الرياضة والحروب… نكسات ودمار

رياضة 2 آذار, 2022

خاص هنا لبنان – كتابة موسى الخوري
لطالما اقترنت الرياضة بالإنجازات والبطولات والمجد وفرحة الناس برؤية انتصارات أبطالهم يزينون صدورهم بالميداليات ويفرحون بحمل كأس طالما جهدوا للظفر بها.

ولكن الرياضة كما سائر الأمور على وجه الكرة الأرضية تتأثر بمحيطها. وها نحن اليوم نشهد على خلط أوراق كثيرة على إثر الحرب المندلعة بين روسيا وأوكرانيا.

قد يقول البعض: “ما دخل هذا بذاك؟” الجواب بسيط جدًا، عند الحروب يتوقف العالم عن الدوران بشكل جزئي أو حتى شبه كلّي.

وفي نظرة عامة للأمور، ندرك أن مصادر شظايا هذه الحرب ليست فقط عسكرية وجيوسياسية واقتصادية بل تعدت كل الحسابات لتدخل الرياضة العالمية في أتون حرب يتمنى الجميع أن تنتهي اليوم قبل الغد.

أولى النتائج السلبية وصلت أخبارها من إنكلترا، فقد فضّل الملياردير الروسي رومان ابراموفيتش الابتعاد عن نادي العاصمة الإنكليزية تشلسي مفسحًا في المجال أمام أي طامح ليتسلم زمام المبادرة مكانه. ولا يختلف أحد على أن النادي اللندني عاش أجمل حقبة بتاريخه مع ابراموفيتش حيث فاز منذ قدومه موسم ٢٠٠٤/٢٠٠٥ بدوري أبطال أوروبا مرتين (٢٠١٢ و ٢٠٢١) بالاضافة إلى خمسة ألقاب للدوري الإنكليزي ومثلها من كأس انكلترا العريقة وثلاثة ألقاب في كأس الرابطة المعروف بمسمى كاراباو حاليًا عدا عن أنه كان وما زال موضع استقطاب للكثير من لاعبي الصف الأول في كرة القدم.

كذلك هي الحال بالنسبة لنادي ايفرتون. صحيح أنه لم يحقق الانتصارات منذ فترة، وصحيح أيضًا أنه يتخبط في أسفل ترتيب دوري بلاده، ولكنه نادٍ عريق يملك في جعبته العديد من البطولات المحلية أهمها ٩ بطولات لدوري انكلترا وكأس الكؤوس التي كان له أهمية كبيرة قبل أن يحذفه الاتحاد الدولي لكرة القدم من رزنامته.

الملياردير الروسي اليشير عثمانوف يملك حصة كبيرة من ملكية نادي ايفرتون وهو يفوّض رجل الأعمال فرحات مشيري ليدير زمام أمور النادي الثاني في مدينة ليفربول، ثالث أكبر مدينة إنكليزية بعد لندن ومانشستر. فقد اضطر النادي لإلغاء كل العقود مع الروس بعد تفاقم حدة الاشتباكات بين الروس والأوكرانيين واتخاذ قرار بشبه إجماع دولي على مقاطعة روسيا وكل ما ومن يتعلق بها. ربما قد يكون ايفرتون بحاجة إلى الدعم الروسي حاليًا ولكنه لا يقدر على مخالفة قرار المملكة بالتعامل مع الروس.

هذا في كرة القدم الإنكليزية، أمّا في ما يتعلق بالمسابقات الأخرى نجد أن المنتخب الروسي أقصي من التصفيات النهائية من كأس العالم بعدما كان سيواجه بولندا في آخر مراحل تصفيات مونديال ٢٠٢٢. قد يفرح البولنديون بهذا الخبر كونهم سيتخطون خصمهم بدون أن يضطروا لمواجهته ولكن ما ذنب الرياضيين الروس الذين كانوا يمنون النفس بالمشاركة في أكبر عرس كروي مع نهاية هذا العام؟

وبالنسبة لدوري أبطال أوروبا، فقد نقلت المباراة النهائية التي كان من المفترض أن تجرى في مدينة سان بطرسبرغ الروسية إلى العاصمة الفرنسية باريس.

كما قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم فسخ عقده مع شركة غاز بروم الروسية وهي إحدى أكبر شركات الغاز العالمية وأحد أبرز الرعاة الأساسيين لمسابقات الفيفا.

وعلى المستوى الأولمبي، طلبت اللجنة الأولمبية الدولية من كل الاتحادات المنضوية تحت لوائها إقصاء كل الرياضيين الروس وكذلك حلفاء روسيا أي البيلاروسيين من كل المسابقات الأولمبية، مما يذكرنا بحقبة بداية التسعينات يوم أقصيت يوغوسلافيا السابقة عن كل الأنشطة الرياضة وكان أبرز مفاعيل هذا القرار استدعاء الدانمارك للمشاركة بدل يوغوسلافيا في بطولة أمم أوروبا عام ١٩٩٢ لتفوز بعدها الدولة الضيفة بلقب البطولة. كما يذكرنا بفترة إقصاء رياضيي جنوب أفريقيا عن كل الرياضات الدولية.

الوضع الآن محزن ومخيب في ظل الحرب، والكل يتمنى أن تنتهي هذه القصة على خير ويعود الرياضيون إلى مكانهم الطبيعي في الملاعب وليس على جبهات القتال.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us