فيتامين “D”.. متى يصبح خطراً يهدد صحتك؟

صحة 9 أيلول, 2025

على الرغم من فوائد فيتامين “D” التي لا يغفل عنها أحد، إلا أن زيادة معدلاته في الجسم؛ تسبب ما يُطلق عليه (سُمِّيَّة فيتامين “D”)، وغالبًا ما يحدث نتيجة تناول جرعات كبيرة من المكملات الغذائية.

إن هذه السمية والمعروفة أيضًا باسم فرط فيتامين D، هي حالة نادرة ولكنها خطيرة محتملة، تحدث عند تناول جرعة زائدة من فيتامين D، عادةً من المكملات الغذائية وليس من الشمس أو الطعام.

وبحسب ما جاء في تقرير نشرته صحيفة Times of India، تكون النتيجة النهائية هي تراكم الكالسيوم في الدم، مما يمكن أن يُلحق الضرر بالعديد من الأعضاء، وخاصة القلب والكلى.

لأن فيتامين D قابل للذوبان في الدهون، فإنه يُخزن في دهون الجسم والكبد – على عكس الفيتامينات القابلة للذوبان في الماء، حيث يتم التخلص من الفائض.

ووفقًا لموقع “مايو كلينك”، تحدث سمية فيتامين D دائمًا تقريبًا نتيجة تناول جرعات عالية من المكملات الغذائية لفترة طويلة – وليس من الطعام أو التعرض لأشعة الشمس المباشرة، لأن الجسم يمكن أن يتوقف عن إنتاجه الزائد في هذه الحالات. كما أن بعض الأشخاص أكثر عرضة للخطر، مثل أولئك الذين يتناولون جرعات عالية من فيتامين D بوصفة طبية أو أولئك الذين يعانون من حالات تؤثر على استقلاب فيتامين D (مثل بعض أمراض الكلى أو الكبد).

الجرعة الزائدة
أما بالنسبة للجرعة الزائدة، فعادةً ما تبدأ السمية عندما تتجاوز مستويات 25(OH)D في الدم (وهو الشكل الرئيسي لفيتامين D في الدم) 150 نانوغرام/مل، وهو أعلى بكثير من المعدل الطبيعي الذي يتراوح بين 20 و50 نانوغرام/مل. لذا، فإن الحد الأقصى الآمن للبالغين هو 4000 وحدة دولية يوميًا ما لم يوصِ الطبيب بغير ذلك.

الجرعة اليومية
ولأن تناول فيتامين D يوميًا ضروريًا لصحة العظام، ودعم المناعة، والصحة العامة. توصي السلطات الصحية لمعظم البالغين بتناول حوالي 600-800 وحدة دولية (15-20 ميكروغرام) يوميًا، بينما يمكن أن يستفيد كبار السن من جرعات أعلى قليلًا للحفاظ على قوة العظام.

كما يحتاج الأطفال والرضع إلى كميات أقل، عادةً ما بين 400 و600 وحدة دولية يوميًا. يمكن الحصول على فيتامين D من أشعة الشمس والأطعمة المدعمة والمكملات الغذائية. ويمكن أن يؤدي تناول كميات قليلة جدًا إلى نقص في الكالسيوم، بينما قد يُسبب الإفراط في تناوله التسمم. وبالتالي، فإن استشارة الطبيب تضمن الجرعة المناسبة بناءً على العمر ونمط الحياة والحالة الصحية.

يؤدي تناول كميات كبيرة للغاية من فيتامين D إلى زيادة امتصاص الكالسيوم في الأمعاء، مما يُحفز العظام على إطلاق المزيد من الكالسيوم في الدم. يؤدي هذا التفاعل المتسلسل إلى ارتفاع مستويات الكالسيوم في الدم وهو مؤشر رئيسي على التسمم، يتسبب فيما يلي:

الكلى: وفقًا لدراسة نُشرت في دورية Cureus، يمكن أن يُسبب فرط الكالسيوم حصوات الكلى وتلف الكلى، وحتى إصابة كلوية حادة، مما يُقلل من قدرة الكلى على تصفية الدم والتخلص من الفضلات، مما يمكن أن يؤدي إلى فشل كلوي في الحالات الشديدة.

