لأول مرة منذ 19 عامًا: أرسنال يقترب من سكة الألقاب


كتب موسى الخوري لـ”هنا لبنان”:

قد يكون من المبكر الحديث عن هوية أي بطل لأي دوري أوروبي مهما بلغ الفارق بين المتصدر ومطارديه، فكيف إذا كان الفارق لم يتعدَّ حاجز الخمس نقاط بعد كما هي الحال بين متصدر الدوري الإنكليزي أرسنال ووصيفه مانشستر سيتي؟ لكن ما يدعو للاعتقاد بأن “المدفعجية” هم على طريق تشليح اللقب من السيتيزنر وإحراز أول لقب لهم منذ ١٨ عامًا وتحديدًا منذ عام ٢٠٠٤ أيام الجيل الذهبي للمدرب الفرنسي الداهية أرسين فينغر. فهل سيتمكن رجال المدرب الإسباني الشاب ميكيل أرتيتا صاحب الأعوام الأربعين من خطف اللقب الأبرز في الدوريات الأوروبية ويعيد أمجاد النادي اللندني؟
لم يعد في صفوف الفريق أي لاعب من الذين أحرزوا اللقب الأخير، أضف إلى أن أرسنال كان يملك ترسانة من النجوم العالميين في تلك الحقبة أمثال الهولنديين دينيس بيركامب ومارك اوفرمارس والفرنسيين تييري هنري وباتريك فييرا وسيلفان ويلتور وروبير بيريس والسويدي فريدريك ليونغبرغ وغيرهم من النجوم الذين فازوا يومها بلقب الدوري من دون أن يتلقوا ولا أي خسارة في كل الموسم وهو إنجاز لم ينجح في تحقيقه أي فريق منذ ذلك الحين.

المجموعة الحالية ما زالت مغمورة نوعًا ما نسبة إلى تلك التي فازت بثلاثة ألقاب أعوام ١٩٩٨ و ٢٠٠٢ و ٢٠٠٤، ولكن من الواضح أن الفريق الحالي يملك مقومات الفوز وإعادة أمجاد النادي العريق صاحب ألقاب الدوري الـ ١٣ على مر تاريخ “البريميير ليغ”. وأبرز ما يميز الفريق حاليًا ربما هو خطه الخلفي المكوّن من الحارس آرون رامسديل والمدافعين بن وايت والفرنسي وصاحب الجذور اللبنانية وليام صليبا والأوكراني ألكسندر زينشنكو وبول تيرني وروب هولندينغ والياباني تاكيهيرو تومياسو الذين يبلون البلاء الحسن حتى الآن في احتواء هجمات الفرق الخصوم والوقوف سدًا منيعًا بوجهها. على أن خط الوسط لا يقل شأنًا عن خط الدفاع وهو يضم عدة لاعبين موهوبين مثل كابتن الفريق النرويجي مارتن اودغارد والإيطالي من أصل برازيلي المخضرم جورجينيو والغاني المقاتل توماس بارتي والسويسري غرانيت شاكا. أما خط المقدمة فيضم العديد من المواهب على رأسهم بوكايو ساكا وايدي نكيتياه والنفاثة البرازيلي غابريل مارتينيلي والبلجيكي الوافد حديثًا من برايتون لياندرو تروسار، كما أن الجميع ينتظر عودة الهداف البرازيلي المصاب غابريل خيسوس من أجل تدعيم صفوف الفريق الباندي وإكمال الطريق نحو لقب طال انتظاره.

فهناك عدة إشارات تدل على أن أرسنال سائر نحو خطف اللقب أبرزها تحويله الخسارة أو التعادل إلى فوز في عدة محطات من المباريات الحساسة، وهذا إن دلّ على شيء فهو يدل على قوة شخصية المجموعة وإصرارها على تخطي كل العقبات التي يمكن أن تعترض طريقها. وحتى عندما يخسر أرسنال كما حصل هذا الأسبوع أمام ايفرتون الذي يصارع للابتعاد عن منطقة الخطر بهدف يتيم، فإن مطارده المباشر مانشستر سيتي سقط بدوره أمام توتنهام وبنفس النتيجة. ولكن كان لذلك الانتصار طعم خاص لدى مشجعي توتنهام على وجه العموم وعلى هداف فريقهم قائد منتخب إنكلترا هاري كين على وجه الخصوص. فقد سجل هاري كين هدفه الرقم ٢٦٧ مع توتنهام ليحطم الرقم القياسي لعدد الأهداف المسجلة من قبل لاعب واحد بقميص توتنهام والذي كان يحمله أسطورة الفريق الهداف جيمي غريفز. رقم صمد منذ عام ١٩٧٠ واستطاع كين أن يتخطاه بعد ٥٣ عامًا. أضف إلى أن هاري كين انضم إلى كل من الهدافين آلان شيرر ووين روني حيث أصبح الثلاثي الوحيد الذي يسجل كل منهم أكثر من ٢٠٠ هدف في الدوري الإنكليزي بمسماه الجديد أي “البريمير ليغ” والذي انطلق موسم ١٩٩٢/١٩٩٣.
خلاصة الموضوع أن أرسنال سائر بخطى ثابتة وإن تعثر قليلًا نحو الفوز بلقب أول طال انتظاره لدى مشجعي الفريق اللندني لأكثر من ١٩ عامًا. فهل سيحقق ذلك أم سيأتي مان سيتي من بعيد ويمنعه؟ الجواب بعد أربعة أشهر.

 

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us

Skip to toolbar