الدوري اللبناني لكرة السلة: تحسّن مستمرّ وتعاقدات من الطراز الرفيع

كتب موسى الخوري لـ”هنا لبنان”:

بالرغم من كل ما يحصل في لبنان وحوله من أزمات ومشاكل اقتصادية ومالية وسياسية وحتى طبيعية، فإن كرة السلة اللبنانية برهنت أنها الرياضة التي تسير عكس تيار المصائب التي تطال المواطن اللبناني ووطنه وتأتيه من كل حدب وصوب.
هل هذا ما نطمح له؟ طبعًا لا، فطموح اللبنانيين بلا حدود وهم يمنون النفس برؤية منتخباتهم وفرقهم ولاعبيهم في أعلى المراتب. ولكن الواقع يفرض نفسه فنرى أن كرة السلة تحقق أكثر مما هو متوقع منها ضمن الإمكانيات المحدودة المتوافرة بين يديها.
هل الدعم كافٍ؟ طبعًا يمكن أن نحصل على أفضل من ذلك مقارنة بالميزانيات المرصودة من قبل دول الجوار لرياضاتهم المحلية. ولكن يكفي اللبنانيين أن بعض المتمولين يتكفلون بمصاريف الأندية من جيوبهم وينجحون في مقارعة أفضل وأكبر فرق المنطقة في رياضة كرة السلة.
بكل الأحوال، رياضة لبنان ما زال قلبها ينبض من خلال لعبة كرة السلة التي تبرهن يومًا بعد يوم أنّ الاستثمارات المرصودة لها من قبل بعض محبي اللعبة ما زالت تؤتي ثمارها، أقله على الصعيد الرياضي حيث نتائج الفرق والمنتخبات اللبنانية بمختلف فئاتها هي الدليل القاطع والبرهان الدامغ على أن لبلدنا لبنان طاقات هائلة لو وُظِفت في مكانها الصحيح لتمكنا من اجتراح المعجزات.
بالعودة إلى دوري كرة السلة المحلي، واضح أنّ التنافس سيشتعل بين فرق الصدارة الأربعة التي ستفعل كل منها ما بوسعها من أجل خطف اللقب في نهاية الموسم، وها هو نادي بيروت يقرر رفع السقف عاليًا عبر التعاقد مع لاعب من الطراز السوبر. لاعب تمكن من ترك بصمته على مباريات دورة دبي الدولية التي جرت مؤخرًا، فقدم مستوى غير عادي مع فريق سترونغ غروب الفيليبيني والذي وبالرغم من خروجه من الدور ربع النهائي أمام فريق الرياضي الذي توج بلقب بطولة الدورة لاحقًا، إلا أن الفيليبينيين قدموا للجمهور نجمًا فوق العادة هو شباز محمد الذي برهن عن علو كعبه من خلال أدائه الاستثنائي الذي دفع بنادي بيروت لاستقدامه واستغنائه عن لاعبين من فريقه هما كين هورتون وكليفلاند توماس والإبقاء على اللاعب كيني هايز الذي برز بدوره خلال المباريات التي خاضها حتى الآن مع فريقه بيروت.
من هو شباز محمد؟
لعب بداية لجامعة كاليفورنيا التي تعتبر من أبرز الجامعات التي تحقق نتائج بارزة في بطولة الجامعات، فهو يحمل بطولة الجامعات الأميركية ١١ مرة ومن الصعب جدًا على أي لاعب الالتحاق بصفوف فريقه إلا إذا كان نجمًا بارزاً. أداء شباز مكنه من أن يصل إلى الترتيب الرابع عشر بين أفضل لاعبي الجامعات المخولين الالتحاق بالدوري الأمريكي للمحترفين NBA فحظي فريق مينسوتا تيمبروولفز بخدماته ولعب في صفوفه لمدة خمسة مواسم لينتقل بعدها إلى فريق ميلووكي باكس ثم يترك الولايات المتحدة متوجهًا إلى الصين لخوض تجربة احترافية. وما زال شباز يبدع في الملاعب وكانت آخر محطاته كما ذكرنا في الفيليبين حيث كان يعتبر بيضة قبان فريقه. فهل سيتمكن من إضافة بصماته على نادي بيروت ويساعده على الاحتفاظ بلقب بطولة لبنان؟ الوقت مبكر نسبيًا للحديث عن هذا الموضوع ولكن الأيام المقبلة كفيلة بأن تكشف لنا الكثير.

مواضيع مماثلة للكاتب:

سوق الانتقالات حامية دائمًا.. ما هي آخر المعلومات؟

دوري كرة القدم وقصة إبريق الزيت.. السلبيات تفوق الإيجابيات

نوفاك ديوكوفيتش.. الاسطورة الحية