إليسا لغادة عون: “It’s OK”


خاص, فن 29 نيسان, 2024

إليسا، التي أظهر وثائقي نتفليكس “It’s OK”، المعارك التي خاضتها، والعوائق التي تجاوزتها، والانتصارات التي حققتها حتى وصلت إلى ما هي عليه، هي نموذج المرأة المناضلة، فالنضال لا يحتاج دائماً إلى ثوب ومطرقة، بل قد يكون أيضاً بصوت وأغنية وموسيقى!

كتبت نسرين مرعب لـ”هنا لبنان”:

لا أحد يعرف الغايات التي تدفع القاضية غادة عون، لإقحام نفسها في مواجهة مع إليسا، فتمنع العدالة من أن تأخذ حقّها، وتحجب عن الفنانة الشهيرة قناتها عبر منصة “يوتيوب”.

ولا يغيب الجانب السياسي، ربما، عن تصرف القاضية، فإليسا معروفة بأنّها “صاحبة رأي”، وموقفها من الحالة العونية ومن النائب جبران باسيل على وجه الخصوص يتّسم بالسلبية، وهذا ما صرحّت به مراراً.

وإليسا أيضاً لا تخفي تماهيها وحزب القوات اللبنانية، وتأييدها لمواقفه ولمواقف رئيسه الدكتور سمير جعجع على نقيض القاضية التي لقبت لتماهيها مع الغطرسة العونية بـ”قاضية العهد”، ففقدت المصداقية لدى اللبنانيين، ومطرقتها لم يعد لها أيّ صدى، إذ أصبح من المعروف مسبقاً أنّ قوس العدالة عند عون يميل حيث العونيين، وأنّ مهمتها تجاوزت القانون والدستور إلى حماية كل ما يمتّ للعونيين بصلة.

ولنا في ذلك، أمثولة، بملف الراحل ميشال مكتف، ناشر نداء الوطن ومدير عام شركة مكتف للصيرفة.

مكتف الذي توقف قلبه، بعدما أرهقته الكيدية، وبعدما تعمّدت عون التصويب عليه والافتراء لدواعٍ شخصية، وذلك بمؤازرة بعض الشعبويين الذين يمتهنون المحاماة، والذين وللمصادفة هناك مواجهة قضائية بينهم وبين عون اليوم.

معركة ميشال مكتف، قال فيها القضاء كلمته متأخراً، فبعدما أصبح الأخير في السماء، أبطل قاضي الأمور المستعجلة في منطقة المتن – جبل لبنان رالف كركبي، قرار غادة عون، الذي أقفلت بموجبه شركة “مكتّف للصيرفة” بالشمع الأحمر، وأمر برفع الأختام عن أبواب الشركة بعد مرور عام كامل على إغلاقها. وعدّ أنّ “استمرار إقفال أبواب هذه الشركة يشكل تعدياً واضحاً على حقوقها المشروعة لممارسة نشاطها التجاري”.

معركة عون مع إليسا لا تختلف في دوافعها عن المعركة التي سبق وخاضتها عون ضد مكتف.

وهذه المعركة أيضاً ستكون حتماً خاسرة، فهي معركة من يتعلق بقشّة، أو يبحث عن بروباغندا.. وهي معركة من لا هدف له سوى أن يشغل الإعلام به.
فأين هي غادة عون مثلاً، من المحامية التي تعرضت للاعتداء؟ وأين هي من قضية فيتامينات الأطفال الفاسدة؟ وأين هي مما تتعرّض له النساء يومياً من عنف ولما تتعرض له أمومتهنّ من ابتزاز وحرمان؟ وأين هي من معاناة اللبنانيين وأوجاعهم؟

ببساطة، غادة عون مغيّبة، على عكس إليسا، والتي يجب تبعاً للسردية النمطية أن تنشغل بأغانيها وحفلاتها وما تقدّمه من ترفيه، غير أنّها تخطت كل ما سبق بأن حولت حساباتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي إلى حساب للناس ولصوت الناس..

إليسا، التي أظهر وثائقي نتفليكس “It’s OK”، المعارك التي خاضتها، والعوائق التي تجاوزتها، والانتصارات التي حققتها حتى وصلت إلى ما هي عليه، هي نموذج المرأة المناضلة، فالنضال لا يحتاج دائماً إلى ثوب ومطرقة، بل قد يكون أيضاً بصوت وأغنية وموسيقى!

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us