اللبنانيون المفلسون يتحضّرون لمتابعة المونديال من مدرجات قطر.. من أين لكم هذا؟

كتبت ناديا الحلاق لـ “هنا لبنان”:

29 يوماً بالتمام والكمال تفصلنا عن موعد انطلاق مباريات كأس العالم 2022 في قطر، التي ستبدأ في 20 تشرين الثاني، وفيما يترقّب العالم العرس الرياضي الكبير الذي سيعرف مشاركة 32 منتخباً، يُظهر اللبنانييون شغفاً كبيراً بهذا الحدث الكروي الأهمّ، ورغم استمرار أزمتهم الاقتصادية والمعيشية إلا أنها لم تمنعهم من القيام بما يحبون، إذ يُتداول أن الحجوزات إلى قطر لا بأس بها، فالبلد المضيف قريب من لبنان نسبياً. قسم قليل من المشجعين سيذهب لحضور أكثر الرياضات شعبية في العالم على نفقته الخاصة أما القسم الأكبر فسيقيم لدى أقاربهم وأصدقائهم توفيراً للمصاريف.

عارف المصري من مشجعي المنتخب الإيطالي الذي فشل في التأهل لبطولة كأس العالم، إلا أن عشقه لكرة القدم لم يمنعه من خوض تجربة حضور المونديال على مدرج الملاعب القطرية، فهو يترقب بحماسة صافرة بداية أول مباراة.

حلم عارف تحقق منذ ثلاثة أشهر بحجزه مقعداً للذهاب إلى قطر وتمضيك 10 أيام من الإثارة والتشويق مع رفاقه الخمسة الذين شاركوه الحلم.

ويقول عارف: تتضمن رحلة المشجع إلى كأس العالم ثلاث محطات أساسية، وهي شراء التذكرة، ثم التخطيط لمكان الإقامة، وأخيرًا الحصول على بطاقة هَيّا الرقمية، ليصبح بعدها جاهزًا لحضور المونديال.

عارف الذي تحدى ظروف بلده وقرر إيجاد فسحة ترفيه تخرجه من الواقع السوداوي الذي يعيشه منذ ثلاث سنوات دفع ثمن تذكرة السفر 440 دولاراً أما تذاكر حضور المباريات فكلّفته بين 70 و 80 دولاراً للتذكرة الواحدة فهو اختار الجلوس في الفئة الثالثة أما بالنسبة لمكان إقامته فقد حالفه الحظ واستطاع حجز غرفة مزدوجة هو ورفيقه بـ 70 دولار لليلة.

من جهته، يؤكد الإعلامي الرياضي عبد الناصر حرب لـ “هنا لبنان” “أنه رغم الظروف السيئة التي يعيشها اللبنانييون إلا أن حجوزاتهم لحضور المونديال وتشجيع لفرقهم المفضلة لا بأس بها، حيث شهدت حجوزات الطيران من لبنان إلى قطر انتعاشة لافتة رغم التدابير المشددة التي فرضتها قطر على المشجعين واشتراطها تقديم طلباتهم للحصول على بطاقة “هيّا” الإلزامية، وهي بمثابة تصريح لدخول قطر للمشجعين القادمين من خارجها، كما تتيح لحاملها استخدام المواصلات العامة بالمجان، وتسمح للمشجعين من حاملي تذاكر المباريات بالدخول إلى استادات البطولة”.

وعن تكاليف حضور المونديال يوضح أن “أسعار تذاكر السفر إلى قطر تتفاوت بين شركة وأخرى وكذلك الأمر بالنسبة لحجوزات الغرف والفنادق، ورغم تأمين منظمي المونديال 30 ألف غرفة إضافية لزوار قطر خلال البطولة المرتقبة، حيث تتوفر المجموعة الأوسع من خيارات الإقامة على بوابة قطر لأماكن الإقامة، بأسعار تبدأ من 80 دولار لليلة الواحدة للفرد في غرفة مزدوجة، وتشمل الفنادق والشقق وقرى المشجعين وغيرها، إلا أن إمكانية الحجز فيها صعبة جداً لذلك فضل معظم اللبنانيين الذي ينتظرون المونديال بفارغ الصبر الإقامة لدى أقاربهم، خصوصاً وأن الحجوزات في بعض بيوت الإيجار لليلة الواحدة يعرض بـ 1700 دولاراً وما فوق عبر المواقع الالكترونية الخاصة بتأمين السكن”.

أسعار التذاكر من الإفتتاح حتى النهاية

ويوضح حرب أن أسعار تذاكر المباراة الافتتاحية التي ستجمع المنتخب القطري بنظيره الإكوادوري ستتراوح بين 2250 ريالا قطريا (618 دولارا أمريكيا) و1100 ريال قطري (302 دولارا أمريكي) للفئة الثالثة في حين يبلغ سعر تذكرة الفئة الثانية 1600 ريال قطري (439 دولارا أمريكيا).

أما تذاكر دور المجموعات فأسعارها أقل، إذ يبلغ سعر تذكرة الدرجة الأولى 800 ريال قطري (220 دولار أمريكي تقريبا) في حين جاء سعر الفئة الثانية 600 ريال قطري (165 دولار أمريكي) أما الفئة الثالثة فبلغ سعر تذكرتها 250 ريالا قطريا (69 دولارا أمريكيا تقريبا).

وترتفع الأسعار في دور الـ16 إذ تبدأ بـ350 ريالا قطريا (96 دولارا أمريكيا) للفئة الثالثة و750 ريالا قطريا (206 دولار أمريكيا) للفئة الثانية و1000 ريال قطري (275 دولارا تقريبا) للفئة الأولى.

أما أسعار تذاكر مباريات الدور ربع النهائي لكأس العالم 2022 فتبدأ بـ750 ريالا قطريا (206 دولارا أمريكيا) للفئة الثالثة و1050 ريالا قطريا (288 دولارا أمريكيا) للفئة الثانية و1550 ريالا قطريا (426 دولارا أمريكيا) للفئة الأولى.

وتقفز أسعار التذاكر في نصف النهائي لتبدأ بـ1300 ريال قطري (357 دولارا أمريكيا) للفئة الثالثة في حين تبلغ أسعار الفئة الثانية 2400 ريال قطري (659 دولار أمريكيا) و3480 ريال قطريا (956 دولارا أمريكيا) للفئة الأولى.

ويبلغ سعر تذكرة المباراة النهائية في ملعب لوسيل 1600 دولار أمريكي للفئة الأولى و933 دولار للفئة الثانية وحوالي 604 دولار للفئة الثالثة.

ويؤكد حرب أن الجالية اللّبنانية في قطر وفي دول الخليج ستُشارك بكثافة في حضور المباريات، فعائلات كثيرة حجزت مسبقاً.

ويختم: “رغم الظروف الصعبة التي يعيشها اللبنانييون ومعاناتهم من الواقع المرير على جميع الصعد، يبقى مونديال 2022 فسحة أمل كروية على عشاق لعبة كرة القدم”.

مواضيع مماثلة للكاتب:

“الموقف للمحل”…”الفاليه باركينغ” يحتل الشوارع العامة

تعدٍّ على أملاك بلدية بيروت… هل يتحرّك القضاء؟

أميركا تلوي ذراع “حزب الله” بفرضها عقوبات على حسن مقلد ومازن الزين