من انتصار إلى انتصار

كتب عمر موراني لـ “هنا لبنان”:

أن يقول مواطن لبناني محدود الأفق “إن التنازل عن الخط 29 خيانة عظمى” شيء، وأن يصدر مثل هذا الكلام عن رئيس الوفد التقني العسكري المفاوض حول الحدود البحرية الجنوبية العميد الركن بسام ياسين، شيء آخر.
وعندما تقدم مجموعة من المحامين والخبراء والأكاديميين شكوى إلى النائب تتهم فيها مسؤولين لبنانيين “الخيانة”، وانتهاك السيادة اللبنانية إثر توقيع اتفاقية ترسيم الحدود مع “إسرائيل”، فيجب أن يؤخذ الأمر على محمل الجد.
وأن تعلن شركة إنرجيان أن كمية الغاز المتوقع استخراجها من حقل كاريش في خلال سنة 6،5 مليارات متر مكعب، وأن تكون حصة إسرائيل من أرباح قانا 17 % وأن تبدي رضاها على الإتفاق الحدودي الذي يضمن لها هدوءاً أكيداً.
وأن يتأخر تنعم لبنان بالثروة الغازية لسنوات.
كل ذلك يعني أن المقاومة انتصرت والعماد عون انتصر وإسرائيل هُزمت وأذلّت.
لو طلع من بلوكاتنا البحرية غبّس ومليفا وسلاطعين فنحن منتصرون ولو “طلعنا” على الخازوق فنحن منتصرون.
في تعطيل إنتخاب رئيس للجمهورية كميشال معوّض تنتصر المقاومة لنهج إميل لحود.
في حرصها على بث روح المحبة والإلفة بين زعيمي المردة والتيار تنتصر المقاومة للتوافق المسيحي ـ المسيحي.
الآخرون، أي “القوات” و”الكتائب” والمستقلّون غير معترف بهما شرعاً
بفضل المقاومة الإسلامية ينتقل لبنان من انتصار إلى انتصار.
مليونا نازح سوري في ربوع لبنان ترجمة صريحة لانتصار المقاومة في سوريا.
خضوع الدولة لمشيئة الدويلة إنتصار.
تفخيخ الحكومات برؤوس نووية وثقافية حامية… إنتصار.
ضرب القضاء العدلي، والتحقيق في انفجار المرفأ إنتصار.
الثلاثية الذهبية ومفاعيلها الكارثية إنتصار.
الدعم الديبلوماسي للجمهورية الإسلامية المتصدية للنساء السافرات إنتصار.
العقوبات الأميركية على النخب السياسية وممولي الإرهاب أوسمة وانتصارات.
إفراغ لبنان من قواه الحية إنتصار.
تمثّل الليرة بالتومان إنتصار.
تعزيز ترسانة الصواريخ، وانتهاك القرارات الدولية إنتصار.
ربط أسراب المسيرات حصراً برأس العبد… إنتصار.
وجود حليمة في حياتنا المعاصرة… إنتصار.
رفع صور المرحوم اللواء قاسم سليماني على طريق المطار… إنتصار.
أيرنة مناطق لبنانية في الجنوب والبقاع وبعض قرى جبيل والضاحية الشيعية من بيروت، وفرض ثقافة خمينية في كل الديار… إنتصار.
1200 قتيل لبناني في 34 يوماً، وخسائر بالمليارات ودمار شامل لحق بنا ذات صيف نصر إلهي. يا ربي دخلك.
تُرى أما للإنتصارات نهاية؟
أحلم بسنتين من عمري، سنتين لا أكثر، متنقلاً من هزيمة إلى أخرى.

مواضيع مماثلة للكاتب:

عرّاب الأب والابن… والمتن

كبتاغون وكوكا.. وماذا بعد؟

مفتي “الحزب” الممتاز