نصرالله: الاسرائيلي لا يزال يقف على رجل ونص على الحدود

لبنان 27 كانون الأول, 2020

تحدث الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله في مقابلة تلفزيونية تحت عنوان حوار العام، فقال رداً على سؤال حول احتمال لجوء الرئيس الاميركي ترامب الى شن ضربة عسكرية في أواخر أيامه كرئيس لأميركا، إن “لا معطيات دقيقة حول احتمال قيام ترامب بذلك، ولكن هناك تحليلات تتعلق بشخصية ترامب وهو مجنون غاضب، مشيرا الى قلق كبار القادة في الحزبين الديموقراطي والجمهوري في اميركا من غضبه وما يمكن ان يقدم عليه. ودعا الى التعاطي بحذر ودقة مع هذه المرحلة كي لا يتم استدراج اي جهة من محور المقاومة”.

وعلق على التهديدات الاسرائيلية بأنها مجرد رفع للصوت، محذراً في الوقت عينه من هذا العدو والتفكير بأن يقوم بعمل ما. ولفت الى “وجود مقاربات تقول بأن الادارة الاميركية الجديدة ربما يكون لديها موقف مختلف بالنسبة لحل القضية الفلسطينية، وربما في العودة للاتفاق النووي مع ايران”.

ونفى وجود معلومات عن احتمالات حصول أمر عسكري ما قد يحصل، نافياً أيضاً حصول انزال اسرائيلي في منطقة الجية كما أشيع سابقاً، ومؤكداً “أن الاسرائيلي ما يزال يقف على رجل ونص على الحدود”.

وكشف نصرالله عن وجود اكثر من جهة ابلغته بمعلومات عن التخطيط لتعرضه للاغتيال، وخاصة في الفترة ما قبل الانتخابات الأميركية، ملمحاً الى “الاحتياط الدائم لأنني مستهدف اميركيا واسرائيليا”.

واتهم السعودية بالتحريض على اغتياله ولا سيما منذ وقوع الحرب على اليمن، مؤكداً أنها معلومات وصلته، رابطاً هذه المعلومات بزيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الى اميركا، وان المعلومات التي وصلته تشير الى موافقة الاميركي على الاغتيال وانها بتمويل سعودي. وكشف عن ان هذه المعلومات التي وصلته “كانت من جهات شرقية وغربية”.

وكشف نصرالله عن تحذيراته المتكررة لسليماني بضرورة أخذ الحذر خاصة في لقائهما الأخير الذي سبق الاغتيال باسبوع، متوقفا عند العمل المشترك بينهما في الملفات الحساسة بما فيها من محن وصعوبات ودموع وفرح وطموحات، “وهذا خلق نوعا من العلاقة الأخوية بيننا، ولذلك أنا افتقده كثيرا”.

كذلك تطرق الى الحديث عن شخصية ابو مهدي المهندس الذي اغتيل مع قاسم سليماني، واصفا إياه بالقائد الكبير. ورأى أن خروج الاميركي من العراق كان انتصارا، ومثله الانتصار على تنظيم داعش.

وأوضح عما قدمه سليماني لفلسطين فقال أنه طور العلاقة مع الفصائل الفلسطينية، وسبل تقديم الدعم لها، وأنه لم يكن هناك من خطوط حمراء بالنسبة الى الدعم اللوجستي الى غزة والضفة الغربية، من السلاح الى الامدادات، وكل ما له علاقة في تصنيع الصواريخ، ومنها صواريخ الكورنيت، كاشفا أن صواريخ الكورنيت غيرت المعادلة على الارض في عدوان 2006، مشيرا الى “أن وزارة الدفاع السورية اشترت هذه الصواريخ من روسيا واخذناها كدعم من سوريا لاحقا، وقد استخدمناها في حرب تموز ولم يغضب الروس من استخدامنا لها لأنها أكسبت هذه الصواريخ سمعة عالمية”.

وتابع: “قلت لسليماني أنه من باب اللياقة يجب ان نخبر الرئيس الأسد بأننا نرغب مع سليماني بإيصال صواريخ كورنيت الى قطاع غزة، وهذا ما حصل، ولم يمانع الرئيس الأسد بذلك”. وشدد على توافر “الدعم الإيراني المطلق للفصائل الفلسطينية ودونما تحفظ”، مشيرا الى أسوأ عشر سنوات عاشتها الفصائل الفلسطينية على الصعيد المادي. لقد كان الدعم الايراني مطلقا سياسيا وماليا ولوجستيا وعاطفيا للفصائل الفلسطينية”.

ولفت الى ان “الرئيس الأسد لم يكن مرتاحا لموقف حركة حماس تجاه ما حصل في سوريا لكنه لم يكن منزعجا من علاقتنا معها”. وأبدى عدم مفاجأته بالخذلان العربي لجهة قضية فلسطين، وأن مسألة التطبيع كانت قائمة قبل الاعلان عنها بشكل رسمي. وشرح نظرته لما حصل وقال: “القناع سقط وانكشف في حين ان المنافقون يخرجون من الصفوف”، معتبرا أن “ما حصل هو من العلامات الايجابية عندما تتمايز الصفوف، ولأن الله لا يعطي النصر لخليط، بل يعطيه لأهله”.

