الـ “Vape” موضة تغزو لبنان: البديل المسرطن!


أخبار بارزة, خاص 14 تشرين الأول, 2022

كتبت ناديا الحلاق لـ “هنا لبنان”:

أينما اتجهت في لبنان، ستقع عيناك على حاملي السيجارة الإلكترونية vape المغرية، أبخرتها تتعالى من أفواه المدخنين في مشهد يثير الغرابة والفضول بعد أن اعتدنا مشهد الأركيلة والسيجارة التقليدية.

تستهوي الـ Vape بتصاميمها وأشكالها الجذابة إضافة إلى نكهاتها المختلفة بين طعم الفاكهة والحلويات والمشروبات الغازية فئة الشباب، وعلى الرغم من أنها تستخدم لمرة واحدة إلا أن شعبيتها آخذة بالازدياد، أسعارها تتراوح بين 300 ألف و400 ألف ليرة بحسب عدد السحبات والجودة والمواد الداخلة في تصنيعها، حتى تحولت في السنوات الأخيرة إلى موضة سلوكية سريعة الانتشار.

الدكتورة النفسية سهام رمضان تؤكد لـ “هنا لبنان” أن طوال عقود، وبسبب المخاوف المتزايدة المتعلقة بالصحة العامة، حاول قطاع صناعات التبغ العثور على طرق للحد من أخطار تدخين السجائر التقليدية. وكانت بعض التغييرات، كإضافة الفلاتر وتسويق سجائر خفيفة أو “لايت”، أوهاماً عن الحد من الضرر، وفي حين أنها حققت نجاحات تجارية كبرى، فإنها لم تحد فعلياً من الضرر الصحي اللاحق بالمستهلكين. ومن بين الطرق التي لجأت إليها كانت السجائر الإلكترونية والمعروفة بالـ Vape كونها طريقة أكثر أماناً لاستهلاك النكوتين، وربما حتى طريقة للإقلاع عن التدخين التقليدي، وعلى الرغم من ذلك فإن هذا الجهاز يحتوي على العديد من المواد الكيميائية التي تسبب بعض الأضرار للجسم عند الاستخدام على المدى الطويل.

وفي دراسة حديثة، وُجد أن الاستخدام اليومي للسجائر الإلكترونية التي تعتمد على البودات يمكن أن يغير الحالة الالتهابية للعديد من أعضاء الجسم، بما في ذلك الدماغ والقلب والرئتين والقولون، كما وُجد أن تأثير هذه السجائر الإلكترونية يختلف بحسب النكهة المستخدمة.

وتعدد د. رمضان الأضرار الناتجة عن استخدام السجائر الإلكترونية ومنها، التأثير على القلب فهي تبطئ معدل نبضات القلب وتؤثر على الأوعية الدموية. كما تتسبب بتسمم خلايا الجسم وتلف الأنسجة، وتؤدي أيضاً إلى تلف الرئتين والإصابة بسرطان الرئة وضرر في الجهاز التنفسي خصوصاً وأن النكهات تحتوي على الجليسرول وجليكول، ومن مخاطرها أيضاً أنها في بعض الأحيان تنفجر بطارياتها عند التدخين، ما يتسبب بإصابات بالغة.

وتوضح د.رمضان أن السيجارة الإلكترونية لا تقل خطراً عن السيجارة التقليدية، خصوصاً بعد انتشار استخدامها بين الشباب في السنوات الأخيرة والإدمان عليها.

وترى أن العلاج السلوكي من بين أهم الطرق التي تساعد المقلعين عن التدخين، إذ تعمل هذه الطريقة العلاجية على توفير بدائل لهذا السلوك غير الصحي بدلاً من اللجوء إلى الطرق المستحدثة ومنها الـ Vape الذي يؤدي إلى أمراض خطيرة.

وبحسب د. رمضان فإن الدراسات تؤكد أن نصف المدخنين تقريباً، الذين ينجحون في الإقلاع عن التدخين لا يحتاجون في ذلك لأي مساعدات. لكن عادة ما يحتاج هؤلاء لعدة محاولات لتحقيق ذلك، حسب نتائج خبراء الإدمان. ولهذا فإن الكثير منهم يحتاجون إلى دعم، يساعدهم على الإقلاع بشكل دائم عن السجائر.

وتضيف: “ما يميز استخدام العلاج السلوكي عن غيره من الوسائل هو قدرته على خلق تغيير سلوك المقلعين عن التدخين على المدى الطويل. ويمكن القيام بهذا العلاج بشكل فردي أو في إطار جماعي. هذا في حين أثبتت التجارب أن العلاج داخل المجموعات أكثر نجاعة بسبب التأثير الإيجابي للعمل الجماعي”.

وتتابع: “خلال فترة العلاج يتم مناقشة المخاوف النموذجية المرتبطة بالإقلاع عن التدخين مثل زيادة الوزن، والتعامل مع هجمات الحنين للتدخين أو حالات الإجهاد وغيرها من العوامل، التي تدفع المقلعين للعودة إلى التدخين”.

وتقول: “مع بدء الإقلاع عن التدخين تظهر العديد من الأعراض الجسدية، التي ينبغي التعامل معها بشكل عقلاني. ولهذا فهناك بعض الوسائل المتاحة مثل منتجات النيكوتين كالعلكة، وبعض المستحضرات الأخرى، التي تساعد في التخفيف من حدة هذه الأعراض. هذا بالإضافة بعض الأدوية التي يوصي بها الأطباء.

هذا بالنسبة للنواحي الصحية والنفسية أما فيما يتعلق بالجانب الاقتصادي، فيوضح المحلل الاقتصادي محمد أبو الحسن أن سوق الـ “Vape” نما بشكل كبير خلال السنوات الماضية في لبنان والعالم، مسجلاً مبيعات بمليارات الدولارات، مشيراً إلى أن الغالبية الساحقة من المدخنين هم من البلاد ذات الدخل المتوسط أو المنخفض، فمصنعوه استطاعوا إدخاله إلى البلاد العربية بسهولة وتحقيق أرباح طائلة، ما ساهم في تقليص العملة الصعبة في مجتمعاتنا.

ويلفت إلى أنه في لبنان ورغم الأزمة الاقتصادية التي نعيشها نرى ظاهرة الـ “Vape” منتشرة بقوة، يسعر بالدولار وفي معظم مراكز بيع التبغ يرفضون بيعه بالليرة اللبنانية، ويتوقف سعره على عوامل عدة منها: النوع والمواد الداخلة في تصنيعه، وما إذا كان قابلاً للاستخدام أكثر من مرة.

ويشير أبو الحسن إلى أن “سبب ارتفاع معدلات استخدام الفيب في لبنان مقارنة مع دول متقدمة يعود إلى عدم التوعية المستمرة ضد التدخين وفرض الضرائب العالية. إذ يكبد استخدام السجائر الإلكترونية خسائر اقتصادية فادحة للبلد المستهلك”.

ومن المتوقع أن تصل قيمة صناعة السجائر الإلكترونية إلى 67.31 مليار دولار بحلول عام 2027، حيث يواصل ملايين الناس الإقلاع عن عادة تدخين التبغ التقليدي والتحول لتدخين سجائر وأجهزة تدخين الفيب الإلكترونية باعتقادهم أنها أقل ضرراً على صحتهم.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us

Skip to toolbar