هذه الكلماتُ لكَ… يا بطل!

كتبت جيسيكا حبشي في موقع mtv:

يحلّ شهر الاعياد اليوم. شهر الخير والبركة والكثير من الحبّ والعطاء. لا خبرَ ولا سبقَ إعلاميّاً في هذه السّطور. لا مقابلات ولا مصادر ولا تحليلات. فلنكن لمرة واحدة إيجابيّين بالرّغم كلّ السوداوية من حولنا.
إن نَقَرتَ على هذا العنوان، فهذا يعني أنّك بطلٌ ومقاومٌ، ليس لأنّك ما زلت على قيد الحياة في نهاية أسوأ عامٍ مرّ على اللبنانيّين، بل لأنك ما زلت تبحثُ عن بشرى على شكلٍ خبر على موقعنا، وفي كلّ مكان. باختصار، في هذه السّطور أنتَ الخبر أيّها القارئ، ولكَ نكتب.

الى كلّ أمٍّ تبتكرُ من حواضر البيت لتُحضّر الطعام لأولادها من دون أن يشعروا بأيّ نقصٍ، أنتِ بطلة. الى كلّ أب يصل ليله بنهاره ويعمل أكثر من مهنة ليؤمّن مدخولاً متواضعاً لعائلته، أنتَ بطل. الى كلّ أخٍ يقسم راتبه بينه وبين إخوته ليُخفّف الحمل عن كاهل والديه، أنتَ بطل. الى كلّ جدّة استنزفت مونتها لتُطعم أولادها وأحفادها، أنتِ بطلة.

الى كلّ طبيبٍ يرفض أن يدفع له مريضٌ فقير ثمن “الفحصيّة”، أنتَ بطل. الى كلّ عسكريّ لا يزال يحمل سلاحه ويقف أمام الحاجز، أنتَ بطل. الى كلّ صاحب “سوبرماركت” يغضُّ النظر عن سرقة صغيرة “بيضاء” أقدم عليها مُحتاج، أنتَ بطل. الى كلّ نادلٍ يقدّم الخدمة للطاولات بضحكةٍ ليجمع قسط الجامعة للسّنة المُقبلة بعدما أُجبر على تفويت سنته الدراسيّة، أنتَ بطل.

الى كلّ معلّمٍ يحضر الى المدرسة رغم راتبه المتواضع ليؤدّي رسالته وواجبه تجاه تلاميذه، أنتَ بطل. الى كلّ طفل يضع الكمامة ويحمل حقيبة فيها كتب مستعلمة وبعض الأقلام وقليل من الطّعام، أنتَ بطل. الى كلّ سائق أجرة لا يزال يجول في الاحياء والشوارع بحثاً عن راكبٍ، أنتَ بطل. الى كلّ مريض سرطان يبحث عن أدويته، أنتَ بطل. الى كلّ صيدليٍّ لم يجمع الدواء ولم يحرم منه أيّ مريض، أنتَ بطل.
الى هؤلاء، وإليكَ أنتَ الذي تقرأ هذه السّطور، مهما كانت مهنتك، ومهما عانيت ولا زلت، ومهما كان همّك كبيراً، إعلَم أنّكَ بطل. نستحقّ بعد كلّ ما عشناه وما ينتظرنا بعضاً من الكلمات المُشجّعة، نستحقّ جميعاً أوسمة على نضالنا وتضحياتنا. فلنصفّق لأنفسنا طالما أنّ أكفّنا فارغة، فلنرفعها أيضا صوب السّماء للصلاة. يجوز أيضاً أن نشدّ على أيدي بعضنا البعض كلّما التقينا خلال هذا الشّهر لنقول: “إنتَ بطل، وأنا كمان”.

مواضيع ذات صلة :

لا أوسمة للترسيم

أوسمة لأفراد من العائلة

أوسمة آخر العهد