القلب: يُشير تقرير صادر عن المعاهد الأميركية الوطنية للصحة إلى أن فرط كالسيوم الدم يُمكن أن يُسبب اضطرابًا في نظم القلب، مما يمكن أن يُسبب عدم انتظام ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم، وفي الحالات الشديدة جدًا، قصور القلب أو النوبات القلبية. أعراض سمية فيتامين D
يمكن أن تكون أعراض التسمم بفيتامين D خفية في البداية أو تبدو غير مرتبطة بتناول الفيتامين، وهي كالأتي:

مراحل مبكرة: الغثيان والتقيؤ والإمساك وفقدان الشهية وفقدان الوزن والتهيج والارتباك والضعف والتعب.
مؤشرات الجفاف: جفاف الفم والعطش والتبول بكثرة، وعلامات مثل جفاف الجلد نتيجة فقدان الجسم للماء أثناء محاولته التخلص من الكالسيوم الزائد.
الجهاز العصبي: الصداع والارتباك وأحيانًا النعاس، أو حتى حالات ذهنية غير طبيعية مثل الذهول والغيبوبة إذا كانت شديدة جدًا.
متعلق بالكلى: كثرة التبول وألم أو حصوات في الكلى وعلامات تلف الكلى نتيجة الإفراط في تصفية الكالسيوم.
متعلق بالقلب: عدم انتظام ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم، وفي بعض الحالات، ألم في الصدر أو إغماء بسبب اضطرابات خطيرة في نظم القلب.

مضاعفات محتملة
يمكن أن يؤدي تجاهل العلامات التحذيرية وترك سمية فيتامين D تتفاقم إلى التسبب في حدوث بعض المشاكل الخطيرة طويلة الأمد:

* تلف أو فشل كلوي: يمكن أن تُصاب الكلى بإجهاد شديد لدرجة فقدان وظائفها بشكل دائم، مما يتطلب غسيل كلوي.
التأثيرات القلبية: تتفاقم اضطرابات نظم القلب إلى درجة تلف في القلب بما يُهدد الحياة، خاصةً لدى الأشخاص المُعرّضين للخطر بالفعل (مثل كبار السن أو المصابين بأمراض القلب).

*أعراض أخرى: التهاب البنكرياس وتكلس الأنسجة الرخوة وقرحة المعدة، وأعراض نفسية – جميعها مرتبطة بفرط الكالسيوم في الجسم.

الوقاية من السمية
يوصى بالالتزام بالجرعة المُوصى بها، إذ يكفي بالنسبة لمعظم البالغين 600-800 وحدة دولية يوميًا. لا يمكن تناول جرعات كبيرة بقرار من الطبيب.
وفي حال وصف الطبيب لجرعات عالية، فإنه عادةً يُراقب مستويات فيتامين D والكالسيوم بانتظام من خلال فحوصات الدم، خاصةً لدى الأشخاص المُعرّضين لخطر انخفاض أو ارتفاع الكالسيوم أو الذين يُعانون من مشاكل في الكلى.

أطعمة يجب تجنبها
يمكن أن تُصعّب بعض الأطعمة على الجسم امتصاص فيتامين D أو الاستفادة منه بفعالية. تتداخل الأطعمة المصنعة والسكر الزائد والحبوب غير المنقوعة والبقوليات النيئة مع امتصاص العناصر الغذائية أو وظائف الكبد. يمكن أن يُساعد الحد من هذه الأطعمة، مع التركيز على نظام غذائي متوازن، في تحسين مستويات فيتامين D بشكل طبيعي.

تعتمد صحة القلب على اتباع نمط حياة صحي. ينبغي اتباع نظامًا غذائيًا صحيًا غنيًا بالفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة والبروتينات قليلة الدهون والمكسرات وأحماض أوميغا-3 الدهنية، مع الحد من الملح والسكر والدهون المشبعة. كما يجب الحفاظ على النشاط البدني بممارسة 150 دقيقة على الأقل من التمارين المعتدلة أسبوعيًا، مثل المشي وركوب الدراجات والسباحة.

ويراعى الحفاظ على وزن صحي لتخفيف الضغط على القلب والتحكم في مستوى الكوليسترول وضغط الدم وسكر الدم. كما يجب تجنب التدخين لأنه يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب. اما فيما يتعلق بالصحة النفسية، يوصي الخبراء بالتحكم في التوتر من خلال ممارسة اليقظة الذهنية واليوغا وتقنيات الاسترخاء. وأخيرًا، تدعم الفحوصات الدورية صحة القلب بشكل غير مباشر على المدى الطويل.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us