جلسة تفجيرية في 13 تشرين.. و”الحزب” محرج!


أخبار بارزة, خاص 8 تشرين الأول, 2022

كتبت كريستل شقير لـ “هنا لبنان”:

13 تشرين الأول، تاريخ أليم لم ولن يفارق بال رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والتيار الوطني الحر منذ 1990 وحتى اليوم في محطة استثنائية يصر العونيون على تكريسها كنقطة محورية في مسيرة نضالهم المستمر.
وبالعودة إلى وقائع يوم 13 تشرين الأول 1990، شنّ الجيش السوري هجوماً على قصر بعبدا لجأ بعده الجنرال عون إلى السفارة الفرنسية ومكث فيها لأشهر قبل المغادرة إلى المنفى في فرنسا والبقاء هناك 15 عاماً.
أما 13 تشرين الأول 2022، كاد أن يكون يوماً طبيعياً تكثر فيه نشاطات التيار الوطني الحر لو لم يبادر رئيس مجلس النواب نبيه بري للدعوة إلى جلسة ثانية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية خلفاً للرئيس ميشال عون الذي تنتهي ولايته في 31 تشرين الأول الجاري، في هذا اليوم بالتحديد.
التيار الوطني الحر لم “يبلعها” وفيما الاتجاه لمقاطعة الجلسة وعدم المشاركة يترك الإعلان الرسمي إلى ما بعد اجتماع تكتل لبنان القوي الثلاثاء المقبل مع رفض الدخول بموضوع نوايا الرئيس برّي.
لكن الأجواء المقربة من عين التينة تصّر على إسقاط مقولة الاستفزاز والزكزكة السياسية من قاموس الدعوة إلى عقد جلسة بهذا التاريخ والرسالة الوحيدة التي أراد رئيس المجلس إيصالها هي محاولة انتخاب رئيس وفقًا للدستور وحفاظاً على تطبيقه مع استبعاد تعديل موعد الجلسة ليبقى للتيار الوطني الحر الحق الدستوري بالمشاركة أو عدمها بحسب المصدر عينه.
وبما أنها ليست المرة الأولى التي تحصل المصادفة فقبلها جلسة عامة في ذكرى اغتيال الرئيس بشير الجميل، تعلّق المصادر نفسها بالقول: الرئيس بري ليس حافظاً لكل التواريخ ولا يقف عندها وعند تحديد الموعد يتم الالتزام بالعطل الرسمية فقط. لتتابع: في الدعوة الماضية قالوا إن الرئيس بري فاجأهم ولم يعط النواب فرصة للتشاور واليوم حين أعطى أسبوعًا تم التصويب على الجلسة من باب انعقادها في ١٣ تشرين. وبدعوته إلى الجلسة، تختم المصادر، يفتح الرئيس بري مجالاً للحث على التوافق المفقود حول انتخاب الرئيس.
وعن حزب الله ومشاركة كتلة الوفاء للمقاومة في جلسة 13 تشرين، حتى الآن يبدو أن المشاورات تتكثف ولا قرار اتخذ بشأن المشاركة أو عدمها لكن من دون أدنى شك يشعر الحزب بشيء من الإحراج فالتيار الوطني الحر حليف ولا يمكن إلا احترامه والذكرى التي سقط فيها شهداء للجيش ولكن أيضاً تتوقف الأمور عند التضامن تحت عنوان 13 تشرين وعلاقته بالأحداث التي حصلت والنظام السوري.
في أغلب الظن، سيأخذ الحزب الوقت الكافي قبل أي قرار الذي لن يصدر قبل الثلاثاء أو الاربعاء المقبلين والتنسيق مع الحليف العوني قائم حول سيناريو يرسم للجلسة فتطيير النصاب وفق عدد النواب غير ممكن وإن لم تنجح هذه الخطة ستنقلب ضربة سياسية عليهما لذلك تدرس الأمور بتروٍ وهدوء ومهما كان، فالخيار فيه شيء من المرارة ولم يكن الحزب يتمنى وضعه في هذا الموقف.
وفي قراءة بزمان الجلسة ومكانها والمعطيات المحيطة بها، الصحافي نبيل بو منصف وفي حديث إلى “هنا لبنان” لا يرى تفسيراً منطقياً لدعوة الرئيس بري الذي كان بإمكانه تجاوز هذا التاريخ.
وإذا كانت من منطلق “النكاية” يقول بو منصف: فلا يجوز أن يقوم بها رئيس مجلس النواب ففي عزّ العمل على استحقاق رئاسي لا مجال لتصفية الحسابات وإقحامها في الاستحقاق الرئاسي فنحن نريد انتخاب رئيس للجمهورية ودور رئيس المجلس أن يكون متجرداً بمسألة إدارة الاستحقاق.
وعن مصير الجلسة، يشير بو منصف إلى أن المعطى السياسي لم يتبدل والأمور مكانك راوح ولو سُجل تقدم طفيف في تأييد اسم النائب ميشال معوض مقابل الاستقرار على الورقة البيضاء، فقوى التغيير في حال ضياع والنواب السنة المنضوون في كتلة الاعتدال والذين صوتوا لبنان في جلسة الانتخاب الأولى لا تلاقي بينهم وبين القوات والكتائب حول اسم معوض.
قد يكون مصير هذه الجلسة التي أريد لها أن تكون عاصفة لا بل متفجرة غير محسوم لكن الأكيد أنها ستفتح الباب على فصول تصعيدية جديدة على جبهة بعبدا – عين التينة التي لا تكاد تهدأ لتعود وتشتعل مجدداً.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us

Skip to toolbar