خبز لبنان في سوريا وأبو الحسن: لا يريدون وضع المهربين عند حدودهم


أخبار بارزة, خاص 7 تموز, 2022

كتبت ناديا الحلاق لـ “هنا لبنان” :

تتوالى الفضائح في لبنان باستمرار محاولات التهريب إلى سوريا وفق المصلحة العليا لأحزاب أقوى من السلطة تهدف إلى تنفيذ أجندتها الخارجية الخاصة كدويلة على حساب الدولة، هم من سحبوا آخر “لقمة مدعومة” من فمّ شعبهم وقدموها لـ “الشقيقة” في الوقت الذي يواجه فيه المواطن نقصاً حاداً في الطحين ويتزاحم نساء ورجال بوجوه متعرقة ويائسة في طابور الانتظار من أجل الحصول على الكمية المسموح بها من الخبز.
إخبارات كثيرة عن التهريب قدمت للجهات المعنية، إلا أن مصيرها لم يكن دائماً كما يتمنى مقدموها، فعدد كبير من ملفات الإخبارات تم حفظه بطريقة تثير الكثير من التساؤلات، فيما بقي عدد آخر دون متابعة.
أمين سر كتلة اللقاء الديمقراطي النائب هادي أبو الحسن من بين الذين تقدموا بإخبارات لدى النيابة العامة التمييزية حول تهريب المازوت والطحين منذ عامين فكيف كان مسارها؟

يقول أبو الحسن لـ “هنا لبنان”: “في أيار 2020 تقدمت بإخبار باسم اللقاء الديمقراطي حول تهريب مادتي المازوت والطحين إلى سوريا، مع ذكر أسماء المعابر التي تتم عبرها العمليات، وطالبت المعنيين مراراً لوضع حد لهذه الأعمال غير الشرعية، كما زرت المدعي العام التميزي القاضي غسان عويدات الذي راجع الإخبار وحوله إلى الجهات المختصة، وناشدت حكومة حسان دياب والمجلس الأعلى للدفاع، ورغم ذلك لم يطرأ على الملف أي إجراء جدي ولم تتم ملاحقة المهربين”.
ويشير أبو الحسن إلى أنّ “التهريب مغطى سياسياً ولا إمكانية لوضع المهربين عند حدودهم، خصوصاً أنّهم أقوى من الدولة بفعل الأمر الواقع، لافتاً إلى أن الملف يراعي مصالح مشتركة حيث يهرّب من لبنان إلى سوريا المواد المدعومة في المقابل تدخل المنتجات والبضائع من سوريا إلى لبنان دون أن تخضع للرسوم الضريبية ما يكلف خزينة الدولة ملياري دولار سنوياً”.

ويؤكد أبو الحسن أن “التهريب سرّع من الانهيار المالي في لبنان إذ تشير التقديرات إلى أن قيمة البضائع المهربة إلى سوريا تتجاوز 20 مليار دولار خلال خمس سنوات”.

ويوضح أن “اللقاء الديمقراطي طالب مراراً بوقف عمليات التهريب وترشيد الدعم، إلا أن رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة السابق حسان دياب رفضا ذلك باعتبارهما حليفين وفيين لسوريا”.

ويأسف “لاستمرار عمليات التهريب دون توقف مهددة آخر المواد المدعومة وهي الطحين، مؤكداً أنه وسط أزمة الرغيف الذي يعاني منها اللبناني هناك 30% من الطحين اللبناني يدخل إلى الأراضي السورية بلا حسيب ولا رقيب”.
وفي وقت يعاني فيه الناس من أجل الحصول على الخبز الذي حدّدته الأفران بربطة أو اثنين كحد أقصى يومياً، تدخل آلاف ربطات الخبر إلى الأراضي السورية، إنّها فضيحة من العيار الثقيل وسرقة موصوفة للقمة عيش اللبنانيين، بحسب أبو الحسن.

التهريب تتولاه مافيات محميّة، عبر بوابتين، بوابة الشمال ويتم بغطاء سياسي، وبوابة البقاع ويتم بغطاء حزبي، فهل تهزّ فضيحة تهريب الخبز المعنيين؟

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us