رغم التوترات… لبنان يؤكد تمسكه باليونيفيل ويدعم التمديد بلا شروط

رغم التصعيد الميداني الأخير في الجنوب اللبناني والاعتداءات المتكررة على القوات الدولية العاملة في المنطقة “اليونيفيل”، والتي وُصفت بأنها موجّهة من “حزب الله”، فإن الموقف الرسمي اللبناني لا يزال حاسماً وواضحاً في دعم هذه القوات. وقد زادت موجة المواقف الداخلية المؤيدة لليونيفيل والتي عبّرت عنها شخصيات سياسية وروحية ومدنية من صلابة هذا الموقف، ما دفع الحكومة إلى التوجّه نحو تقديم طلب تمديد جديد لليونيفيل إلى مجلس الأمن الدولي، من دون أي تعديل في تفويضها أو صلاحياتها المعمول بها بموجب القرار 1701.
إجماع داخلي يعزل حزب الله
ووفق ما أفادت صحيفة “النهار”، فإنّ ردود الفعل الواسعة المنددة بالاعتداءات الأخيرة على اليونيفيل وضعت “حزب الله” في موقف حرج، بعدما بدا مكشوفاً أمام شبه إجماع لبناني يرفض أي مساس بالقوات الدولية أو تبرير للاعتداء عليها. وأظهرت التطورات الأخيرة أن الحزب لم ينجح في تسويق أي ذريعة تستند إلى “رفض الانتهاكات”، لا سيما وأن تقييد عمل اليونيفيل يصب من حيث النتائج في اتجاه واحد مع ما تريده إسرائيل، ما يضع الحزب في موقع التقاطع غير المبرر مع إسرائيل.
توغلات إسرائيلية تثير الريبة
في موازاة ذلك، تسجّل الساحة الجنوبية تطورات ميدانية مقلقة، خصوصاً مع رصد أربع عمليات توغل برية محدودة للقوات الإسرائيلية خلال 24 ساعة داخل أراضٍ لبنانية حدودية، ترافقت مع أعمال تجريف وتحركات لوجستية. هذه المؤشرات الميدانية تعيد تسليط الضوء على هشاشة وقف إطلاق النار وآلية اجتماعات لجنة المراقبة، التي لم تنعقد منذ وقت طويل، رغم استئناف نشاطها مؤخراً بعد الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية.
وكان لافتاً أن هذه الغارات دفعت الجيش اللبناني إلى تنفيذ عمليات دهم وتفتيش لبعض المباني في الضاحية، بطلب من لجنة مراقبة وقف إطلاق النار، في خطوة تؤشر إلى مستوى جديد من التعاون الرسمي اللبناني مع الأطر الدولية، وسط استمرار الخروقات الإسرائيلية المتكررة.
الدعم العسكري لليونيفيل
في خطوة ذات دلالة بالغة، زار قائد الجيش العماد رودولف هيكل قيادة اليونيفيل في الناقورة، حيث التقى بقائد القوة الدولية الجنرال أرولدو لاثارو. وجرى عرض للأوضاع في القطاع الجنوبي وأهمية التنسيق المشترك بين الجيش واليونيفيل. هذه الزيارة بعثت برسالة واضحة مفادها أنّ المؤسسة العسكرية اللبنانية متمسكة بدورها في تنفيذ القرار 1701 بالتعاون مع القوات الدولية، على الرغم من الضغوط السياسية والشعبية في بعض المناطق.
الموقف السياسي والديبلوماسي الرسمي
وأكدت مصادر سياسية مطلعة لـ”اللواء” أنّ لبنان حريص على بقاء عمل قوات اليونيفيل في الجنوب، وأشارت إلى عدم تبلغه أي قرار رسمي بشأن إنهاء مهامها، وأنّ ما أثير في هذا السياق يندرج في إطار الحملة الإسرائيلية لابتزاز لبنان.
وقالت إن الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا لم تبلغا لبنان أي أمر في هذا الشأن، كما أنّ الدول المشاركة في هذه القوات أبدت رغبة في إبقائها تعمل وفق ما هو منصوص عنه في القرارات الدولية.
إلى ذلك، أفادت المصادر أنّ لبنان يبدي تعاوناً مع لجنة وقف إطلاق النار وهو ملتزم بالإتفاق الذي صدر في السابع والعشرين من تشرين الثاني الماضي والجيش يقوم بمهامه، في حين تواصل إسرائيل خروقاتها وأكبر دليل هو ما أقدمت عليه عشية عيد الأضحى المبارك وبدء الموسم السياحي.
أما في ملف سلاح حزب الله، فإنّ المصادر تحدثت عن تواصل يتم بين رئاسة الجمهورية والحزب والأمور تأخذ مداها علماً أنّ الموضوع دقيق وله تشعباته، في حين أنّ موضوع تسليم السلاح الفلسطيني داخل المخيمات ولا سيما الواقعة في جنوب الليطاني كالرشيدية والبرج الشمالي وفق التاريخ المحدد له في منتصف الشهر الجاري فلا يزال قائماً أما إذا كان هناك من تأخير لأي سبب فلن يلغي بأي حال من الأحوال القرار المتخذ بسحب هذا السلاح.
لقاء سلام – بلاسخارت: تأكيد الالتزام
وفي إطار المعالجة التقى الرئيس نواف سلام المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جنين هينيس بلاسخارت، وتطرق الحديث إلى ما يجري في الجنوب، وموقف لبنان الرسمي من الإشكال الأخير مع اليونيفيل.
وفي ظل تصاعد التوترات جنوباً، يبدو أنّ لبنان الرسمي اتخذ قراراً استراتيجياً بعدم التفريط باليونيفيل، لا من حيث المبدأ ولا من حيث تفويضها. وهذا الموقف الذي يحظى بدعم داخلي ودولي، يعزز موقع لبنان التفاوضي والسيادي في مواجهة انتهاكات إسرائيل ومحاولات تقييد المهام الدولية، ويؤشر إلى مرحلة جديدة من التشدد في حماية القرار 1701 ومندرجاته.
مواضيع ذات صلة :
![]() عرقلة “اليونيفيل” لعرقلة القرار 1701 | ![]() تصعيد متواصل في الجنوب: غارات إسرائيلية ودعوات للحفاظ على الاستقرار | ![]() اليونيفيل في مهبّ التوترات… تحذيرات لبنانية من تقويض دورها ودعوات لحماية الشرعية الدولية! |