لا تسونامي في لبنان

كتب إدوارد صفير لـ “Ici Beyrouth”:

في ساعة مبكرة من مساء يوم الإثنين، ضرب زلزال قوي مدينة أنطاكيا في تركيا وكان بقوة 6.3 درجات وقد شعر به سكان لبنان، وبعد عدّة ساعات من الزلزال الأوّل، ضرب زلزال آخر البلاد فجر يوم الثلاثاء وكان بقوة 4 درجات بمقياس ريختر، وكان مركزه جنوب لبنان في مياه البحر المتوسط.
وما كادت تمضي ساعات قليلة حتى انتشرت الأخبار المضلّلة التي تثير الخوف لدى الناس حول هذين الزلزالين على مواقع التواصل الاجتماعي والتي تتحدّث عن قدوم موجات تسونامي وزلازل مدمرة.

وتشرح سمية عيادي معاصري وهي أستاذة وباحثة في الجيولوجيا في كلية العلوم في جامعة القديس يوسف في بيروت لـ “Ici Beyrouth” بأنّ تراجع مياه البحر ليس له علاقة بالتسونامي. وتدعو معاصري الناس إلى الاطمئنان قائلةً أنّ في لبنان لا تحصل موجات تسونامي كتلك التي لوحظت في اليابان. فالبحر الأبيض المتوسط مغلق وغير عميق، وفي أسوأ السيناريوهات، سنكون مؤهلين لظاهرة أمواج عالية من شأنها أن تؤثر على المنطقة الساحلية.

وتشدّد معاصري على ضرورة اتّباع الكلام العلمي، والتركيز على تثقيف المواطنين من خلال الإعلام الذي عليه بدوره أن ينقل الحقائق العلمية بشفافية ومسؤولية.

وكان قد تمّ مؤخراً التداول على شبكات التواصل الاجتماعي بفرضية تفيد بأنّ الزلازل المتكرّرة ذات القوة الكبيرة يمكن أن تقلّل من خطر حدوث زلزال مدمّر، تعلّق معاصري: “على الرغم من أن هذه الفرضية معقولة، إلّا أنّنا لا نستطيع تقييم كمية الطاقة المنبعثة من الزلازل ولا تلك المتبقية حتى نتمكن من استبعاد احتمال وقوع زلزال كبير كما تحدد، ومع ذلك لا داعي للخوف”.

لا يمكن توقع حصول الزلازل
رغم أنّ لبنان يقع على شبكة من الفوالق المتّصلة بصدع الأناضول في تركيا ورغم أنّ هذه المنطقة تشهد نشاطاً زلزالياً متواصلاً، يبقى من المستحيل التنبّؤ بمكان وزمان وقوة الزلزال. كما أنّ طبيعة لبنان الجيولوجية مختلفة تمامًا عن طبيعة تركيا، ففي لبنان يوجد فقط اثنين من الصفائح التكتونية بينما في تركيا يوجد أربعة صفائح تتفاعل مع بعضها البعض.
وتعليقاً على تأثير السدود على الزلازل، أوضحت الخبيرة سمية عيادي معاصري بأنّ بعض الزلازل يمكن أن تكون ناجمة عن أعمال بشرية مثل تخزين المياه السطحية والسدود، إلّا أنّ هذه السدود هي أكبر بكثير من السدود في لبنان. كما يمكن أن تتولد الزلازل عن طريق الاستغلال المفرط للموارد الجوفية، والضخ المفرط لطبقات المياه الجوفية. ولذلك لا يشعر الجميع بقوة الزلزال بنفس الطريقة، وهذا ما يسمى بـ “تأثير الموقع”، أي أنّ الطبيعة الجيولوجية للأرض وحجم المياه المخزنة تحت الأرض يمكن أن تزيد من شدة الموجات الزلزالية.
وتختم معاصري بالقول: “لا يمكننا العمل على إيقاف الزلازل أو تخفيف تأثيرها، لكن يمكننا تقليل شدّتها أي تأثير الزلزال على البشر والبنى التحتية، وذلك من خلال العمل على ضعف المباني والبنى التحتية، ومن خلال تثقيف السكان واحترام معايير وقوانين البناء المضادة للزلازل، لذلك يجب توعية المهندسين على أهمية تطبيق هذه القوانين”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us