مصابات بسرطان الثدي يروين معاناتهن في رحلة العلاج


أخبار بارزة, خاص 7 تشرين الأول, 2022

كتبت ناديا الحلاق لـ “هنا لبنان”:

في شهر تشرين الأول من كل عام تبدأ الحملات التوعوية في العالم بمخاطر سرطان الثدي وبأهمية الكشف المبكر والمتابعة النصف سنوية للنساء الأكثر عرضة للمرض، والذي يشكل الحلقة الأقوى في المسار العلاجي للمريض. فيما تُنفّذ في لبنان “إبادة جماعية” بحق المصابات اللواتي يعشن معاناة حقيقية مع تفاقم أزمة فقدان الأدوية المخصصة للعلاج في الصيدليات والمستشفيات وارتفاع أسعارها والتي أطلت برأسها خلال العام الماضي وما زالت.

وعلى الرغم من رصد مصرف لبنان مبالغ مالية تقدر بنحو 35 مليون دولار لاستمرار دعم أدوية مرضى السرطان والأمراض المستعصية، يعاني المرضى من عدم توفر معظم الأدوية ما يضطرهم إلى استيرادها من الخارج على نفقتهم الخاصة أو التوقف عن العلاج.

في لبنان 40% من النساء المصابات بالسرطان يعانين من سرطان الثدي، وفي ما يلي قصص ثلاث نساء مصابات بسرطان الثدي، يروين فيها معاناتهن في تلقي العلاج وتأمين الدواء.

يمكن اختصار معاناة مرضى السرطان في لبنان بأوجاع مهى المصابة بسرطان الثدي والتي ما زالت تحت وطأة العلاج الهرموني بعد أن أنهكتها شهور العلاج الكيميائي والإشعاعي.

وبيأس شديد تروي مهى معاناتها مع الخبيث الذي أصيبت به قبل سنة تقريباً، ومن صعوبة تأمين العلاج الكيميائي الذي أصبح “مستحيلاً” لكثير من المرضى بسبب ارتفاع تكاليفه، والدواء الذي أصبح مفقوداً من الأسواق.

وتقول: نحن نعيش في بلد لا نستطيع تلقي العلاج فيه، والدولة إن وجدت حلولاً فغالباً ما تكون مؤقتة وغير مجدية، العلاج الكيميائي تكاليفه خيالية، والدواء السلاح الوحيد لمحاربة المرض مفقود.

رحلة علاج مهى بدأت منذ أيلول الماضي، وبأعجوبة استطاعت تأمين كميات محدودة، أما في الأوقات التي لم تستطع تأمينهة دوائها فتحملت وجعها بصمت، في حين تمكنت وزارة الصحة منذ ذلك الحين من تأمين الدواء لها مرة واحدة فقط، حسب قولها.

وأضافت مهى: “مريض السرطان في لبنان متروك لمصيره المجهول، لا يتلقى الدعم المادي ولا المعنوي من الدولة، ويخوض معركة وجودية لتأمين علاجه بمفرده.

أما ديانا فتصارع سرطان الثدي بلا دواء، تكابر على وجعها من مرض قُدّر لها خارج إرادتها في بلد لا تتحمل فيه الدولة المسؤولية تجاه المرضى.

وتقول ديانا: “أين وزير الصحة من كل ذلك، حاولت التواصل معه مراراً ولم يرد على رسائلي، صرلي شهرين بلا دوا”.

فيما تقول والدة جويل التي اكتشفت اصابتها بسرطان الثدي بعد سنة من زواجها وهو ما قلب حياتها رأساً على عقب: “وكأنه لا يكفي المصابات بسرطان الثدي إصابتهن بداء ينهش أجسادهن، وفوق كل ذلك عليهن البحث عن الأدوية، معاناة المرضى تفاقمت حتى باتوا بغالبيتهم عاجزين عن توفير علاجاتهم أو تحمّل كلفة شرائها”.

وتتابع: “الأدوية مقطوعة في لبنان ووزارة الصحة لم تعد تؤمنها، حاولنا كثيراً التواصل معهم لمساعدتنا في تأمين بعض الأدوية لكن دون فائدة، فطلبنا الأدوية من الخارج وبالدولار الفريش لتستطيع ابنتي أن تتعالج”.

وتضيف: “بعد أن رفعت الدولة يدها نهائياً عن دعم أدوية مرضى السرطان نطلب الأدوية على نفقتنا الخاصة وإذا كانت بحاجة إلى 6 أدوية نطلب لها ضعف العدد من الخارج كي نضمن أنها ستسمر في تلقي العلاج”.

يحدث كل ذلك في ظل فشل الدولة في معالجة أساس الأزمة ووضع خطة طوارئ لتأمين ودعم أدوية السرطان، فيما تسعى بعض الجمعيات إلى تخفيف العبء المادي عن المرضى لمساعدتهم على مواجهة “الخبيث”.

وفي الإطار، يوضح هاني نصار، رئيس جمعية بربارة نصار لدعم مرضى السرطان أنه “في الشهر العالمي للتوعية حول سرطان الثدي الذي يصادف في تشرين الأول، تركز الحملات الصحية في جميع أنحاء العالم على تثقيف الناس حول الوقاية من المرض وعلاجه كما يعتمد العالم أجمع اللون الزهري كشعار لحملات التوعية من مخاطر هذا المرض الخبيث، فيما قلوب المصابات بسرطان الثدي في لبنان سوداء بسبب انتفاء أمل الشفاء.

ويتساءل: “كيف للدولة اللبنانية أن تعمل من أجل إشعال “الأضوية” الوردية و “أدوية” مرضى السرطان مقطوعة”؟

ويشدّد نصار على ضرورة التوصل إلى حلول جذرية لأزمة انقطاع أدوية الأمراض السرطانية وارتفاع كلفة العلاج، مؤكداً أن كل الأدوية مقطوعة عن المصابات بسرطان الثدي، وللأسف منذ رفع الدعم والأدوية البديلة مفقودة من الأسواق اللبنانية، ما أدى إلى توقف عدد كبير من المصابات عن تلقي العلاج”.

ويختم نصار: “سرطان الثدي كان يشخّص في مرحلة مبكرة في لبنان بعد تكثيف حملات التوعية والتطور الحاصل على صعيد الكشف المبكر، أما اليوم فنلاحظ ارتفاع الحالات المتقدمة بسبب ارتفاع أسعار الفحوصات التي تحول دون تمكنهم من إجراء الفحص المبكر”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us