من يريد الفراغ إذاً؟


أخبار بارزة, خاص 17 أيار, 2023
الفراغ

من يعملون لتطبيق الدستور وبسط سيادة الدولة على أراضيها بواسطة قواها الشرعية مشتبهون يعملون لإطالة أمد الفراغ.. أما من يراهنون على مناخ التقارب السُعودي ـ الإيراني لتمرير مرشحهم فهم يكرهون الفراغ.


كتب عمر موراني لـ “هنا لبنان”:

سقطت خدعة الحوار ككوز تين “مسقّط” لأنّ الداعي إليه والمطبّلين له، ما كان في بالهم سوى أمر واحد: إقناع الفرقاء المعارضين بمميزات سليمان بك الإستثنائية التي تفوق التصوّر وقدرة العقل البشري على الإستيعاب، وإفهامهم أنهم غير مدركين معنى تفويت تلك الفرصة الذهبية بالذهاب فوراً، ومن دون إبطاء، إلى انتخابه.
وفوق الدعوة الملغومة الساقطة من أساسها، ما زال، وما برح، ما فتئ، ما انفكّ… ربيبو نظام الملالي ومادحو نظام البعث، في الممارسة الديمقراطية يزنّون على نفس الوتر وتحميل مسؤولية إطالة الأزمة الدستورية إلى ما شاء الله عزّ وجلّ.
فمسؤولية الفراغ، بحسب بعض النواب الببغاوات ومحرّكيهم هم:
من لم يتغيّبوا عن أي من جلسات انتخاب الرئيس الإحدى عشرة.
من يحثّون رئيس مجلس إدارة مجلس النواب صباح كل يوم على عقد جلسات متلاحقة مثلما يحصل في كل البرلمانات التي تحترم نفسها.
من صوّتوا لمرشحيهم الجديين وفي مقدمهم ميشال رينيه معوض وما عرفوا باسم مرشح “الثنائي” إلّا بعد خمسة أشهر على نهاية العهد الذهبي.
من بقوا على مقاعدهم ولم ينسحبوا من قاعة مجلس النوّاب برؤوس منحنية كالذاهبين إلى المراحيض. المنسحبون مع إنجاز الإستحقاق الرئاسي. من أصرّوا على دورة ثانية أطاحوا بأسس الديمقراطية 11 مرة على التوالي.
من يعارضون ترئيس مرشح الخط الممانع بضغط فرنسي واضح، وباستجداء رضا من مسؤول سعودي أو قطري، وبتأويل الصمت الأميركي.
من يلتزمون المهل الدستورية.
من يتحركون في العلن ويترشّحون في العلن ويمارسون اللعبة الديمقراطية الصحيحة.
من يعملون لتطبيق الدستور وبسط سيادة الدولة على أراضيها بواسطة قواها الشرعية مشتبهون يعملون لإطالة أمد الفراغ.
أما من يراهنون على مناخ التقارب السُعودي ـ الإيراني لتمرير مرشحهم وعلى عودة رئيس النظام السوري إلى الحضن العربي فهم يكرهون الفراغ، والقاعدون في حضن البعث أباً عن جدّ فيستنكرون الفراغ. ومن يعملون اليوم على شراء ذمم 6 أو 7 نواب وبسعر مغرٍ يجهدون لملء الفراغ. من امتهنوا الإبتزاز لإيصال الجنرال ميشال عون إلى بعبدا وفك عقدة حياته. لا تقل لهم فراغاً مرة. “يستفرغون”.
والمائعون، المنتظرون إشارة من الإمارات العربية المتحدة أو إشارة من اليرزة أو إشارة من القاهرة أو إشارة من الأخوان أو إشارة من الخلّان لم يدّخروا جهداً لمنع الفراغ.
من الآخر، المسؤول الأول والأخير عن الفراغ هو ن.ه مواليد سيراليون في 4 أيار 1936.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us