كما الساعة، منتخبات لبنان لكرة القدم إلى الوراء.. خسائر متتالية و”الحبل على الجرار”


كتب موسى الخوري لـ”هنا لبنان”:

يصح القول أن وضع منتخبات لبنان بكرة القدم يسير إلى الخلف وهو شبيه بما حصل في البلاد من تخبط ناتج عن تأخير الساعة وبالتالي اختلاف توقيتنا عن التوقيت العالمي. ومع أن الحكومة اللبنانية تداركت الوضع وصححت خطأ تأخير الساعة، إلا أن الدلائل تشير إلى أن منتخبات لبنان ستبقى سائرة عكس التيار وهي بالتأكيد ستصل إلى أسفل درك في الهاوية في حال بقي الوضع على حاله إذ لا يجنى من الشوك عنب أو من العوسج تين. فالاتحاد الحالي الذي لا ينفك مسؤولوه وبعض المطبلين يتغنَّون بإنجازات لا يراها أحد سواهم، فهم مسؤولون عن منتخبات لا تفوز ولا تسجل، فإذا استعرضنا نتائج منتخبات لبنان في عدة فئات ومن ضمنها طبعًا منتخبنا الأول نجد أن الوضع أقل ما يقال عنه أنه كارثي.
فقد تعرض منتخب لبنان الأول لخسارته الثالثة توالياً تحت قيادة المدرب الصربي ألكسندر اليتش، وكانت أمام المنتخب العماني بهدفين مقابل لا شيء، وللمباراة الخامسة توالياً يفشل المنتخب اللبناني في هز الشباك، في دلالة واضحة على مدى العقم الهجومي الذي يعانيه المنتخب، ويعود آخر هدف سجله المنتخب لتاريخ الأول من شباط من العام المنصرم، حين تعادل المنتخب في تصفيات المونديال مع نظيره العراقي (1-1). وللمفارقة فإن الهدف سجله المدافع ماهر صبرا أي أن خط هجوم المنتخب غير قادر أبدًا على التسجيل، ومنذ ذلك التاريخ ضلّ كل اللاعبين طريق المرمى ولم ننجح في التسجيل في خمس مباريات متتالية، بينها الثلاث الأخيرة في عهد اليتش، الذي يبدو أنه لن يستطيع أن يجد حلاً لمعضلة العقم الهجومي في المنتخب، فضلاً عن المشاكل العديدة في تمركز اللاعبين لا سيما المدافعين منهم، ناهيك عن البطء في التحضير لعملية الهجوم نحو مرمى الفريق الخصم من قبل لاعبي الوسط، وبصراحة فإنه بعد ثلاث مباريات مع المدرب اليتش لا يبدو أنه يحمل الدواء الشافي لمشاكل منتخبنا الكثيرة، ولم يظهر أن لديه شيء مختلف عمن سبقه في القيادة الفنية للمنتخب الوطني، كما لم نر أي لمسة مختلفة في شكل وأداء الفريق في دلالة واضحة على أننا بلا هوية واضحة، يعني وبمنتهى الصراحة لا شكل ولا مضمون ولا تطور أو تحسن، والنتائج خير دليل على ما نقول. ومن المؤكد أننا لم نعد نتفاءل بأن يتمكن هذا المدرب أو غيره من تحسين وتطوير المنتخب لأن الفوارق باتت كبيرة بيننا وبين بقية منتخبات منطقتنا مع محدودية مردود لاعبينا على الصعيد الدولي، والذين يحتاجون للكثير من العمل والجهد بشكل متواصل ومستمر لتذليل ذلك الفارق، الذي يحتاج لعمل منظومة كاملة نحن نفتقدها ونفتقد لأدنى مقومات نجاحها. ويكفي أننا لا نملك ملعباً بعشب طبيعي وبمواصفات الفيفا لنتمرن ونخوض المباريات على أرضه، فضلاً عن الإمكانيات المتواضعة للاعبينا ولكافة المدربين حتى في المنتخبات الوطنية اللبنانية.
وبالعودة إلى أحداث اللقاء، فقد شارك المحترفون اللبنانيون الأربعة الذين يلعبون في صفوف المنتخب اللبناني أمام المنتخب العماني، حيث لعب محمد علي الدهيني وسوني سعد ودانيال لحود منذ بداية المباراة، فيما شارك المهاجم محمد قدوح كبديل في الشوط الثاني، والحقيقة أن وجود هذا الرباعي لم يعطِ الإضافة الفنية الكبيرة أو المطلوبة للمنتخب ولم يستطيعوا أن يجنبوه الهزيمة أو أن يغيروا من الصورة الباهتة للمنتخب ولم يتألقوا أو يقدموا أي شيء لافت يدل على الفروقات الفنية بينهم وبين اللاعبين المحليين، لا بل إنّ البعض منهم لم يقدم شيئاً يذكر طوال الوقت الذي شارك فيه، مع الإشارة إلى أن محمد علي الدهيني لعب في مركز قلب الدفاع مع أنه يجيد اللعب بشكل أفضل في وسط الملعب فيما نشط المهاجم محمد قدوح قليلًا وحاول أن يفعل شيئاً خلال الوقت الذي شارك فيه، فيما ظهر سوني سعد أنه بحاجة لخوض المزيد من المباريات لينسجم مع المجموعة، بينما لم يقدم دانيال لحود أي شيء يذكر على الإطلاق.
ويمكن اعتبار الشهر الحالي من أسوأ أيام الكرة اللبنانية على صعيد نتائج المنتخبات التي سنستعرضها في السطور أدناه:
1- المنتخب الأول خسر في 27 آذار ودياً في مسقط أمام عمان 2-صفر. والأسوأ من النتيجة كان الأداء العقيم.
2- المنتخب الأولمبي خسر ودياً أمام الأردن مرتين في بيروت 1-صفر و 3-صفر.
3- منتخب الكرة الشاطئية خرج من دور المجموعات لكاس آسيا في تايلاند بخسارتين 4-1 أمام الصين و 9-3 أمام اليابان، وفاز مرة واحدة على أندونيسيا 12-صفر وهي للعلم دولة مغمورة جدًا في مجال كرة القدم وتعتبرها رياضة هامشية.
6 مباريات خاضتها منتخباتنا في 10 أيام خسرت في خمس مباريات وفازت في واحدة على بلد مجهول الهوية في اللعبة.
باختصار، الوضع كارثي مهما حاول أي شخص تجميله أو التغاضي عن الحقيقة، منتخبات لبنان في الحضيض وبحاجة إلى من ينتشلها من القعر.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us

Skip to toolbar