فرص استثمارية واعدة أمام لبنان… والمغتربون “عرّابوها”


أخبار بارزة, خاص, مباشر 22 نيسان, 2022

كتبت ناديا الحلاق لـ “هنا لبنان”:

رغم الأزمات المتتالية والانهيار الاقتصادي المتسارع الذي ضرب لبنان وقطاعاته وحدهم المغتربون “نفط لبنان وثروته” ما زالوا يشكلون طوق النجاة الذي يتمسك به لبنانيو الداخل سيما وأن تحويلاتهم المالية “الدسمة” تطعم الجائع وتخفف من الهم المعيشي.
وتقدّر تحويلات المغتربين المرسلة إلى أهاليهم وعائلاتهم بمليارات الدولارات سنوياً، ما جعلهم أعمدة أساسية للاقتصاد.
ويفوق عدد اللبنانيين المقيمين في بلاد المهجر عدد سكان لبنان بـ 4 أضعاف تقريباً، قسم كبير منهم يحتلون مراكز قيادية في شتى القطاعات ويسهمون في تنمية هذه الدول وتطورها، فماذا لو تم استعادة ثقة المغترب بسياسيي لبنان؟ هل يمكننا التحدث عن استثمارات جديدة واعدة في حال تغيير هذ الطبقة؟ وهل يصلح العطار ما أفسده الزمن؟
رئيس اتحاد مجالس رجال الأعمال اللبنانية – الخليجية سمير الخطيب يقول لـ “هنا لبنان”: “مما لا شك فيه إن تشجيع الاستثمار الداخلي وجذب الاستثمارات الخارجية يتطلب بشكل أساسي وجود استقرار طويل الأمد في لبنان، لذلك لا يمكن ربط هذا الموضوع بتغيير الطبقة السياسية أو بقائها فقط، بل أيضاً بوجود تفاهمات بين القوى السياسية مرضي عنها إقليمياً ودولياً تقود الى استقرار حقيقي”.
ويمكن استبيان ذلك في الأعوام 2008 و2009 و2010، حيث كان هناك تفاهم إقليمي وكذلك بين القوى السياسية المحلية على تنظيم خلافاتهم، وقد أدى ذلك إلى ازدهار البلد على مختلف المستويات حيث حققنا نمواً اقتصادياً خلال هذه السنوات بنسب 7% و8% و9% على التوالي.
ويضيف: “اليوم البلد أمام فرصة واعدة في مجال الاستثمار وهي تتعلق بتنفيذ البرامج الاستثمارية التي أقرت في مؤتمر “سيدر” لتطوير البنى التحتية والتي تبلغ قيمتها 11 مليار دولار، الاستثمار بمجال النفط والغاز مع بدء التنقيب في مياه البحر المقابلة للشواطئ اللبنانية، الاستثمار في إعادة إعمار مرفأ بيروت ومحيطه وهناك جهات محلية ودولية مهتمة بالموضوع، فضلاً عن استثمار القطاع الخاص في القطاعات لعل أبرزها في الصناعة والسياحة والزراعة”.
وفي سؤال عن دور المغتربين اللبنانيين في نمو الاقتصاد اللبناني، يجيب الخطيب: “المغتربون هم كنز لبنان وركيزة أساسية من ركائز كيانه. وهنا أودّ أن أتوجه إليهم بجزيل الشكر والامتنان على كل ما فعلوه تجاه بلدهم، وخصوصاً خلال الأزمة الاقتصادية التي نمر بها، لأنه لولا المغتربين الذين حولوا لعائلاتهم الأموال من الخارج لكانت الأوضاع الاجتماعية والمعيشية في غاية السوء، لذلك فإن المغتربين شكلوا العامل الأساسي في منع الانهيار والانفجار الاجتماعي”.
ويتابع: “المغتربون لم يتركوا لبنان ولا لحظة، لذلك نحن على يقين أنه وعند استقرار الأمور فإنهم سيكونون في طليعة المنخرطين في عملية النهوض وإعادة إعمار البلد والاستثمار فيه”.
ويختم الخطيب: “نحن كاتّحاد مجالس رجال الأعمال اللّبنانية نصب جهدنا بالتنسيق والتعاون مع الهيئات الاقتصادية على إعادة العلاقات بين لبنان ودول الخليج وخصوصاً مع المملكة العربية السعودية إلى وضعها الطبيعي، لأن لدينا قناعة تامة بأن معالجة هذا الموضوع ستساهم بشكل كبير في استعادة لبنان عافيته واستقراره وتوازنه، خصوصاً أن لدينا قناعة مطلقة بضرورة الحفاظ على علاقة لبنان الأخوية والإنسانية التاريخية مع هذه الدول الشقيقة والتي كانت على الدوام تقف إلى جانبنا في السراء والضراء”.
بدوره يشدد رئيس هيئة تنمية العلاقات الاقتصادية اللبنانية- الخليجية إيلي رزق أنّ علينا جذب الاستثمارات عوضاً عن الاقتراض، وتلك الاستثمارات كي تأتي نحن بحاجة إلى إعادة تكوين الثقة التي تتطلب بدورها تغيير الطبقة السياسة الفاسدة.
باندفاع وثقة يؤكد رزق على أن لبنان ليس بحاجة إلى مساعدات فالشعب ليس مفلساً ولكن منهوب، ولبنانيو الانتشار لديهم القدرة على إنقاذ اقتصاده من خلال إمكانياتهم المالية شرط أن تطبق الدولة اللبنانية مفهوم الشراكة بين القطاعين العام والخاص.
ويعطي مثالاً: الشراكة في قطاع الكهرباء من شأنها جذب الاستثمارات وتخفيف العجز عن الدولة وتقليص أعداد موظفي القطاع العام وتأمين خدمة كهرباء جيدة للمواطن، وكذلك الحال بالنسبة لقطاع الاتصالات وقطاع المياه والنقل وغيرها.
ويضيف: “هذه العملية سهلة وممكنة لكن القوى السياسية الحالية لا تريد تطبيق هذه الخطط، لأن في لبنان ترتبط السيطرة السياسية بالسيطرة الاقتصادية ارتباطاً وثيقاً”.
كما يؤكد أن اللبنانيين في بلاد الانتشار لديهم القدرة المالية على الاستثمار بحدود الـ 30 مليار دولار وهو رقم يفوق ما يمكن أن تقترضه الدولة من البنك الدولي. لبنانيو الانتشار هم ثروة لبنان ونفطه وأعجوبة اقتصاده. وخير دليل على ذلك أن جزءًا كبيرًا من الشعب اللبناني ما زال صامداً رغم كل الظروف الصعبة وتقلبات سعر صرف الدولار بسبب هؤلاء المغتربين وتحويلاتهم المالية إلى عائلاتهم.
ويشير رزق إلى انتخابات نيابية مفصلية تقرع أبواب اللبنانيين، فبعد ثورة شعبية طالبت بالتغيير وبعد سنوات من الانهيار على مختلف الأصعدة، اقترب الوصول إلى مفترق طرق ستحدد اتجاهه أصوات الناخبين لرسم مستقبل لبنان على مدى أربع سنوات، مطالباً اللبنانيين التصويت للأشخاص المناسبين لا الانجرار وراء الأحزاب والتيارات بهدف إحداث الإصلاح والتغيير الحقيقيين.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us