وخاطب الشعب العربي وخصوصاً الفلسطيني بالقول: “إن أغلب هذه الانظمة باعت فلسطين وكانت عبئا عليهم، لذلك كانوا يحتاجون الى وقت لتدجينها وخلق عدو آخر هو ايران بعد أن خاضوا معارك ضد السوفياتي في افغانستان، لكنهم لم يقاتلوا من أجل فلسطين”. وأشاد ب”القدرات العسكرية للأخوة في قطاع غزة حاليا، وخاصة أن الارادة والتصميم والعزم هو الأساس، وهو متوافر عندهم”. وأعلن “ان قدرات المقاومة في كل مكان ممتازة وأهمها الارادة والعزم على المواجهة”.

وردا على سؤال حول فلسطينيي أراضي الـ48 وما يمكن أن يقوله لهم في حال حصول حرب، قال: “إنهم أهلنا وهم أكثر الناس تطلعا الى تحرير فلسطين، وأنا أرفض تسميتهم عرب ال48 لأنهم هم فلسطينيون عرب”، مشيرا الى أنه “في حال حصول أي حرب مقبلة يمكن ان تكون عقول وقلوب فلسطينيي ال48 معنا”.

وعن لقائه مع اسماعيل هنية في الضاحية الجنوبية قبل فترة قال: “بسبب الاحداث في سوريا بردت العلاقة بيننا، لكن في لقاءاتي الكثيرة معه هنا في الضاحية تطرقنا الى أمور عديدة وأغلبها استراتيجية، بما فيها موضوع سوريا”، متوقعا أن تعود العلاقة بين حماس وسوريا، “لكنها تحتاج الى وقت”.

ونفى السيد نصرالله “أن يكون قد تحدث مع هنية في موضوع الاخوان المسلمين في سوريا” لافتا الى “ان هذا الأمر يمكن للقيادة الايرانية ان تتحدث فيه أكثر”.

وأكد “أن محور المقاومة استطاع تحقيق انتصارات، وهو اليوم أقوى من أي يوم مضى، مقارنة مع الاميركي الذي صرف 7 تريليونات دولار، كما كشف ترامب، لكن ما هي النتيجة؟ لقد انسحبت اميركا من العراق”.

وأعلن أن “الانتقام لدماء الشهيدين سليماني وابو مهدي المهندس هو واجب ومن باب الوفاء لهما”، مؤكدا “أن كل من اخذ القرار وشارك وأعطى الاوامر ونفذ عملية الاغتيال سيلقى العقاب، مهما طال أو قصر الزمن”.

وسئل عن دور سليماني و”حزب الله” في سوريا فقال أنه في اليوم الثاني لاسقاط الرئيس حسني مبارك وصل سليماني الى الضاحية وكان قلقا مما يحضره الاميركي بالنسبة لسوريا، وبعد ذلك ذهبت أنا للقاء الرئيس الأسد وأخبرته باجواء اللقاء”، كاشفا عن خطأ تقديرات معارضة النظام لرفضهم من البداية الدخول في حوار سياسي، ولكن لأنه تم استغلالهم في الحرب الكونية التي حصلت على سوريا”، مشيرا الى “جهد سياسي بذلته ايران في هذا المجال مع قوى سياسية في سوريا مثل الاخوان المسلمين، ودولة قطر لكن جميعهم كان يقول أن النظام ساقط لا محالة”.

ولفت الى “انه في تلك المرحلة كان المشروع كبيرا للمنطقة ودخلت فيه اميركا وتركيا وقطر. وهدفهم تبديل الانظمة والمجيء بآخرين لهم مقبولية شعبية، وأيضا بالعلاقة مع اسرائيل، ومحاصرة المقاومتين اللبنانية والفلسطينية وانهائهما”.

وشرح أسباب المشاركة في سوريا أنه “كان علينا إما ان نستسلم وإما نقاوم، لذلك كان خيارنا واضحا نحن وبقية أصداقائنا”. مشددا على “أن الحرب على سوريا كانت أيضا بسبب ميزة سوريا وموقعها وثرواتها ودورها السياسي، وليس فقط موقفهم المؤيد لفلسطين وقضيتها”. وكشف “أن صمود القيادة السورية والرئيس الاسد والجيش السوري هو الاساس والأصل وبعد ذلك أتى الحلفاء مثلنا ومثل الايرانيين والعراقيين، وبعدنا بخمس سنوات أتى الروس لكننا لا يمكن ان ننكر أهمية الدور الروسي”. وأكد أن الرئيس الأسد لم يغادر دمشق رغم صعوبة الوضع إلا مؤخرا، لكنه كان متماسكا ولم ألاحظ أي وهن في شخصيته”.

وتحدث نصرالله عن التنسيق الايراني الروسي وذهاب سليماني الى موسكو ولقائه بوتين والنقاش الذي دار بينهما حول أمور عسكرية، وأن بوتين قال لسليماني نتيجة هذا اللقاء أنه موافق على ما عرضه عسكريا، وانه سيقدم المساعدة، وبعد ذلك حصل الدخول الروسي الى سوريا. واعتبر أن “روسيا بعد دخولها الى سوريا عادت الى الخريطة العالمية”.

MTV

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us