقييد لهذه الحرية – سواء أثناء القيام بأنشطة عملياتية مع الجيش اللبناني أو من دونه – انتهاكًا لهذا القرار. من غير المقبول استمرار استهداف جنود حفظ السلام التابعين لليونيفيل.
وتدعو اليونيفيل السلطات اللبنانية إلى اتخاذ جميع التدابير اللازمة لضمان أداء قوات حفظ السلام التابعة لها لمهامّها من دون عوائق أو تهديد”.
من جانبها، أدانت وزارة الخارجية اللبنانية “الاعتداء على عنصر من قوات اليونيفيل جنوبي لبنان”، وأكّدت “ضرورة عدم التعرض لسلامة وأمن عناصرها وآلياتهم”.
وطالبت بمحاسبة المسؤولين عن هذا الاعتداء المخالف للقوانين اللبنانية والدولية على أحد عناصر “اليونيفيل”.
كما شدّدت الخارجية “على تمسّك لبنان بدور اليونيفيل ودعم عملها وولايتها ومهامّها وِفقًا للقرار الدولي 1701 بما يحفظ السلم والأمن جنوبي لبنان”.
بدورِها، أعربت بلدية بدياس في جنوب لبنان عن استنكارها لما تعرّضت له دورية تابعة لقوات “اليونيفيل” في البلدة، مؤكّدةً رفضها لأي تصرّف يمسّ بمهمّة هذه القوات.
من جهة أحرى، كتب الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط على منصة “أكس”: “من المهم أن نتأقلم مع دورات الزمن بالرغم من قساوتها في انتظار ظروف سياسية أفضل، وفي هذا السياق فإن الحفاظ على القوات الدولية في جنوب لبنان اكثر من ضرورة تفادياً للدخول في المجهول في زمن الفوضى والحروب الذي يسود في العالم”.
كما دان رئيس مجلس الوزراء نواف سلام بـ”أشد العبارات الاعتداءات المتكررة على قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)”، ورأى أن “هذه التصرفات تعرض أمن واستقرار جنوب لبنان وأهله للخطر وتمس بالمصلحة الوطنية”.
واكد أن” لبنان حريص على التجديد لقوات اليونيفيل بما يضمن المضي قدمًا في تطبيق القرار 1701، والحفاظ على الأمن والاستقرار على الحدود الجنوبية”.
وطلب الرئيس سلام من الأجهزة المعنية “ضرورة التحرك لإيقاف المعتدين على قوات الطوارئ الدولية وإحالتهم إلى القضاء المختص”.
مواضيع ذات صلة :
![]() التمديد لليونيفيل بالغ الأهمية ولا تخوُّف من خفض عديدها | ![]() الرئيس عون: لبنان متمسّك ببقاء “اليونيفيل” في الجنوب | ![]() الرئيس عون منح لازارو وسام الأرز الوطني |