لعدم استباق التحقيق


أخبار بارزة, خاص 8 شباط, 2021

كتب عمر موراني لـ “هنا لبنان” :

يتقاطع موقف “التيار الوطني الحر” الرافض للعنف والإغتيال السياسي” كوسيلة لإسكات أي رأي “، ويتكامل مع دعوة “حزبُ الله” إلى “مكافحة الجرائم المتنقلة في ‏أكثر من منطقة في لبنان وما يرافقها من استغلال سياسي وإعلامي على حساب الأمن ‏والاستقرار الداخلي”، كما ينسجم مع تطلعات كل المكوّنات السياسية ويترجم قناعات القوى الحليفة لسورية وإيران منذ اغتيال رئيس الجمهورية رينيه معوض مرورا باغتيال رفيق الحريري وقادة 14 آذار إنتهاء بجريمة المرفأ واغتيال لقمَن سليم.

ومن مبدأ الحرص على مسار العدالة جاء تحذير المجلس السياسي للتيار “من أي استغلال لأي جريمة بالقفز فوق التحقيقات المطلوبة وإصدار الاتهامات السياسية المسبقة التي علّمتنا التجارب السابقة أنها تخدم مصالح الخارج السياسية وتحرّض على الفتنة دون أن تصل الى الحقيقة المطلوبة.”

غريب أمر بعض اللبنانيين القافزين فوق التحقيقات والمستعجلين على توجيه الإتهامات يميناً ويساراً إلى جماعات وقوى أثبتت عشقها المتمادي لثقافة الحوار والإنفتاح والتواضع والممارسات الديمقراطية وتقبّل الآخر.

كيف يسخّف هذا “البعض” الجهود الجبارة والتحقيقات التي أوصلت إلى “لا شيء” بكل الملفات المتصلة بشهداء 14 آذار؟
كيف يتجاهل هؤلاء دعم “حزب الله” المطلق، للتحقيق اللبناني، قبل الدولي، في جريمة 14 شباط إلى درجة إخفاء كل متهميه ـ القديسين.. وإلغاء النقيب وسام عيد.

ولا بد من الإشارة إلى أن ذوي الرئيس رينيه معوّض لم يقفزوا فوق التحقيقات، لا بل ينتظرون الحقيقة منذ 31 عاما، فكم سنة يجب أن ينتظروا لإضافة ورقة على الملف الفارغ؟

توجيه الإتهامات السياسية المسبقة لـ”حزب الله” عالطالع والنازل إستغلال رخيص، خصوصاً أن “الحزب” عمل المستحيل وجنّد كل طاقاته للعثور على خيوط توصل إلى المجرمين، كما لكشف ملابسات اختفاء جوزف صادر في منطقة خاضعة لنفوذه إلى درجة أنه سبق القوى الأمنية وسحب كل تسجيلات كاميرات المراقبة لتحليلها ومساعدة اللواء أشرف ريفي، مدير عام قوى الأمن الداخلي، في كشف الحقيقة. كما أن “الحزب” أظهر كل تعاون في قضية اغتيال بطرس حرب، وظل يبحث لسنوات عن محمود الحايك الصادر بحقه قرار ظني ليفاجئ بمقتله في سورية في العام 2014.

من المعيب على أولياء الدم إطلاق التهم جزافاً. فإلى ما يوفره “الذباب الإلكتروني” من مادة قيّمة تنير التحقيق وتبعده عن التسييس، فكل المعطيات وكل الدلائل وكل التحليلات لـ”ماجريات” الجريمة (والكلمة من قاموس لقمَن) ودوافعها تشي أن “حزب الله” أبعد ما يكون عن مثل الفعل الإجرامي، وإن تهديداته السابقة لسليم، ودعوته للوقوف على إجر ونص بانتظار الأسوأ ما هي سوى ضروب رذالة من بعض الصبية.

إن انتظار التحقيق في قضية الدم الطازج هو أفضل ما يمكن أن نفعله كلبنانيين، لنبدو كالبلهاء الحقيقيين.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us